ريمونتادا وودز .. النمر يذهل العالم باستعادة أفضل مستوياته

ريمونتادا وودز .. النمر يذهل العالم باستعادة أفضل مستوياته
ريمونتادا وودز .. النمر يذهل العالم باستعادة أفضل مستوياته

في خريف عام 1978، كان تايجر وودز طفلا صغيرا يرتدي قبعة وردية اللون ويمشي متبخترا إلى موقع تصوير البرنامج التلفزيوني "ذا مايك دوجلاس شو"، الذي كان آنذاك أحد البرامج التلفزيونية الأساسية أثناء النهار في الولايات المتحدة.
يتحدث وودز بصوت كهديل الحمام مع بوب هوب وجيمس ستيوارت ومقدم البرنامج.
بعد ذلك أظهر مهارته الشخصية التي نضجت في عمر صغير: تسديد كرات الجولف بطريقة رائعة.
كان الطفل المعجزة، المعروف في الأصل باسم تايجر أي النمر، يبلغ من العمر سنتين وتسعة أشهر.
وعلى سبيل المقارنة، عندما كان موزارت في عمره كان متقاعسا كسولا.
خلال الـ30 عاما التالية العجيبة، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها الشاب وودز والأستاذ في هذه الرياضة، إلا أنها لم تكن تتعلق مباشرة بطريقة لعبه كرة الجولف.
طوال عدة أسابيع من عام 2001، كان وودز هو حامل اللقب في جميع البطولات الأربع الكبرى.
وكانت هناك شكاوى من أن استمرار هيمنته كان من شأنها أن تدمر اللعبة.
على أن هناك أمرا مؤكدا حول رياضة الجولف، أيا كان المستوى الذي تلعب فيه أو به، فهي علاج ناجح للكبرياء والغطرسة، ما لم تكن تغش كما ورد في كتاب جديد بعنوان "قائد في تفاصيل الغش" Commander in Cheatdetails.
بعد أن وصل مجموع بطولاته إلى 14 بطولة وهو لم يتجاوز من العمر 32 عاما، أتت مشكلات وودز بحمولة حاويات دفعة واحدة.
في هذه المقارنة، ربما كان عليه أن يلازم صبر أيوب، على الأقل، إذ لم تكن المحن التي مر بها تتضمن التعامل مع المصورين.
حسنا، لكي نعبر عن الفرح والشكر، فقد يتم سماع ثنائنا على سطح المريخ، فقد جاء هذا الأسبوع بالخلاص.
بعمر 43 عاما، وبعد مضي 11 عاما من آخر نجاح كبير حققه، فاز وودز بالبطولة الـ15، حينما أحرز لقب بطولة الأساتذة للمرة الخامسة.
بدأ النقاد بل المشجعون يتساءلون عما إذا كانت هذه هي أعظم عودة رياضية "ريمونتادا" على مر العصور: من بطل في خانة الصفر إلى بطل عالمي مرة أخرى.
في بعض الأحيان، يتهم الصحافيين بالمبالغة. في الواقع، أعتقد أنه عندما نواجه الحقيقة التاريخية، فإننا نخاف من الاعتراف بذلك. إلا أن الإجابة عن السؤال هي نعم.
للوصول إلى هناك، ربما نحتاج إلى العودة إلى المتنافسين الذين ربما تم ذكرهم قبل أسبوع.
لنكن واضحين، نحن نتحدث هنا عن أفراد يثبتون أنهم أبطال مرة أخرى بعد شطبهم إلى الأبد، وليس عن الفوز في مسابقة معينة بدا وكأنهم سيخسرونها.
"لذلك، رشحت مباراة كرة البيسبول عام 2014 في ولاية أيوا، عندما فازت كلينتون لومبير كينجز على برلينجتون بيز بنتيجة 20-17، بعد أن كانت النتيجة 17-1 لمصلحة خصمها بيز باعتبارها ريمونتادا العصر".
الفائز في الفئة الأخرى حتى الآن، بالنسبة إلي سيكون محمد علي "كلاي".
بعد تجريده من لقبه ومنعه من الملاكمة لرفضه القتال بالزي الرسمي وبدون قفازات، عاد إلى الحلبة ليهزم كلا من جورج فورمان وجو فريزر.
في عام 1974، كانت المواجهة المعروفة بقتال الغابة: مع جورج فورمان. جمع هذا النزال كل شيء: مغناطيسية شخصية علي؛ الطبيعة الأولية لهذه الرياضة؛ الجرأة الكبيرة لاستراتيجيته استنفاد القوى. فزع الخبراء.. إضافة إلى الموقع الغريب، في كينشاسا، عاصمة زائير يومها "الكونغو الديمقراطية اليوم".
الصدام مع فريزر كان في مانيلا، عاصمة الفلبين.
أنا أقصد، هل يمكنك تسمية ثاني أشهر حدث رياضي يعقد في كينشاسا؟
أما المتنافسون الآخرون فكانوا يندرجون ضمن البطولات الفردية: عودة نيكي لودا في ميدان السباق بعد ستة أسابيع من حادثه الرهيب في نوربورجر، ونجاحه في استعادة سباق بطولة الفورمولا ون بعد عام؛ فوز مونيكا سيليش ببطولة أستراليا المفتوحة بعد ثلاث سنوات من تعرضها لطعنات شبه قاتلة على أرض الملعب.
كما فاز جريج لوموند بطواف فرنسا للدراجات بعد إطلاق النار عليه؛ وهناك ماريو ليميو بعد تعافيه من السرطان، ليعود ليصبح نجم فريق بيتسبيرج بينجوينز في لعبة هوكي الجليد.
تتضمن الحالات الأخرى جرائم مخالفة للقوانين المتعلقة بالشيخوخة.
هناك ستانلي ماثيوز، لاعب الكرة الإنجليزي الأسطوري، حينما بلغ من العمر 38 عاما، وقاد فريق بلاكبول إلى كأس الاتحاد عام 1953؛ وجورج فورمان نفسه، الذي استعاد اللقب العالمي للوزن الثقيل حينما بلغ 45 عاما؛ ودبليو جي جرايس، بلغ 47 عاما، وما زال يعد لاعب كريكيت، ولم يزل يستمتع بموسم مذهل في عام 1895؛ وليستر بيجوت، ربما كان هو أعظم الفرسان، فقد عاد من عقوبة السجن للتهرب الضريبي بعمر 54 عاما، وفاز ببطولة بريدزر كب مايل بعد عشرة أيام من ذلك.
لم يكن كل من ماثيوس وجريس بعيدين في الواقع، فماثيوس نفسه لم يتراجع مستواه، سوى أن الأمر كان هو أن فريقه لم يفز بأي شيء.
كانت نجاحات فورمان اللاحقة رمزا لتدهور مستوى علي في الملاكمة، بعد عودته أكثر من أي شيء آخر. ولم تكن عودة بيجوت، بشكل عام، عودة المنتصر حسب معاييره القديمة.
الآن فكر في وودز. سنواته التي قضاها في حالة صدمة كانت في جوانب متعددة.
لقد خسر زواجه وخسر سمعته، حينما أجبر على الاعتراف علنا بأنه "زير" أيا كان معنى ذلك.
قبل أقل من عامين تم اعتقاله بتهمة القيادة تحت التأثير، في ظروف أوصلته إلى بوابات السجن بنفسه.
فقد صحته، وتحمل آلام الظهر المروعة وسلسلة من العمليات الشديدة.
كما فقد مهارته في المزج بين المبادرات الفنية والخيرية، بما في ذلك القدرة على التبرع بالمال والمساهمة باستمرار، التي لا تبدو مشكلة جسدية.
لقد عاد الآن. لم يهزم شخصا آخر فحسب. بل فاز على 86 لاعبا من أفضل لاعبي الجولف في العالم، وكانت الأغلبية الساحقة منهم أصغر سنا - وربما يعتقد المرء - أنهم أكثر منه نشاطا وعنفوانا. لقد أعاد تنشيط رياضة كانت في حالة ركود.
نم جيدا في الرقدة الأبدية وتنحى جانبا يا محمد علي "كلاي": تايجر هو الأعظم، على الأقل، بالنسبة إلى الأبطال ممن هم على قيد الحياة، أو بالنسبة إليّ.
لقد كان من شأن وضع وودز لكرة الجولف، بمسافة سنتيمتر واحد بعيدا عن الحفرة، أن يكلفه رد اعتباره المعنوي، المستحق، إلا أنه فعلها... يا للبطل.

الأكثر قراءة