"أوبك+" تعتمد سياسة إنتاج مرنة.. وأسعار النفط تتجاوز 73 دولارا للبرميل

"أوبك+" تعتمد سياسة إنتاج مرنة.. وأسعار النفط تتجاوز 73 دولارا للبرميل

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع قياسي هو الأعلى في عدة أسابيع بتأثير من اجتماع وزراء "أوبك" وخارجها في جدة، ضمن أعمال اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج، التي أكدت التمسك بخطة المنتجين في خفض المعروض النفطي، على الرغم من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
يأتي تمسك "أوبك" بخطة خفض الإنتاج لقناعتها بأن السوق لا تحتاج إلى مزيد من الإمدادات في ضوء استمرار نمو المخزونات النفطية الأمريكية التي يجب أن تعود إلى المستويات المتوسطة حتى يتحقق الهدف الرئيس للاتفاق، وهو الوصول إلى سوق متوازنة ومستقرة.
وقال لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، "إن اجتماع جدة جدد الثقة برؤية تحالف المنتجين لآليات التعامل مع السوق في هذه المرحلة شديدة التوتر، التي يحوم شبح الصدامات العسكرية حول منطقة الشرق الأوسط، وفي إطار إصرار أمريكي على مواصلة تشديد العقوبات على إيران وفنزويلا".
وأشار المختصون إلى أن تحالف المنتجين على توافق بشأن عدم الحاجة إلى زيادة الإمدادات ما دامت المخزونات مرتفعة وفي ظل الشكوك التي تحيط بنمو الطلب وفي ضوء استمرار الحالة الهشة الناجمة عن ضبابية المشهد بشأن مسار ونتائج المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، "إن اجتماع جدة أرسل تطمينات جيدة إلى السوق بشأن الإصرار على جعل السوق متوازنة ومستقرة على أساس مستدام، مع تعهد منتجي الخليج بصفة خاصة بسرعة الاستجابة لأي نقص في المعروض وتعويض أي خلل في علاقة العرض والطلب بما يدحض المخاوف من تداعيات العقوبات على إيران وفنزويلا".
وأوضح أن إعلان التعاون بين دول "أوبك" وخارجها أسهم من خلال اتفاق خفض الإنتاج في دعم السوق النفطية التي كسبت نحو 30 في المائة في الأسعار خلال الربع الأول، وانتشل السوق من حالة التأزم والتهاوي الحاد التي وقعت في الربع الرابع من العام الماضي، مشيرا إلى ارتفاع نسبة المطابقة بشكل جيد في شهر نيسان (أبريل) الماضي ووصلت إلى 168 في المائة نظرا إلى وجود كثير من التخفيضات الطوعية المؤثرة.
من جانبه، أكد جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" فى كرواتيا، أن تحالف المنتجين أكد من خلال اجتماع جدة تمسكهم بسياسات مرنة في التعامل مع المتغيرات في السوق النفطية، مع حسن قراءة المتغيرات وإعداد رؤى مستقبلية جيدة، لافتا إلى أن المنتجين في حزيران (يونيو) من العام الماضي لجأوا بالفعل إلى زيادة الإنتاج بعدما استشعروا أن الطلب قد يفوق العرض ثم عادوا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي إلى إقرار خفض الإنتاج بعدما أدت وفرة الإمدادات إلى تهاوي الأسعار بشكل حاد.
وأشار إلى أن البيان الختامي لاجتماع "أوبك" أكد مواصلة رصد المتغيرات في السوق خاصة في ضوء ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، بسبب الصراع في الشرق الأوسط إلى جانب تصاعد المواجهات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مع الاستمرار في متابعة مستويات المخزونات وتقييم توازن العلاقة بين العرض والطلب، وذلك حتى إجراء مراجعة جديدة من خلال الاجتماع الوزاري الموسع للمنتجين في حزيران (يونيو) المقبل في فيينا.
من جانبه، قال أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة، "إن وضع السوق متأرجح، وهناك حالة من عدم اليقين بشأن مستويات العرض والطلب"، لافتا إلى تأكيد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، حاجة السوق إلى مزيد من الرصد والمتابعة لمعرفة تأثير انكماش المعروض بسبب العقوبات في مقابل زيادات واسعة في الإنتاج الأمريكي، كما أن هناك خطة بالفعل لتدارس وضع الحرب التجارية وتأثيرها في الطلب فى الصين وأمريكا وفي بلاد العالم الأخرى التي تتأثر بتداعيات تلك الحرب.
وذكر أن المهندس خالد الفالح لفت الأنظار إلى عاملين مهمين يحددان معنويات السوق ومدى تحركها في المسار الصحيح، هما استثمارات المنبع وأنشطة الحفر الأمريكية، عادّا هذين العاملين ما زالا لم يسجلا مستويات جيدة من التعافي، ما يعني أن حالة السوق النفطية تحتاج إلى مزيد من الدعم والاستقرار والتمسك بخطة تحقيق التوازن والحفاظ عليه.
بدورها، أكدت المحللة الصينية أنبر لي من شركة "رينج" الدولية، أن السعودية أظهرت صلابة قوية في مواجهة الهجمات الإرهابية على الناقلات والمنشآت النفطية وحافظت على مستوى الإمدادات مستقرا، وهو ما يعكس قدراتها الإنتاجية والتصديرية الفائقة وقدرتها على تأمين الإمدادات بشكل جيد إلى مختلف دول العالم ودعم استقرار الطاقة في منظومة الاقتصاد العالمي.
وأشارت إلى أن السعودية تعمل على رعاية مصالح المنتجين والمستهلكين على السواء، وتدخلاتها السابقة جاءت إيجابية، والتعهدات التي أطلقها وزير الطاقة السعودي في جدة تصب في هذا الاتجاه، متوقعة أن علاقات الشراكة والتعاون بين المنتجين والمستهلكين ستتطور بشكل إيجابي في الفترة المقبلة خاصة الحوار مع الصين التي تعد محور الطلب العالمي على النفط الخام.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط إلى أعلى مستوياته في عدة أسابيع أمس، بعدما أوضحت "أوبك" أنها ستبقي على الأرجح على تخفيضات الإنتاج التي ساعدت على دعم الأسعار هذا العام، بينما تواصل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
بحسب "رويترز"، فإنه بحلول الساعة 06:04 بتوقيت جرينتش، كان خام برنت مرتفعا 90 سنتا بما يعادل 1.3 في المائة إلى 73.11 دولار للبرميل، بعد أن لامس في وقت سابق 73.40 دولار، وهو أعلى سعر له منذ 26 نيسان (أبريل) الماضي.
وزاد الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 71 سنتا أو 1.1 في المائة مسجلا 63.47 دولار للبرميل. كان الخام الأمريكي بلغ 63.81 دولار في وقت سابق، وهي ذروته منذ أول أيار (مايو) الجاري.
أمس الأول، قال المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، "إنه يوجد توافق داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" ومنتجي النفط المتحالفين معها على خفض مخزونات الخام "رويدا"، لكنه سيظل متجاوبا مع متطلبات "سوق هشة".
وأبلغ وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الصحافيين في وقت سابق أن المنتجين قادرون على سد أي فجوة في السوق وأن تخفيف تخفيضات المعروض ليس القرار الصائب.
وتراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 72.57 دولار للبرميل الجمعة الماضي، مقابل 72.61 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس، "إن سعر السلة انخفض لأول مرة عقب عدة ارتفاعات سابقة، كما أن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 70.66 دولار للبرميل".

الأكثر قراءة