«المركزي الأوروبي» يحذر من تصعيد النزاعات التجارية .. ويؤكد: العواقب خطيرة

«المركزي الأوروبي» يحذر من تصعيد النزاعات التجارية .. ويؤكد: العواقب خطيرة

حذر البنك المركزي الأوروبي أمس من تصعيد النزاعات التجارية على مستوى العالم.
وجاء في دراسة للبنك نشرت أمس أن السيناريوهات المتوقعة أظهرت أن العواقب المباشرة متوسطة المدى لتصعيد النزاعات ستكون خطيرة.
وبحسب "الألمانية"، أوضحت الدراسة أن التأثيرات السلبية من الممكن أن تزداد عبر زيادة الضغط في أسواق المال وفقدان الثقة، موضحة أن الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والتجارة العالمية ستكون الأكثر تضررا من هذه الآثار.
وبحسب بيانات البنك، فإن النزاع التجاري الذي تسببت فيه الولايات المتحدة عام 2018 يمثل حتى الآن خطورة متوسطة على الاقتصاد العالمي والتطلعات بالنسبة لمنطقة اليورو. وطبقت الولايات المتحدة العام الماضي قيودا جمركية على واردات سلسلة من الشركاء التجاريين، والتي تم الرد عليها بإجراءات مماثلة من جانب هذه الدول الشريكة.
وتفاقم النزاع التجاري مع الصين على وجه الخصوص، وتلوح في الأفق على نحو متكرر فرص للتوصل إلى اتفاق بين البلدين، إلا أن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن.
وبحسب أحد السيناريوهات التي عرضتها الدراسة، فإن الولايات المتحدة ستتضرر على نحو أكبر من منطقة اليورو على سبيل المثال حال حدوث تصعيد في النزاع التجاري، حيث من الممكن أن يتقلص النمو الاقتصادي للبلاد بفعل مؤثرات مباشرة بمقدار 1.5 درجة مئوية.
وستتضرر أيضا منطقة اليورو والصين من هذا التصعيد، لكن في نطاق أضيق مقارنة بالولايات المتحدة، حيث سيكون من الممكن لمنطقة اليورو على سبيل المثال تعويض صادراتها إلى الولايات المتحدة عبر التصدير لدول أخرى.
ويفترض هذا السيناريو أن الولايات المتحدة ستزيد جماركها على الواردات القادمة من أنحاء العالم لتصل إلى 10 في المائة، والتي سيقابلها زيادة مماثلة في الجمارك من باقي الدول على الواردات الأمريكية.
ورغم أن هذا السيناريو غير مرجح، تشكك الدراسة في اعتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة ستستفيد من كل نزاع تجاري.
من جهة أخرى، يتوجه المفاوضون الأمريكيون إلى الصين الأسبوع المقبل لإجراء جولة جديدة من المحادثات الهادفة إلى إنهاء الحرب التجارية بين البلدين، قبل أن يزور الوفد الصيني بدوره واشنطن في أيار(مايو).
وذكر البيت الأبيض في بيان، أن ستيفن منوتشين وزير الخزانة، وروبرت لايتهايزر الممثل الأمريكي للتجارة اللذين يقودان المفاوضات من جانب الولايات المتحدة، سيكونان في بكين لإجراء محادثات تبدأ في 30 نيسان(أبريل).
وسيتوجه ليو هي نائب رئيس الوزراء الصيني الذي يقود المفاوضات عن بلاده، إلى واشنطن في 8 أيار(مايو)، وأوضح البيان أن "مواضيع محادثات الأسبوع المقبل ستغطي الإشكالات التجارية، بما يشمل الملكية الفكرية والنقل القسري للتكنولوجيا والحواجز غير الجمركية والزراعة والخدمات" وأيضا "التنفيذ".
وتتفاوض الولايات المتحدة والصين بشكل مكثف منذ بداية كانون الثاني(يناير) بغية التوصل إلى اتفاق تجاري واسع النطاق يسمح بإنهاء الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية لإجبار بكين على إنهاء ممارسات وصفت بغير النزيهة.
وتسعى إدارة ترمب لخفض العجز التجاري الهائل مع الصين والحد من الدعم الصيني لشركات الدولة. وأشار المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية إلى بقاء "الكثير من العمل لإنهائه"، معترفا في الوقت نفسه بتحقق "مزيد من التقدم".
ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الولايات المتحدة والصين ترغبان في تنظيم مراسم توقيع الاتفاق النهائي نهاية أيار(مايو) أو بداية حزيران(يونيو).
وتتبادل الدولتان حتى الآن رسوما جمركية على أكثر من 360 مليار دولار من المبادلات السنوية.

الأكثر قراءة