عشية انتخابات الهند .. أكبر تطبيق إخباري عبر الجوال في دائرة الضوء

عشية انتخابات الهند .. أكبر تطبيق إخباري عبر الجوال في دائرة الضوء
عشية انتخابات الهند .. أكبر تطبيق إخباري عبر الجوال في دائرة الضوء

يتوقع كل من فرندرا جوبتا وإومناج بيدي، أن يديرا أكبر مشروع للأخبار في الهند، من حيث عدد الجمهور، بحلول نهاية هذا العام.
تطبيق ديلي هنت Dailyhunt لبث الأخبار عبر الهواتف المحمولة، كان قد اشتراه جوبتا في عام 2012، ومن أجل الانضمام إليه تخلى بيدي عن منصب رئيس "فسيبوك" في الهند، ويبلغ مستخدمو التطبيق 206 مليونا شهريا، كما زاد عدد جمهوره بنحو أربعة أضعاف في الأشهر الـ12 الماضية.
يضم التطبيق الإخباري نحو 1800 ناشر هندي، ويجمع مقالات من شبكة موظفين مستقلين مرتبطين به، كما أنهم يقدمون مساهماتهم بعناية إلى التطبيق عبر 17 لغة هندية، ويجري الفرز بواسطة برنامج جهاز كمبيوتر يقدم موجز أخبار شخصي لكل قارئ.
بيدي، مستخدما اسم البلد باللغة الهندية، أي بهارات، بينما كان جالسا بجوار شريكه في غرفة مؤتمرات صغيرة في مكتب رئيس "ديلي هنت" في بنجالور، قال: "نحن نموذج مصغر للهند، ونحن نفهم لغة بهارات".
وأضاف أن "ديلي هنت" ستستمر في محاولة الوصول إلى الريف الهندي، أي إلى السكان الذين لا يتحدثون الإنجليزية، وهو جمهور واسع لا تستطيع شركات التكنولوجيا الغربية الوصول إليه. وأضاف:"سيكون الـ500 مليون مستخدم المقبلون، مختلفين تماما عن أول 100 مليون مستخدم. منفذنا هو تقديم محتوى باللغة المحلية، فشركات مثل جوجل وفيسبوك لا تفهم معنى بهارات".
يحتوي التطبيق على ميزتين: محتوى جاد، وأكثر شعبية، ومن خلال استخدام بيانات من السنوات الست الماضية، حول كيفية تفاعل المستخدمين مع الأخبار، يحسن التطبيق النوع الأكثر رواجا.
وقال بيدي إن التطبيق لا ينقل إلا الأخبار من ناشري الجودة، ويستخدم نظام تقييم لتشجيع المستخدمين للإبلاغ عن حالات عدم الدقة.
قبل الانتخابات الوطنية في الربيع، أصبح "ديلي هنت" تحت دائرة الضوء بشكل مفاجئ، مع تساؤلات حول ما إذا كان سيمكن أكبر ديمقراطية في العالم (من حيث حجم المقترعين)، من خلال زيادة سرعة الأخبار ومدى وصولها أو تلقيها، والتنبؤ بالنتائج بشكل أدق من وسائل الإعلام التقليدية.
أم ينتهي الأمر إلى تأثير ضار على منصته، في حقبة تنامي الأخبار المزيفة؟
علق أحد أعضاء مجلس إدارة "ديلي هنت"، متحدثا بشكل عام:"في الهند، لا أحد يعرف ما هو حقيقي، وما هو مزيف؟".
أطلق التطبيق حملة إعلانية، يحث فيها الناخبين على عدم "ترديد" الآراء التي تذكر في أخبار التطبيق فحسب، بل أن يعمدوا إلى تشكيل آرائهم الخاصة (بالاستفادة من الخدمة).
كما أنه غير خوارزميته، بحيث أنه كلما كان الموضوع مثيرا للجدل، يدفع تلقائيا بمحتوى يقدم حجة معارضة للمستخدمين.
قال بيدي: "الأمر كله يتعلق بمنح مستخدمينا كلا الجانبين من القصة. نريد تزويد مستخدمينا بصورة كاملة". وأضاف: "الانتخابات بالنسبة إلى تطبيق ديلي هنت، مثل كأس العالم للكريكيت.
نحو 80 في المائة من مستخدمينا يتطلعون إلى السياسة، إلا أننا غير متحيزين، فنحن نحاول أن نصعب التحايل على النظام".
إلا أن "ديلي هنت" جذب الأنظار إليه أيضا، بإضافة استثمارات من "سكويا كابيتال" Sequoia Capital، وهي مستثمر من الصين، بحصة أقلية كبيرة عبر "بايت دانس" ByteDance، وهي شركة من مالكي تطبيق توتويا Toutiao لجمع الأخبار في الصين.
"بايت دانس" كانت قد قادت جولة استثمار بقيمة 25 مليون دولار في عام 2016، وأصبحت مالكة لخُمس أسهم الشركة.
وجود هذا المستثمر الصيني محتمل التأثير على وسائل الإعلام الهندية أثار الدهشة (إن لم نقل القلق)، خاصة عشية موسم الانتخابات. ويحرص كل من جوبتا وبيدي على تصوير "بايت دانس" كمستثمر مالي سلبي، إلا أن لدى المجموعة الصينية تقنية قيمة يمكن أن تشاركها مع نظيرها الهندي.
"نستمد الإلهام من "توتويا" إلا أننا لا نتشارك معها الكود، حسب قول بيدي، مشيرا إلى استقلال بيانات وقاعدة المستخدمين وأموال الشركتين.
ويضيف أنها علاقة تعلمية متبادلة. نحن نسعى للحصول على رأس مال عال الجودة، ولكننا لا نستسلم للسيطرة، إذ تبقى بياناتنا في الهند".
في الواقع، بدأت "بايت دانس" الآن في التشعب في الهند بنفسها، إذ تتنافس مع مواقع الوسائط الاجتماعية من شاكلة: "هيلو" و"تيك توك" المنافستان لمحتوى الفيديو على "ديلي هنت".
وقال أحد المستثمرين الخارجيين في الشركة الهندية: "تحول الأمر من كونها شريكة لشركة ديلي هنت إلى منافسة لها".
في مدينة بنجالور عاصمة ولاية كارناتكا، التي تمثل النسخة الهندية لوادي السيليكون، يقول معظم المستثمرين ورجال الأعمال إن التنظيم الوحيد الذي يفضلونه، هو الاحتفاظ بالبيانات في المنازل. وقال مؤسس إحدى شركات الأوراق المالية المحلية في مومباي (عاصمة المال في الهند): "علينا أن نعرف مع من تشارك هذه الشركات المعلومات والبيانات. الحكومة الهندية متشككة للغاية فيما قد يفعله الصينيون ببيانات من الشركات الهندية".
ومع ذلك، وفي الوقت الذي يتزايد فيه التدقيق المستمر للتطبيقات الاجتماعية، يعتقد المسؤولون التنفيذيون في "ديلي هنت"، أن حقيقة أنهم لا يطلبون المحتوى الذي ينشئه المستخدم، يعني أنهم سيكونون أقل عرضة نسبيا لنوع المشاكل والردود العكسية، التي تواجهها "فسيبوك" في موطنها وخارجه.
تأتي إيرادات "ديلي هنت" حصريا الآن من الإعلانات، إذ لا يزال سوق الإعلانات الرقمية في الهند صغيرا، بقيمة 2.5 مليار دولار سنويا فحسب، مقارنة بـ70 مليار دولار في الصين، و104 مليار دولار في الولايات المتحدة، وفقا لدراسات أجرتها وكالتا دبليو بي بي WPPودنتسو Dentsu.
في السنة المالية 2017 - 2018، بلغت إيرادات الشركة نحو 1.1 مليار روبية (16 مليون دولار)، في حين بلغت الخسائر الصافية 1.6 مليار روبية، وفقا لبيانات الشركة.
على أن السوق تنمو بسرعة، فيما كان الناشرون سعداء حتى الآن من نموذج تقاسم الإيرادات في "ديلي هنت".
وفقا لأحد المسؤولين التنفيذيين في إحدى الصحف الهندية، فإن إعطاء المحتوى لهذه التطبيقات الإخبارية "يشبه الاستسلام لزوالنا" أي الصحافة الورقية التقليدية.

الأكثر قراءة