ثقافة وفنون

كتاب الرياض .. يستعد لانطلاقة ثقافية جديدة في 2020

كتاب الرياض .. يستعد لانطلاقة ثقافية جديدة في 2020

كتاب الرياض .. يستعد لانطلاقة ثقافية جديدة في 2020

كتاب الرياض .. يستعد لانطلاقة ثقافية جديدة في 2020

تطوير متلاحق يشهده معرض الرياض الدولي للكتاب عاما تلو الآخر، يلمسه الزائر والمتتبع لمسيرة المعرض منذ انطلاقته قبل نحو أربعة عقود، في حين يستعد لأن ينتقل رسميا تحت مظلة وزارة الثقافة، الوزارة الفتية المرتقب إعلان استراتيجيتها في 27 مارس الجاري.
التغييرات والتحديثات شملت خصومات من 20 إلى 40 في المائة على دور نشر محددة، وتنوعا ثقافيا في نوعية دور النشر المشاركة، وهو ما لمسته "الاقتصادية" في جولة لها في معرض الرياض للكتاب قبل أيام، إذ تشارك في المعرض هذا العام 913 دار نشر، ممثلة في 30 دولة عربية وأجنبية، تعرض 500 ألف عنوان، بعد أن تقدم إلى المعرض رقم قياسي من دور النشر عبر النظام الإلكتروني، بلغ نحو 1465 دار نشر.

تغييرات نحو الأفضل

منذ 12 عاما، حينما انتقل معرض الرياض للكتاب من مركز المعارض القديم إلى مركز الرياض للمؤتمرات والمعارض، أصبح أكبر مساحة وأفضل تنظيما، ويشهد تغييرات ملموسة في كل عام، أهمها تعديل أوقات زيارته، التي كانت مقسمة إلى فترتين يوميا، لتصبح فترة واحدة، تبدأ من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساء، وأصبحت أيامه متاحة للجميع دون تخصيص أو استثناء.
واليوم يتوج إنجازاته بإطلاق تطبيق "معرض الرياض الدولي للكتاب"، الذي يوضح للقارئ الدور المشاركة، والكتب المتاحة، والأسعار والخصومات، ويستعرض التطبيق خريطة المعرض والفعاليات المقامة.
من خلال جولة "الاقتصادية" في دور النشر، كشف مسؤولو التسويق فيها نفاد بعض كتب تعليم اللغة الصينية، استباقا لقرار تعليم اللغة الصينية في التعليم الأساسي وجامعات المملكة، كما تصدرت كتب الرواية والشعر قائمة الكتب الأكثر مبيعا في معرض الرياض، مواكبة مع تخصيص إدارة المعرض ثلاث منصات توقيع، يوقع فيها 267 مؤلفا ومؤلفة كتبهم أمام الزوار.

ثقافة "دلمون" التاريخية

يستقبل معرض الرياض زواره بأربعة مشروعات منبثقة عن "رؤية المملكة 2030"، حيث أطلقت إدارة المعرض أسماء مشروعات "نيوم" و"القدية" و"البحر الأحمر" و"أمالا" على البوابات الداخلية الأربع للمعرض، في حين حلت البحرين "ضيف شرف" على الدورة الحالية من المعرض، بمشاركة عشر جهات حكومية بحرينية، وتم تخصيص 13 فعالية ثقافية لضيف الشرف. ما تقدمه البحرين في "كتاب الرياض" أكثر من مجرد كتب، ولا سيما أنها تحتضن إرثا تاريخيا وحضاريا عظيما، يتمثل في حضارة دلمون القديمة، نقطة الوصل بين الطرق التجارية القديمة الشرقية والغربية، إضافة إلى الآثار التاريخية التي تروي تاريخ البحرين قبل خمسة آلاف عام. "دلمون" منطقة لم تكن صحراء جرداء؛ بل كانت تروى بمئات من ينابيع المياه العذبة والآبار الارتوازية، وأراضيها شديدة الخضرة، عرفت بأرض الفردوس، أو أرض خلود الحياة، وفيها قلعة البحرين وآثار قديمة شاهدة على حضارة البحرين وعمق تاريخها.

الخط العربي وورش تشكيلية

سن "كتاب الرياض" سنة حسنة قبل نحو أربع دورات، بتخصيص حافلات للنقل الترددي من المعرض وإليه، وذلك من ستة مواقع في العاصمة، تخفيفا لازدحام الطرق المحيطة، يستهدف الزوار من النساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتنطلق أربع رحلات يوميا كل ساعتين من أماكن محددة سابقا، من الرابعة عصرا حتى العاشرة مساء، تستوعب الحافلات 56 راكبا و58 في القسم المكشوف، وهو ما انعكس إيجابا على عدد الزوار ورضاهم عن التجربة الثقافية ككل.
كما خصص معرض الرياض للمهتمين بالخط العربي أربع ساعات يوميا في تعلم جماليات الخط والتدرب على كتابة تسعة أنواع من الخط العربي، يشارك فيها نحو 35 متدربا في كل يوم من المهتمين بتطوير قدراتهم وتحسين خطهم.
وفي خطوة مماثلة لما تم العام الماضي، خصص المعرض منطقة للطفل بتسعة أركان معرفية، يتمكن فيها الطفل من صنع حصالة يدوية، لغرس ثقافة الادخار وتوفير المال لدى الأطفال، وأركانا تناقش الاختلاف والحد من ممارسة العنصرية، وتطوير الأطفال على فن الإلقاء ومخارج الحروف اللغوية، وتدريبهم على مهارات الحوار وكتابة القصة في كتاب القصص، وتدريبهم على العمل الصحافي المسموع والمرئي، وصناعة الإعلامي الصغير من خلال الحوار وتجربة الأداء في عالم الإعلام، ومكافأة الطفل بعد إتمام قراءة عشرة كتب في المكتبة بتاج ملك القراءة.

رواد السينما

باقة من الأفلام السعودية القصيرة يعرضها "كتاب الرياض" لمدة ساعة يوميا، حيث يبلغ عدد الأفلام التي يقدمها المعرض لزواره 18 فيلما، هي من الأفكار الجديدة التي تقدمها وزارة الإعلام هذا العام للزوار، تشجيعا للشباب السعودي في هذه الصناعة، وتكاملا مع خطوتها في تكريم رواد السينما.
فالوزارة كرمت هذا العام سبعة من رواد السينما السعوديين، هم: الممثل والمخرج سعد خضر، والمخرج إبراهيم القاضي، والممثل خليل الرواف، والمخرج سعد الفريح، والمخرج عبدالله المحيسن، والمخرجة السينمائية هيفاء المنصور والممثل القدير إبراهيم الحساوي.

برنامج ثري

البرنامج الثقافي للمعرض هذا العام ثري وغني بالمعرفة، بكل المقاييس والمعايير، وهذا ما يصعب مهمة وزارة الثقافة في إنجاز معرض أكثر ثراء وإتقانا في العام المقبل، إذ يشهد المعرض على مدى عشرة أيام نحو 200 فعالية، من بينها 62 فعالية تختص بالندوات والمحاضرات الثقافية والأمسيات الشعرية وورش العمل، و13 جلسة ضمن المجلس الثقافي الذي أعيد إحياؤه، ويشمل عديدا من جلسات الفكر والأدب والثقافة، إلى جانب الفنون البصرية. بدورها نفذت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية ست ورش فنية على مدى يومي الإثنين والثلاثاء، شارك فيها نحو 200 مشارك ومشاركة، مثل ورش الرسم بالقهوة، محاكاة الفنان التشكيلي، الهدايا السياحية، وهج الفن التشكيلي والخط العربي، الفن الرقمي وتسويق الأعمال الفنية، وأساسيات الخط العربي.
يشهد المعرض أربعة عروض مسرحية، أقيمت منها مسرحيتان حتى اللحظة، "حبوس" و"الجفاف"، وكانت "الاقتصادية" حاضرة في الأخيرة، التي تصف لحظة صراع حينما يتوقف الزمن، والجفاف الذي قتل كل شيء، في فلسفة تدل على جودة النص والإخراج، مشكلة لوحة جمالية مميزة.
كما يحتفي المعرض بالشاعر الراحل غازي القصيبي، باعتباره شخصية الشعر العربي لعام 2019 في جميع الدول العربية، بناء على مقررات وزراء الثقافة العرب، إذ عقدت ندوات تناقش سيرته ومؤلفاته، وشهدت كتبه طلبا كبيرا من الزوار، ليؤسس المعرض في أيامه العشرة لإشعاع ثقافي، يفيد أكبر شريحة من أفراد المجتمع، على اتساع اهتماماتهم.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون