ماكرون: أوروبا مهددة من الخارج والداخل .. نحتاج إلى تعبئة زراعية

ماكرون: أوروبا مهددة من الخارج والداخل .. نحتاج إلى تعبئة زراعية

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى "إعادة ابتكار" السياسة الزراعية المشتركة لضمان "السيادة الزراعية والبيئية والصناعية للقارة الأوروبية.
ونقلت "الفرنسية"، عن ماكرون خلال افتتاح معرض الزراعة في باريس أن "أوروبا مهددة اليوم من الخارج والداخل".
ودعا إلى الاتحاد، مؤكدا أنه "دون السياسة الزراعية المشتركة لن ينعم المستهلكون الأوروبيون بغذاء يمكنهم من الوصول إليه ومن نوعية جيدة".
وكان الإليزيه صرح أن الرئيس الفرنسي سيدعو إلى التعبئة من أجل "السياسة الزراعية المشتركة".
وأوضح أنه "في مواجهة قوى كبرى مثل روسيا والولايات المتحدة والصين تجعل من قطاعها الزراعي رهانا استراتيجيا، يجب أن يتوصل الأوروبيون إلى أن يصبحوا شركاء لبعضهم وليس متنافسين".
وقال الرئيس الفرنسي إن القطاع الزراعي في الاتحاد الأوروبي مهدد بانقسامات داخل التكتل ومنافسة من تكتلات تجارية أخرى، داعيا إلى ميزانية ضخمة للدفاع عن أهداف الاتحاد ذات الصلة بجودة الغذاء وحماية البيئة.
ولاقت كلمة ماكرون التي ألقاها خلال معرض زراعي سنوي في باريس ترحابا شديدا، على عكس ما حدث قبل عام عندما استهجنها مزارعون غاضبون من ضعف أسعار المنتجات.
وفرنسا أكبر منتج زراعي في الاتحاد الأوروبي والمستفيد الرئيس من السياسة الزراعية المشتركة، التي من المقرر إعادة التفاوض بشأنها هذا العام في الوقت الذي تتجه فيها بريطانيا إلى الخروج من عضوية الاتحاد.
ويرى ماكرون أن على الاتحاد الأوروبي أن يحافظ على ميزانية زراعية طموحة "لا تقل يورو واحدا" عن الحالية بعد وضع أثر الانفصال البريطاني في الحسبان.
وأضاف أن "الزراعة الأوروبية باتت اليوم مهددة"، مشيرا إلى اعتماد الاتحاد الأوروبي على فول الصويا المستورد لتغذية الماشية وصعود نجم روسيا كمصدر كبير للحبوب.
وأشار إلى أنه "لا يوجد مزارع أو مستهلك يريد أن يخضع لإملاءات الدول غير الأوروبية".
والزراعة نقطة بارزة في المفاوضات التجارية، خاصة في مجالات مثل معايير سلامة الغذاء والتعديل الوراثي. وجدد ماكرون التأكيد على "الخط الأحمر" الفرنسي المتمثل في إبقاء المنتجات الزراعية بعيدة عن المباحثات التجارية مع الولايات المتحدة.
وتريد المفوضية الأوروبية أيضا أن تجعل الزراعة بعيدة عن المباحثات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهي مباحثات تشهد خلافا مع واشنطن التي تهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على السيارات الأوروبية.
وقال ماكرون إن فرنسا تريد من الاتحاد الأوروبي أن يضغط من أجل تغييرات في قواعد الزراعة في منظمة التجارة العالمية وتعديل معايير الغذاء في الدستور الغذائي للأمم المتحدة.
وحث أوروبا على أن تميز نفسها كمنتج للغذاء العالي الجودة ودعا قطاع القمح الفرنسي الكبير إلى طرح أنواع مختلفة منه للتصدير.
ومع مغادرة بريطانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، اقترحت المفوضية الأوروبية خفض ميزانية الزراعة 5 في المائة للفترة من عام 2021 إلى 2027 إلى 365 مليار يورو (414 مليار دولار).

الأكثر قراءة