انتقادات للمرشح الأمريكي لرئاسة البنك الدولي.. متهم بأزمة 2008

انتقادات للمرشح الأمريكي لرئاسة البنك الدولي.. متهم بأزمة 2008

اتهم ديفيد مالباس المرشح لرئاسة البنك الدولي، هذا البنك بالتبذير والفساد وبالسخاء المفرط مع الصين، وتمثل هذه الاتهامات صدى لقائمة من انتقادات للبنك داخل المجتمع الدولي منذ مدة طويلة.
لكن المثير في هذا المرشح الانتقادات التي يتعرض لها عندما أدار مؤسسة مالية تسبب على حد تعبير مختصين في الأزمة الاقتصادية العالمية.
وفي حال لم تحدث مفاجأة كبرى، فإن البنك الدولي الذي كان دائما تحت رئاسة أمريكية، وتتمثل مهمته الرئيسة في خفض الفقر حول العالم عبر تمويل مشاريع تنمية، سيديره مالباس المسؤول الكبير في وزارة الخزانة الأمريكية الذي رشحه الرئيس دونالد ترمب.
ووفقا لـ "الفرنسية"، استنكرت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية هذا الخيار، معتبرة أن اختيار ديفيد مالباس "قد يقوض مهمات المؤسسة".
وعلق جيد مور الوزير السابق للأعمال العامة في ليبيريا على ترشيح مالباس بالقول في تغريدة إن "مفتعل حرائق سيصبح رئيس جهاز الإطفاء".
ولا ينفي ذلك واقع أن بعض التعليقات اللاذعة التي قالها مالباس تتفق مع مواقف عديد من الناشطين الذين يحثون على إصلاح البنك الدولي الذي شهد فضائح، خصوصا فضائح فساد.
وفي عام 2015، أظهر تحقيق أجراه "الاتحاد الدولي لصحافيي الاستقصاء" بالتعاون مع وسائل إعلام أخرى، أن البنك الدولي أخفق، خلال عشر سنوات، في تنفيذ التزاماته بعدم "إلحاق الضرر بالشعوب والبيئة"، ما أدى إلى نتائج خطيرة على بعض الشعوب الأكثر فقرا والأكثر هشاشة على الكوكب.
وبناء على ذلك، تنقسم الآراء بشأن ما إذا كان ديفيد مالباس الشخص "المناسب" لهذا المنصب كما يرى ترمب.
ويرى ديفيد بريد مدير مؤسسة "إنكلوسيف دفلوبمانت إنترناشونال "أنه" على الرغم من أن بعض الانتقادات التي أطلقها ديفيد مالباس صحيحة، لكن هذا الشخص الذي كان مديرا سابقا لمؤسسة اقتصادية (مصرف بير سترينز) تسبب تهورها في تدمير الاقتصاد العالمي عام 2008، هو آخر من يمكن الاعتماد عليه لجعل البنك الدولي أكثر تحملا للمسؤولية".
من جهته، حذر جيد مور الوزير الليبيري السابق من معارضة مالباس للصين، مشددا على أن الفوائد المدفوعة من قبل العملاق الآسيوي تتيح تمويل المساعدات للبلدان ذات الدخل المنخفض والكثير منها في إفريقيا.
وقال مور: "لم يقدم مالباس أبدا أي بديل للطريقة التي سيزيد بها البنك احتياطاته المالية"، متسائلا "كيف يمكن لشخص مناهض، بشكل جوهري، طريقة عمل البنك أن يكون رئيسا له. هذا أمر مثير للقلق".
ولم يرد البنك الدولي أبدا على الانتقادات التي وجهها له ديفيد مالباس أمام الكونجرس عام 2017، لكنه ركز على واقع أن الفقر المدقع قد انخفض بشكل ملحوظ من 36 في المائة عام 1990 إلى 10 في المائة عام 2015.
من جهته، دافع مالباس عن نفسه، مذكرا أنه فيما وصم في الماضي "بعدم كفاءة" مؤسسات مثل البنك الدولي، إلا أن تلك المؤسسات اعتمدت منذ ذلك الحين إصلاحات تؤمن سيرها في الاتجاه الصحيح.
وشدد على أن المؤسسة قد تقبلت فكرة "إعادة تصنيف" الصين والقوى الكبرى الأخرى، بهدف تقليص قروضها أو تغيير معدلات الفائدة.
بيد أن ترشيح ديفيد مالباس لا يثير انتقادات فقط، ففي إحدى افتتاحياتها، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مالباس هو "الأفضل" لإدارة البنك الدولي، فهو يفهم دواليبه، حيث كان يعمل بالفعل على "تخفيف" تمويلات الصين، ذات الثراء والطموح المتزايدين، لتلك المؤسسة المالية التي نشأت باتفاقية بريتون وودز.
أما مجلة "ذي إكونومست" فقد كانت أكثر حذرا بمقاربتها للمسألة، لكنها رأت أن على شركاء الولايات المتحدة أن يشعروا "بالراحة" لاختيار ترمب مرشحا من بين "الراشدين القلائل" المتبقين في إدارته.
وفتح البنك الدولي رسميا باب الترشح الخميس الماضي، وأمام الساعين للمنصب حتى 14 آذار (مارس) لتقديم ترشحاتهم.
غير أن المختصين يعتبرون أن النتيجة معروفة سلفا، فمنصب رئاسة البنك الدولي يمنح دائما لأمريكي، كجزء من آلية تقاسم ضمني للأدوار يمنح رئاسة صندوق النقد الدولي الذي مقره واشنطن، لأوروبي.

الأكثر قراءة