الطاقة- النفط

أسعار النفط تهبط 2 % متأثرة بمخاوف مستقبل الطلب على الوقود

أسعار النفط تهبط 2 % متأثرة بمخاوف مستقبل الطلب على الوقود

هبطت أسعار النفط نحو 2 في المائة أمس، جراء مؤشرات على اتساع نطاق تباطؤ اقتصادي في الصين، ما يثير المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود.
وتراجعت أسواق المال في أنحاء آسيا بفعل أنباء سلبية من ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط.
وبحسب "رويترز"، فإنه بحلول الساعة 12:05 بتوقيت جرينتش، انخفض خام برنت 1.23 دولار بما يعادل 1.96 في المائة إلى 61.51 دولار للبرميل. وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي دولارا إلى 52.80 دولار للبرميل.
وأعلنت الصين أقل معدل نمو اقتصادي سنوي في نحو 30 عاما أمس الأول وحذرت لجنة التخطيط الرسمية الصينية من أن تراجع طلبيات المصانع يشير إلى انخفاض أكبر في الأنشطة في الأشهر المقبلة وفقد مزيد من الوظائف.
وفي حين قاومت واردات الصين النفطية التباطؤ الاقتصادي، لتبلغ مستوى قياسيا مرتفعا فوق عشرة ملايين برميل يوميا أواخر 2018، فإن كثيرا من المحللين يعتقدون أن البلاد بلغت ذروة نمو الطاقة، وأن تعطشها للطاقة سيضعف.
وفي مؤشر على اتساع نطاق الضعف الاقتصادي، أظهرت بيانات رسمية أمس، تباطؤ اقتصاد كوريا الجنوبية الموجه نحو التصدير لأقل وتيرة نمو في ستة أعوام مسجلا 2.7 في المائة في 2018.
إلى ذلك، أكد تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرنا"، أن الاعتماد المتنامي على الطاقة المتجددة سوف يرسم خريطة جيوسياسية جديدة للقرن الـ 11.
وأوضح تقرير حديث للوكالة الدولية، أن مصادر الطاقة المتجددة تتسم بتكاليف محدودة، وبعضها مثل الطاقة الشمسية والرياح تتمتع بانخفاض في التكلفة بنسبة 20 في المائة تقريبا سنويا ما يسهل مضاعفة القدرات الإنتاجية.
وأضاف التقرير أن ارتفاع الطلب على الطاقة المتجددة يؤدي إلى زيادة الأسعار بسبب الندرة، مشيرا إلى أنها ليست متوفرة في كل المواقع الجغرافية.
وأوضح التقرير -الذي استعرض الآثار الجيوسياسية لانتقال الطاقة النظيفة- أن النهوض بالطاقة المتجددة سيؤدي إلى تعزيز درجة استقلال الطاقة بشكل كبير، حيث إن الطاقة يمكن توليدها بواسطة التقنيات الحديثة باستخدام الشمس والرياح، وذلك بدلا من الموارد الطبيعية المركزة في شكل النفط والغاز، وأضاف التقرير أن عديدا من الدول ستتمكن من الحد من نقاط ضعفها أمام ارتفاع أسعار الطاقة التقليدية عن طريق التحول إلى الطاقة المتجددة.
وأشار التقرير إلى نقطة أخرى مهمة وهي أن الطاقة المتجددة يمكن زيادتها إلى أي درجة تقريبا ويمكن أيضا أن تكون المنشآت الخاصة بها غير مركزية، مبينا أن مصادر الطاقة المتجددة من المتوقع أيضا أن تكون أداة قوية لإرساء التنوع، حيث إنها تتيح لامركزية في إمدادات الطاقة كما تمكن المواطنين والمجتمعات المحلية والمدن من التطور وتلبية احتياجات التنمية كافة.
وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الانخفاض بفعل مؤشرات عن تباطؤ في نمو الاقتصاد الصيني إلى جانب استمرار ضخ المعروض بمستويات قياسية من الإنتاج الصخري الأمريكي، ما فاقم من حالة تخمة المعروض بالأسواق.
ويواصل تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها تقليص المعروض النفطي بهدف استعادة التوازن في السوق قبل منتصف العام الجاري والعمل على إنعاش الأسعار من خلال التغلب على تخمة المعروض وارتفاع المخزونات.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" تورستين أندربو الأمين العام الفخري للاتحاد الدولي للغاز، إن سوق النفط الخام ما زالت في مرحلة التقلب المستمر من خلال التفاعل السريع مع البيانات الصينية حيث أدى ارتفاع الاستهلاك الصيني في اليوم السابق إلى ارتفاع الأسعار بينما تبدل الوضع في اليوم التالي مع تأكد السوق من بيانات ومؤشرات ضعيفة لنمو الاقتصاد الصيني.
وأشار إلى أن تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها قادر على تجاوز التباطؤ الحالي في خفض الإنتاج من خلال تحقيق مستويات مطابقة جيدة في الشهور المقبلة لاستعادة التوازن المستهدف في السوق بين العرض والطلب، والقضاء على الفجوة التي يعززها بصفة مستمرة النمو المطرد من الإنتاج الصخري الأمريكي، الذي يضغط بدوره بقوة على مستوى أسعار النفط الخام.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية" بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليسي إنتلجنس"، أن السوق تترقب اجتماع المنتجين في نيسان (أبريل) المقبل الذي سيركز على إعادة تقييم السوق ومراجعة حجم التخفيضات وأثرها في مستوى الأسعار، مشيرا إلى أن الأنظار تتجه إلى الإنتاج الروسي الذي سجل مستوى قياسيا أخيرا تجاوز 11.5 مليون برميل يوميا.
وأضاف أن روسيا تعهدت بتقليص نحو 228 ألف برميل يوميا بحلول منتصف العام، لافتا إلى أن تدشين شراكة أوسع بين المنتجين في "أوبك" وخارجها سيزيد من فرص واحتمالات تعافي السوق في الأمد القصير، موضحا أن تحالف المنتجين نجح في تجاوز دورة اقتصادية أصعب منذ عامين ودشن لتحرك جماعي سريع لمواجهة أزمات السوق مستقبلا.
من ناحيتها، قالت لـ"الاقتصادية" كاتي كريسكي مدير شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس"، إن "أوبك" في قرارها الوزاري الأخير في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، منحت إعفاءات من خفض الإنتاج لدول مثل إيران وفنزويلا وليبيا، بسبب غياب الاستقرار السياسي وتنامي تداعيات الأزمة الاقتصادية.
وأشارت إلى أن خفض الإنتاج سيكون أكبر من المتوقع في أوثق التوقعات، وهو ما سيعجل بنجاح خطة "أوبك" حتى وإن لم تتبلور ملامح السوق بشكل كامل في المرحلة الحالية، بسبب التقلبات وغياب الثقة فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي العالمي.
وأشارت إلى أن تهدئة النزاعات التجارية الأمريكية ستكون داعمة للنمو الاقتصادي ولتعافي أسعار النفط الخام، لافتة إلى أنه وبحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية فإن تخمة المعروض النفطي ستستمر خلال الربع الأول، بسبب التنازلات الأمريكية لثماني دول مشترية للنفط الإيراني، مبينة أن الوفرة في السوق قد يكون من الصعب التخلص منها إذا مددت الولايات المتحدة التنازلات إلى ما بعد آذار (مايو) المقبل.
وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 61.49 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 60.90 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع ارتفاع على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 58.39 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط