Author

العوامية الجديدة

|

عانت العوامية عقودا انتشارا مسلحا يخيف الناس، ويثير حفيظتهم من الاقتراب من هذه القرية الواقعة ضمن محافظة القطيف. لعل المفهوم العام، الذي يستلهم تطوير المكان والإنسان كوسيلة لحماية مستقبل المواطن وأسرته ودعم مساهماتهم في تطور البلاد، يقودنا إلى تذكر مزيد من صور الاهتمام، التي نتجت عنها إيجابيات كثيرة؛ لنتذكر التخلص من العشوائيات التي بدأت في عدة مناطق، من ضمنها الرياض، وآخرها كان في مكة المكرمة؛ حيث تم التعامل مع عدد كبير من المتغيرات الثقافية والاجتماعية والإنسانية التي تحويها هذه المواقع، وتحويلها إلى مراكز عمارة وحضارة تفخر بها البلاد.
البحث في النماذج السابقة يعطينا الأمل في أن ما تم في العوامية وما حولها، سيكون له الأثر الأهم في انخفاض الجريمة، ودعم الوعي، والارتباطين الفكري والمادي، مع كل ما يهم الوطن، وما يهم أبناءه في مواجهة كل ما يتهددنا من المخاطر.
لقد كان من ضمن عميات التطوير توفير المساكن الملائمة للمواطنين، ووسائل التعليم والصحة والترفيه؛ لتصبح المجتمعات أكثر مشاركة في مستقبل الوطن. هذا العمل الرائد يتوازى مع حماية المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية؛ لتتكون بيئة مختلفة، قوامها الإنسان الواعي لمسؤولياته المجتمعية والوطنية.
عندها يكون المواطن أكثر التصاقا بالوطن وتطلعاته ومستقبله، وأقل تأثرا بالدعايات والغوغائية التي اتخذها منحرفو الفكر مطية؛ لتحقيق أهداف نهايتها خسائر وطنية وإنسانية. التعليم الذي سيكون ميسرا في مدارس نموذجية، والخدمات التي ستكون قريبة وحديثة، وغيرهما من مكونات الأحياء الجديدة ستكون بمنزلة الدافع المجتمعي لبقاء اللحمة، وتجاوز أي مخاطر تواجه الكبار والصغار.
شاهدت الصورة الجديدة للعوامية، وهي سارة بكل ما تحمله من جمال وتألق لكل من يحب العوامية ويتمنى الخير لأهلها، وهي دافع مهم لكل من يهتمون لأمر مجتمعاتهم للتركيز على بناء المكان، وتوفير أفضل فرص الحياة للسكان حيثما كانوا. البحث المسؤول عن كل ما تحتاج إليه الأحياء، والتفاعل مع احتياجات المواطنين حيث كانوا مسؤولية مهمة ومشتركة بين الجميع، فكما نعيش في مجتمعاتنا ونعايش احتياجاتها، هناك من هو مسؤول عن تبني الاحتياجات، وهم من يجب أن نتفاعل معهم، ونحاول أن ندلهم على مواقع تحتاج إلى البناء والدعمين البشري والمادي.

إنشرها