الموريش.. وعنصرية الدين

يضج العالم بالكثير من الطوائف والأديان وأصحاب المعتقدات الغريبة والشاذة، أغلب هذه الجماعات ظاهرها الإصلاح والحب والولاء وباطنها مصالح شخصية وطموحات إما سلطة سياسية أو ثراء مالي غير معلن أو هروب من ظلم تعرضوا له إلى ظلم يمارسونه هم على الغير!
ومن هذه الطوائف الغريبة الموريش أو "مغاربة أمريكا" تعود نشأتها إلى بداية القرن العشرين، حيث قام الأمريكي درو علي عام 1913 بتأسيس المحفل العلمي لمغاربة أمريكا في نيويورك بنيوجرسي، وهي منظمة وطنية ودينية تستند إلى فرضية أنهم من أصول مغربية. ينتمون حسب زعمهم إلى الإمبراطورية المغربية القديمة الممتدة من الحدود الغربية لليبيا شرقا إلى ما وراء نهر السنغال جنوبا!
اسم مؤسسها الحقيقي تيموثي درو، ولد سنة 1886 في كارولاينا الشمالية. يقال إنه ولد لأب مغربي وأم من قبيلة شيروكي الهندية، وفي رواية أخرى لوالدين زنجيين، عاش طفولة قاسية جدا لدرجة أن عمته في إحدى المرات ألقت به في الفرن، لم يتلق تيموثي أي تعليم رسمي ولم يلبث طويلا في منزله وهرب ليعمل ساحرا في «السرك» وصب جل اهتمامه في معرفة أصوله، كان ذهابه إلى مصر برفقة أعضاء «السرك» علامة فارقة في حياته، حيث التقى هناك بأحد الأشخاص والدراويش الذي علمه الدين الإسلامي وحدثه عن النبوة!
لذا اختاروا الإسلام الذي كان عليه أجدادهم الأوائل دينا لهم، ولكنهم لم يخرجوا من النصرانية التي تربوا عليها، لذا كان إسلامهم مشوها وخاصا بالأمريكان السود، وكتابهم المزعوم يتضمن آيات من القرآن وعظات من الإنجيل، واختاروا تيموثي نبيا لهم بعد أن ادعى النبوة إثر رؤيته حلما قيل له فيه: "يجب عليك تأسيس دين جديد لرفع البشرية المنهارة"، وهو يدعي أنه جاء لخلاص شعبه، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
وبنى معبده الأول بنيويورك قبيل الحرب العالمية الأولى، ولكنه وأتباعه لم يستقروا في هذه المدينة، بل أجبروا على مغادرتها إلى شيكاغو لرفضهم المشاركة في الحرب العالمية الأولى. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد منتسبي جماعة موريش حتى عام 1928 وصل إلى 30 ألف عضو.
وفي عام 1929 استدعت الحكومة درو لاستجوابه، وتعاملت معه شرطة شيكاغو بوحشية مفرطة، ثم أفرجت عنه، ولم يلبث إلا قليلا ومات. وتزدان معابدهم ومواقعهم بعلم المغرب، ويفتخرون به، ويعتبرونه رمزا لجذورهم وهويتهم المغربية.
ويرتدي رجال الموريش الطربوش الفاسي المغربي الأحمر، أما نساؤهم فلهن حجاب خاص يغطي الرأس فقط وتظهر رقابهن وفتحات صدورهن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي