Author

صراع الشباب والكهول

|
بين البطء والاندفاع، يكمن الفارق الظاهر بين الشباب والكهول، يميل الشباب دوما إلى حرق المراحل، بينما يقف الكهول بين التقدم والتراجع، هذه الصورة تختصر جانبا من صراع الأجيال؛ وهو صراع لا نهاية له. والشباب بعد أعوام، يصبحون كهولا ويخوضون صراعا جديدا مع أبنائهم وبناتهم، ومع الجيل الجديد بأكمله، صراع ممانعة لا يكاد يهدأ حتى يتحرك من جديد. يحمل كبار السن في ذاكرتهم، خبرات وتجارب، تجعلهم أكثر ميلا للتريث والبطء والتفكير والتردد والتأمل، وعند الشباب طاقات لا حدود لها، وهم يرون أن ما يحققه كبار السن في أعوام يمكن تحقيقه في شهور. الحقيقة أن الجيلين لديهما وجهة نظر صحيحة، والحل المثالي الجمع بين خبرات الكبار وحكمتهم، وبين الإيقاع السريع لدى جيل الشباب. هذا النسق هو الذي يحقق النجاح، وينقل المعارف والخبرات، كما أنه يحقق التحول نحو المستقبل بإيقاع أسرع. ومع ذلك، فإن الصراع بين الأجيال، سوف يبقى مستمرا، في كل مكان من العالم، لأن هذا الصراع هو عنوان التطور والتقدم والانتقال من مرحلة سنية إلى مرحلة أخرى. عندما ينظر الذين كانوا شبابا إلى الماضي، ويستعرضون ما حققوه، يتمنى البعض منهم لو عاد بهم الزمن إلى الوراء من أجل تدارك بعض أخطائهم. الزمن لا يعود، وحتى الأخطاء التي تحدث، تمثل مخزن الخبرات التي جعلتهم يستفيدون منها لاحقا؛ هنا نحن نتحدث عن الإيجابية في التأثير والتأثر. كونوا إيجابيين دوما، بعض الأشياء التي لا يمكننا تغييرها أو التصالح معها، نستطيع أن نقلص حجمها.
إنشرها