Author

اللغة العربية

|
تعاني اللغة العربية التهميش الذي فرضته أمور كثيرة، ليس من بينها انعدام البيان في لغة القرآن. يضطر المتخصصون - بشكل محدد - إلى الاستعانة بالألفاظ الأجنبية للتعبير عن المصطلحات العلمية في أغلب المجالات، ذلك أن قدرة العرب على الإبداع تراجعت بشكل خطير، وأصبحنا غير قادرين حتى على التعبير عن أمور بسيطة باستنباط ما يلائمها من اللغة العربية. تحاول مجامع اللغة أن تفعل شيئا، لكن عالم اللغة منفردا لا يمكن أن يحيط بالمفهوم العلمي الذي يقصده مستخدم المصطلح الأصلي. الاعتقاد أن هناك إهمالا للغة من قبل المتحدثين بها غير صحيح إطلاقا، السبب الذي يجعل الأمر يبدو كذلك هو أننا لسنا من الاطلاع بالقدر الكافي الذي يجعلنا نتعرف على مختلف مكونات الحضارة اليوم. الواقع أن اللغة العربية ليست الوحيدة التي تعاني اليوم، فقبل سنوات أعلنت فرنسا استسلامها أمام اللغة الإنجليزية، والتوقف عن محاولة السيطرة والحصول على المركز الأول في العالم، رغم أنها لغة الأمم المتحدة. العلم والبحث والتطوير هي العناصر التي جعلت اللغة الإنجليزية تسبق غيرها؛ حيث إن أغلب براءات الاختراع العالمية تأتي من دول لغتها الأولى الإنجليزية، خصوصا الولايات المتحدة التي تستأثر بنسبة تتجاوز الثلث في حجم براءات الاختراع على مستوى العالم، لهذا يبحث العالم عن المصطلح الأنسب في لغته للتعبير عما حققه من إنجاز والتعريف به، هنا أصبحت أغلب لغات العالم تابعة للمد الذي أحدثته اللغة الإنجليزية رغما عنها. عندما تحاول أمانة العاصمة المقدسة، أن تعيد إلى مكة المكرمة هويتها العربية، لا يمكن إلا أن نقول مرحى، ففي هذا إعادة الروح إلى اللغة العربية، وتعامل منطقي مع أمر من السهل تعديله والتعامل معه. ستبقى حالات كثيرة رهن عدم القدرة لدينا نحن متحدثي اللغة العربية على التعبير السليم والاختيار الأنسب للألفاظ التي تناسب ما نريد قوله. هذا يعني أن نعيد الروح إلى وسائط التعريب، التي يمكن أن تربط بين علماء اللغة وغيرهم من المختصين، الذين يمكن أن يعرّبوا كثيرا من المصطلحات التي تزاحمنا في كل مكان. أذكر أن "جوجل" أنشأت موقعا للتصويت على المصطلحات الإنجليزية؛ للوصول إلى ما يمكن أن يعبر بشكل أمثل عن بعض المظاهر الحديثة كوسيلة لتحديث اللغة التي أضيفت إليها 1500 كلمة في الربع الأخير من عام 2017 فقط.
إنشرها