مناعة الجماعة

هنالك مصطلح طبي يطلق عليه باللغة الإنجليزية (Herd Immunity)
أي مناعة الجماعة، ويعني أنه إذا كانت مناعتك ضعيفة، ولا تستطيع التطعيم، فتتم حمايتك بواسطة الأفراد الذين تلقوا التطعيم.
فمن لا يستطيعون الحصول على التطعيم فلا خيار أمامهم لتجنب انتقال العدوى إليهم بعد توفيق الله إلا إحاطة أنفسهم بمن تلقوا التطعيم، ويصبحون جدارا بينهم وبين الفيروسات.
هذا المصطلح لا ينطبق في رأيي على الأمور الطبيبة فحسب، وإنما ينسحب على كثير في حياتنا.
فعلى سبيل المثال المدير الضعيف في مهارات التواصل عليه أن يحيط نفسه بمجموعة من المساعدين الذين يتمتعون بقدرات اتصالية تعينه على إدارة منظومته بشكل يكفل تطورها وتقدمها. وإذا لم يتمكن من ذلك فستتغلغل فيروسات الإحباط وتتراكم المشكلات في إدارته ما يجعلها تتراجع وتنهار وتذبل.
أواجه ونواجه عديدا من اليائسين في دروبنا لكنهم ليسوا أقل منا قدرات أو مهارات لكنهم لم يتصالحوا مع أنفسهم وذواتهم ويقروا بمدى حاجتهم إلى الآخرين. فبات الفرد منهم أعزل يتلقى الطعنات والإصابات بلا أدوات ودعم ومؤازة. فكثير من أولئك بحاجة ماسة إلى آخرين يحيطونهم بالاهتمام واللطف ليحولوا بإذن الله يأسهم إلى أمل وطموحاتهم إلى واقع.
ابحث يا صديقي دائما عن من يسندك ويقويك، يحفزك ويدفعك. فمهما تسلحت بالإمكانات تظل بحاجة إلى آخر. يلهمك ويستمع إليك ويبوح لك. فالفيروسات المثبطة تتربص بنا ريب المنون وعدم وقاية أنفسنا بالأرواح الطيبة سيجعلنا نعاني وننهك في حياة مزدحمة بالتحديات والمنغصات.
علينا أن نعترف أنه مهما كانت مناعتنا ضد الهموم قوية ستقوى أكثر إذا بنينا بيننا وبينها ألف جدار. هذا الجدار مكون من أحبة وأصدقاء يجعلون حياتنا أجمل وأزكى وأذكى.
تدرع بأشخاص يمنحونك التفاؤل والطمأنينة والثقة والاستشارة وانصرف عن كل من يثير غضبك وحنقك واستياءك.
هناك شيئان يجب أن تملأ نفسك بهما: الثقة بك وبأشخاص جميلين حولك. وحينها سيرزقك الله سعادة تليق بك ونجاحا يضيء طريقك وسكينة تعبئ روحك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي