إيران تخسر 2.5 مليار دولار عوائد نفطية في 5 أشهر .. وتفقد صادرات بمليون برميل يوميا

إيران تخسر 2.5 مليار دولار عوائد نفطية في 5 أشهر .. وتفقد صادرات بمليون برميل يوميا

أكد تقرير "وورلد أويل" الدولي أن مبيعات النفط الإيرانية انخفضت بنحو مليون برميل يوميا منذ أيار (مايو) الماضي مما ألحق بطهران خسائر تقدر بنحو 2.5 مليار دولار من العائدات النفطية.
وأضاف التقرير أن "العقوبات الأمريكية على إيران لن تؤدي بالضرورة إلى حدوث نقص عالمي في المعروض من النفط الخام، وهو أكده إيمانويل كاشيكو وزير النفط النيجيري.
ونقل التقرير الدولي عن كاشيكو قوله في كيب تاون، "إن الجميع يفترض أنه بمجرد فرض العقوبات على إيران فإن السوق ستفقد على الفور هذا الإنتاج"، مشددا على أهمية الصبر على وضع السوق حتى يكون هناك مزيد من الوضوح حول تأثير العقوبات الفعلي في وضع السوق النفطية.
وأشار التقرير إلى أن إيران وهي ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك شهدت انخفاضًا في مستوى الصادرات النفطية بنسبة 40 في المائة تقريبًا منذ نيسان (أبريل) الماضي أي قبل شهر من إعلان واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي والعودة إلى تطبيق العقوبات.
وذكر أنه على الرغم من ذلك أدت المخاوف بشأن الإمدادات إلى ارتفاع أسعار الخام فى الشهر الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ أربع سنوات، مشيرا إلى أن المخاوف قد تلاشت بعد تكهنات بأن الولايات المتحدة ستخفف من ضربة العقوبات لخفض أسعار النفط فى الأسواق العالمية وتقليل الضغوط على أسعار الوقود في السوق الأمريكية.
ولفت التقرير إلى تعهد منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بتعويض أي فجوات في الإمدادات، معتبرا الاجتماع المرتقب لمجموعة المنتجين في "أوبك" وخارجها بقيادة السعودية وروسيا في أبوظبي، لمناقشة خياراتها للتعامل مع تطورات السوق في ضوء حدوث موجة جديدة من ارتفاع امدادات النفط الصخري الأمريكي في السوق في العام المقبل 2019.
ونوه التقرير نقلا عن الوزير النيجيري بأنه إلى جانب نمو الإنتاج في الولايات المتحدة والطاقة الاحتياطية السعودية، فإنه يمكن حتى لنيجيريا أن تنتج مزيدا، مشيرا إلى اعتقاد خادع في السوق بأن هناك حاجة إلى مزيد من النفط قائلا "إن ذلك قد يؤدي إلى تراجع الأسعار".
ونبه التقرير إلى قول كاشيكو "إن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها إيران لتطبيق عقوبات"، مشيرا إلى أن الإيرانيين لن تكون بالفعل لديهم القدرة على الاستمرار في مستوى الإنتاج الحالي بنسبة 100 في المائة، لكنهم لن ينخفضوا مثلا إلى مستوى 30 في المائة من الإنتاج الحالي.
وأشار إلى أن الجميع ينتظر الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في الشهر المقبل من أجل الحصول على كل الحقائق والأرقام قبل اتخاذ قرار بشأن سياسات الإنتاج فى المرحلة المقبلة.
إلى ذلك، قال لـ "الاقتصادية"، جون هال مدير شركة "ألفا إنرجي" الدولية للطاقة، "إن الإعفاءات التي منحتها الإدارة الأمريكية لثماني دول تجيء تقديرا لوضع السوق الحالي الذي وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأنه هش ولمنع وصول أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية فوق 100 دولار للبرميل.
وأشار هال إلى أن الجميع يدرك أن الارتفاعات المفرطة في مستويات أسعار النفط الخام ستكون موجعة للمستهلكين خاصة في ضوء التباطؤ الاقتصادي في الاقتصاديات الناشئة وزيادة تكلفة الطاقة بسبب صعود الدولار أمام عديد من عملات العالم خاصة عقب أزمة انهيار الليرة التركية في وقت سابق.
من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية"، فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، أن بوادر ازدهار الإنتاج الصخري الأمريكي عادت مرة أخرى للضغط مجددا على الأسعار خاصة في ضوء توقعات بأن يسجل الإنتاج الأمريكي مستويات قياسية في العام المقبل 2019.
وأضاف موسازي أن "الإنتاج الأمريكي في طريقه إلى التغلب على المشكلة السابقة الخاصة باختناقات الأنابيب مع تدشين ثلاثة خطوط أنابيب عملاقة جديدة ستدخل إلى الخدمة في العام المقبل إضافة إلى التوسع في الاستثمار في مناطق جديدة بخلاف حقل بيرميان الرئيسي".
من ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير محللي "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، "إن الوصول إلى مستوى الصفر في الصادرات النفطية الإيرانية ليس هدفا قريبا، خاصة بعد منح مهلة ستة أشهر لمشتري النفط الإيراني وقد يتم تمديد هذه المدة وفقا لوضع السوق النفطية".
وأوضح كروج أنه في حال استمرار الإدارة الأمريكية في التركيز على خفض أسعار النفط الخام قد يدفعها هذا الأمر إلى الاستمرار في منح الإعفاءات لمشتري الخام الإيراني لبقاء المعروض النفطي في حال وفرة وضمان عدم عودة الارتفاعات القياسية.
على صعيد تعاملات الأسواق، استقرت أسعار النفط أمس مع تعرضها لضغوط في الوقت الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة أكبر منتج للخام في العالم بعد أن بلغ إنتاجها أعلى مستوى على الإطلاق، لكن النفط يتلقى الدعم أيضا مع استمرار الصين على مسار تسجيل عام آخر من الواردات القياسية.
وبحسب "رويترز"، بلغت العقود الآجلة لخام برنت لشهر أقرب استحقاق 72 دولارا للبرميل منخفضة سبعة سنتات مقارنة بمستوى الإغلاق السابق، بينما لامست العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 61.72 دولار للبرميل مرتفعة خمسة سنتات مقارنة بسعر التسوية السابقة.
ويضغط الإنتاج القياسي للولايات المتحدة على الأسعار، وبلغ الإنتاج الأمريكي 11.6 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
ويعادل ذلك ثلاثة أمثال مستوى إنتاج الولايات المتحدة قبل عشر سنوات وينطوي على زيادة 22.2 في المائة منذ بداية العام الجاري فقط. وبذلك تصبح الولايات المتحدة أكبر منتج للخام في العالم.
ومن المرجح ضخ مزيد من النفط الأمريكي، وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يتجاوز الإنتاج 12 مليون برميل يوميا بحلول منتصف 2019 بفضل ارتفاع إنتاج النفط الصخري.
ولا تقتصر زيادة الإنتاج على الولايات المتحدة فحسب، إنما تشمل عدة دول أخرى، بما في ذلك روسيا والسعودية والعراق والبرازيل، ما يثير مخاوف المنتجين بشأن عودة فائض الإمدادات الذي ضغط على أسعار النفط في الفترة بين عامي 2014 و2017.
لكن بلوغ الواردات الصينية من الخام مستوى قياسيا يقلص المخاوف بشأن تجدد تخمة الخام، وأظهرت بيانات من إدارة الجمارك الصينية ارتفاع واردات النفط في تشرين الأول (أكتوبر) 32 في المائة على أساس سنوي إلى 40.80 مليون طن أو 9.61 مليون برميل يوميا من 9.05 مليون برميل يوميا في أيلول (سبتمبر)، ولامست الواردات المستوى اليومي القياسي السابق البالغ 9.6 مليون برميل يوميا في نيسان (أبريل) 2018.

الأكثر قراءة