default Author

عقد الماضي تصنع الحاضر

|
يقال إن أول عقدة نفسية اكتشفت ووثقت قبل نحو خمسة قرون وتعد عقدة أوديب هي الأقدم والأكثر دراسة فقد يصل حد كره الابن لأبيه لحد التفكير في قتله بسبب الأم، وهذا ما يجعل بعض العقد النفسية مرعبة بشكل لا يصدق!! العقد النفسية رافقت الإنسان منذ خلقه تظل كامنة حتى يأتي موقف ما يحفزها ثم تتراكم الذكريات وتخزن في اللاوعي وعند حدوث موقف مشابه تخرج من مكمنها فيتحول صاحبها إلى وحش، نسمع عن حوادث قتل وتعذيب لأشخاص من أقرب الناس فقد تسمع عن أم تعذب أطفالها وتؤذيهم طوال الوقت نفسيا وجسديا وقد يتطور الأمر إلى قتلهم ثأثرا من الزوج وإهماله لها وظلمها وتسمى هذه العقدة عقدة ميديا! وعكسها عقدة جوكاستا وفيها تتعلق الأم بابنها بشكل غير طبيعي فهي لا تقبل أبدا تركه يعيش حياته أو يختار طريقه مهما كانت الظروف، وقد يتطور الأمر إلى رفضها تزويجه نهائيا، لأنها تعده ملكها وتحاول أن تعوض عدم وجود الأب وتبرز هذه العقدة لدى الأرامل بالذات، وينتج عنها شخص غير مسؤول وغير قادر على اتخاذ قراراته بنفسه، وهو ما يطلق عليه ولد أمه! وتخرج لنا في كل زمان عقدة قابيل أو الصراع المرير بين الأشقاء للحصول على حظوة لدى الوالدين أو أحدهما، وقد تصل إلى حد القتل! وتعد عقدة الأنا واحدة من العقد النفسية المنتشرة بشكل كبير في البشر، فثمة شخص على الأقل بين كل عشرة أشخاص يعاني تلك العقدة، وتكمن خطورة الأنا في نظرة الشخص لنفسه وليس نظرته للآخرين، فهو يتخيل أن لا أحد يصلح لأي شيء سواه، وأنه هو الوحيد القادر على الإنتاج والإنجاز في هذا العالم، بينما كل من هم موجودون حوله قد وجدوا فقط من أجل مساعدته وخدمته، وتبرز عند الشخص وحيد أبويه أو المدلل أو لدى النقيض الطفل المحروم من أبسط رغباته! وإذا صادفت شخصا عنصريا فاعلم أنه يعاني عقدة برجوديس، وهي أن يكره الشخص الأشخاص من طائفة معينة أو بلد أجنبي دون سبب وأن يعتدي عليهم بالسب والشتم ويشعر بالحقد تجاههم. يقول كارل يونج العقد النفسية تملكنا وتمزق وعينا وكل واحد فينا يعتقد بسذاجة أن سلوكنا يصدر عن محض إرادتنا، لكنه في الحقيقة ينتج عن العقد الكامنة في اللاوعي بحيث تصبح إرادتنا لفعل ما معوقة أو مستحيلة حتى إنها تؤثر في الذاكرة وتضعنا تحت نوع جبري من التصرف دون أن ندرك ذلك.
إنشرها