هل تنهي الحوسبة السحابية عصر بيئة العمل التقليدية والتعامل الورقي؟

هل تنهي الحوسبة السحابية عصر بيئة العمل التقليدية والتعامل الورقي؟

مع اعتماد الحوسبة السحابية في معظم قطاعات الأعمال في الشرق الأوسط بشكل عام والمملكة بشكل خاص، بات حصر بيئة العمل على المكاتب التقليدية جزءا من الماضي، حيث لمست الشركات جراء تحولها من البيئة المركزية إلى المتنقلة بالاعتماد على الحوسبة السحابية أثرا إيجابيا واضحا إلى جانب جعل الأعمال أكثر تنسيقا وإنتاجية، الأمر الذي دفع شركات الشرق الأوسط إلى الاستثمار بشكل أسرع في الحلول السحابية والمتنقلة بمعدل يفوق بكثير الأسواق الأخرى في منطقة أوروبا الشرقية.
وليس من المفاجئ أن تكون التقنيات السحابية أحد المحركات الرئيسة للتقدم التقني في المنطقة، في ظل اعتبار أكثر من نصف الشركات في الشرق الأوسط أن السحابة تمنحها ميزة تتفوق بها على منافسيها، وأن نصف الشركات في المنطقة كذلك يرى أنها تحسن إنتاجية قوى العمل.
وبحسب دراسة أجرتها شركة كانون لتقنية المعلومات، فإن 83 في المائة من مديري تقنية المعلومات في الشرق الأوسط ذكروا أن الوصول إلى المستندات عبر السحابة أمر مهم أو حاسم، فيما أشار 67 في المائة إلى أنهم يستخدمون بالفعل حلولا سحابية في أعمالهم اليومية، وأكد 60 في المائة منهم الأثر الإيجابي الذي أحدثته القدرات التنقلية في أعمالهم التجارية، ويرى المستخدمون أيضاً أن وسائل التواصل الاجتماعي تجعل بيئة العمل أكثر تنسيقا، وأن العمل عن بعد يجعل الناس أكثر إنتاجية، وأنه يجب السماح باستخدام الأجهزة الشخصية لأغراض العمل.
وتزداد الفرص اتساعا أمام التقنيات القائمة على السحابة في الشرق الأوسط حيث يرى 83 في المائة من المشاركين في الدراسة من الشرق الأوسط أن الوصول إلى المستندات عبر السحابة مهم أو حاسم لنجاح الأعمال التجارية، مقارنة بنسبة 67 في المائة في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. وتستخدم نحو 67 في المائة من الشركات حلولا تستند إلى الحوسبة السحابية في الشرق الأوسط، أي ضعف المعدل في منطقة أوروبا التي تبلغ نسبتها 34 في المائة.
التحول من العمل الورقي إلى السحابي
وفيما يتعلق بإدارة المستندات وأتمتتها عبر السحابة، أشار 85 في المائة من المشاركين في الدراسة في منطقة الشرق الأوسط إلى أن تحويل المستندات الورقية إلى مستندات رقمية قابلة للتحرير أمر حاسم أو مهم، مع إدراكهم بأن الشركات لا يمكنها الاستفادة من الإمكانات الكاملة للرقمنة سوى بدمجها في كل جانب من جوانب أعمالها. في حين أن أيا من الشركات في الشرق الأوسط لم تتوقف عن استخدام نسخ مطبوعة من المعاملات، وتسعى 34 في المائة منها إلى وقف استخدامها في الأشهر الاثني عشر المقبلة.
كما تخطط 39 في المائة من الشركات في المنطقة للتخلص التدريجي من النسخ الورقية في إطار زمني أطول يمتد بين سنتين وثلاث سنوات، و16 في المائة منها خلال ما يراوح بين أربع وخمس سنوات. وتتفق الغالبية العظمى من المشاركين في الدراسة من المنطقة على أن المزيد من الأتمتة "أمر لا بد منه"، موضحين أن هذا هو التوجه لدى غالبية أماكن العمل.
وعلى الرغم من أن 57 في المائة من المشاركين في الدراسة يشعرون بالقلق إزاء احتمالية فقدان البيانات في السحابة، لا يبدو هذا الأمر مانعا من استخدام الحلول السحابية. ومن المرجح تماما أن تقوم الشركات في منطقة الشرق الأوسط بتعزيز أمن المستندات في غضون سنة إلى سنتين بحسب 46 في المائة من المستطلعة آراؤهم في الدراسة، في حين أن المعدل في منطقة أوروبا لا يتجاوز 25 في المائة. ويعطي هذا الاهتمام مؤشرا إلى عمل واقعي، إذ تناقش 55 في المائة من الشركات في الشرق الأوسط مع جهات اختصاص لمساعدتها على حلول إدارة المستندات.
من جانبه اعتبر شادي بخور، رئيس الوحدة التجارية في كانون الشرق الأوسط، أن مدى إدراك المنطقة لمزايا الحوسبة السحابية وأفضل السبل لتطبيقها وتحقيق الاستفادة القصوى من الاستثمارات الأولية "أمور مشجعة للغاية"، مؤكدا أن الطريقة الصحيحة لتنفيذ التقنيات السحابية وتميكن مهام العمل أثناء التنقل، تحسن الأمان وترفع الإنتاجية، ما يسمح للمستخدمين بالوصول إلى البيانات التي يحتاجون إليها، ويساعد على مسح الأجهزة عن بعد ويمكن من العمل بمرونة أثناء التنقل.
وأضاف بخور: "يتميز مكتب المستقبل بتحسين مهام العمل من خلال الرقمنة والأتمتة، الأمر الذي من شأنه دفع عجلات الابتكار في جميع أقسام المنظمة".

الأكثر قراءة