default Author

حاسوبك من خلاياك

|
لا نستطيع اللحاق بالتقنية الحديثة مهما حاولنا، ففي كل يوم، بل كل ساعة، تظهر أشياء جديدة وابتكارات لا يمكن أن تخطر لنا على بال. ومن أغرب ما قرأت، تصنيع كمبيوتر مادته الأساسية الخلايا البشرية. لم تعد تسعهم المواد الموجودة على سطح الأرض، فاتجهوا لك ليستخرجوا من بدنك ما يحتاجون إليه من مواد! ابتكر فريق من العلماء طريقة لصنع رقائق الكمبيوتر باستخدام السيتوكين، وهي بروتينات تستخدم في عمليات نقل الإشارات والتواصل ما بين الخلايا في الكائن الحي. ويعتقد هؤلاء العلماء أن رقاقات السيليكون التي أظهرت أجهزة الكمبيوتر إلى الجماهير في الثمانينيات من القرن الماضي، ستصبح في وقت قريب شيئا من الماضي! لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستخدمون فيها أجزاء من جسدك لصناعة حاسوب، فقد سبق لهم أن صنعوا شرائح باستخدام الحمض النووي البشري! لكن الموضوع اليوم اختلف، فالمادة البروتينية الجديدة لها تركيب مجهري مختلف، وستضيف ميزات عديدة وغير مسبوقة للحاسوب المقبل، كما يزعم العلماء! تتكون السيتوكينات من تراكيب بروتينية عرضها 25 نانومترا فقط، أي نحو نصف طول فيروس التهاب الكبد. ويقول العلماء إن إشارات الحوسبة يمكن إرسالها عبر بروتينين يشكلان السيتوكينات، وهما: الأكتين والتوبيولين. حيث إن هذه البروتينات تنقل البيانات عبر الخلية عن طريق حركة الذرات والإلكترونات، ويمكن للعلماء التلاعب بهذه الإشارات لإجراء عمليات حسابية أساسية. ووفقا للنموذج النظري الجديد للفريق، يمكن استخدام الإشارات لإنتاج بوابات منطقية، التي تشكل الوحدات الأساسية للحواسيب الرقمية. ويقولون إن أجهزة السيتوكين سيكون لها مزايا أفضل من رقائق الحمض النووي، لأنها أبسط وأفضل في إشارات المعالجة. هذه الرقائق المطورة ستجلب عصرا جديدا من الحوسبة، تكون فيه الرقائق صغيرة للغاية، ما يجعلها أقل استهلاكا للطاقة وأكثر كفاءة من رقائق السيليكون التقليدية. وصغر حجمها جعل بالإمكان بناء هياكل ثلاثية الأبعاد منها وجمعها في سلاسل من ملايين المعالجات في مساحة صغيرة، على عكس نظائرها من السيليكون، التي يجب وضعها بشكل مسطح، فتأخذ مساحة كبيرة! وبالفعل، بدأ تطوير مثل هذه الأجهزة التي تحاكي وظائف الخلايا العصبية الحية، وكشف النيجيري أوشي أجابي النقاب عن جهاز كمبيوتر يعتمد على الخلايا العصبية للفئران، للكشف عن المتفجرات في المطارات عن طريق الشم، في مؤتمر تيدجلوبال في تنزانيا. إضافة إلى إمكانية استخدامها في الكشف عن الأمراض من خلال جزيئات هواء الزفير! ويقول: “البيولوجيا هي شكل من أشكال التكنولوجيا، وشبكات التعلم العميق لدينا كلها تحاكي وظيفة الدماغ”. فسبحان الخالق.
إنشرها