الاستثمار في التحول والتقنية .. مصدر الفرص

الاستثمار في التحول والتقنية .. مصدر الفرص

"مبادرة مستقبل الاستثمار" التي تنطلق اليوم في الرياض، هي مبادرة محلية برؤى عالمية، ويمكن القول أيضا، إنها عالمية بمؤثرات محلية. وهذا النوع من المبادرات التي تطلق على شكل مؤتمرات ومنتديات يتوافق في الواقع مع الحالة الاستراتيجية الراهنة في المملكة. فالسعودية تشهد تنفيذ "رؤية المملكة 2030" التي تضم عددا كبيرا من المشاريع الوطنية المحلية، ذات الصلات العالمية، فضلا عن أن انعقاد مثل هذه الفعاليات في السعودية، يأتي ضمن مكانة البلاد على الساحة الدولية، وتأثيرها في صنع القرار الاقتصادي العالمي. يضاف إلى ذلك أن المملكة تمثل أرضا خصبة لهذا النوع من الملتقيات، من جهة الإمكانات التي تمتلكها والكوادر البشرية التي تنتسب إليها. وفي السنوات الماضية، شهدت المملكة سلسلة كبيرة من هذه التجمعات حققت عديدا من الأهداف.
المنتدى- المؤتمر المشار إليه الذي اصطلحت بعض وسائل الإعلام تسميته "دافوس الصحراء"، يضم كثيرا من المتحدثين ومؤسسات عالمية كشريكة فيه، إلى جانب عديد من الشركات في مختلف القطاعات والمجالات تسهم في "مبادرة مستقبل الاستثمار". وهذا العدد من المشاركين ونوعيتهم يعد كبيرا بالفعل مقارنة بالمنتديات المشابهة على الساحة الدولية. المهم أن "المبادرة" ستبحث سلسلة محورية من القضايا التي تختص بالاقتصاد العالمي، وروابطه التنموية، ولا سيما بعد عشر سنوات من انفجار الأزمة الاقتصادية العالمية التي اتفق على أنها الأعنف في التاريخ. والمحاور الرئيسة تتحدث عن نفسها، وهي "الاستثمار في التحول"، و"التقنية كمصدر للفرص"، و"تطوير القدرات البشرية". ومع الجوانب العالمية لهذه المحاور تكمن الجوانب السعودية الوطنية.
والمملكة باتت "مسرحا" مثاليا في الحقيقة لتنفيذ المشاريع التنموية الكبيرة، لأنها تطرح سلسلة من المشاريع التي تختص بكل القطاعات. كما أنها تمتلك الأرضية اللازمة التي تستند إلى الثقة، فضلا عن تصنيف البلاد عند المعايير العالية المرتفعة الجودة حتى في عز تراجع أسعار النفط قبل ثلاث سنوات. القادة والمستثمرون والمبتكرون العالميون، سيأتون إلى الرياض لطرح ما لديهم في ملفاتهم، وكلها تصب في الهدف الأشمل، وهو الوصول إلى الصيغة العالمية الأكثر عملية وتطبيقا وواقعية من أجل اقتصاد عالمي بعيد عن أي أزمات مقبلة. وإن حدثت هذه الأزمات، فينبغي أن تكون تحت السيطرة. وفي المقابل، يقدم الجانب السعودي كثيرا من الأفكار إلى جانب المشاريع الموجودة على الأرض فعلا، كأدوات داعمة لهذا الملتقى العالمي. كل ما سيطرح في الواقع يصب في مصلحة المستقبل.
هناك مشاريع عملاقة وطموحة تقدمها السعودية على الساحة، وهذه وحدها تشكل مادة حقيقية ليست فقط للنقاش، بل لاستشراف المستقبل على الصعيد الاقتصادي. يضاف إلى ذلك، التنوع الهائل لهذه المشاريع. قضايا كبيرة ومتعددة تلك التي ستطرح في "مبادرة مستقبل الاستثمار"، وتشمل -من ضمن ما تشمل- مستقبل الإنسان بشكل عام، وآفاق الصحة العامة، وتأثير التكنولوجيا والتطور في هذا المجال. هناك طروحات ستسهم في إضافة مزيد من القيمة على تلك الموجودة على الأرض، كما أن الملتقى - المنتدى سيقدم طروحات جديدة يستحقها الإنسان في حاضره ومستقبله. فالأفكار الجديدة ستتحول لاحقا إلى مشاريع تنموية جديدة.

الأكثر قراءة