أمة اقرأ

أصدقكم أنني توقعت أن تكون نسبة الأمية أقل مما تم إعلانه من قبل مدير تعليم الكبار وهو المسؤول عن مبادرة تعليم مدى الحياة، أذكر أنني قرأت في مكان ما أن نسبة الأمية في اليابان كانت صفرا في عام 1908، ومع كل الجهود التي تبذلها المملكة في نشر العلم والإلزام بالتعليم ما زلنا نرى أن هناك نسبة تقترب من 6 في المائة من مواطنينا يعانون مرض الأمية.
هو مرض بكل ما تعنيه الكلمة، فالأمية تحرم المرء من التعامل مع الحدث، ومعرفة العالم وما يحويه من العلم، وتدفع بمزيد من الأشخاص لمراكز أقل من استحقاقهم لو أنهم نالوا قسطا من التعليم. هذا في مجال معين ولكن المجتمع هو الخاسر الأكبر عندما ينخفض مستوى التعليم وهو ما يجعل الالتزام بالقوانين والتعامل مع التقنية والاهتمام بالممارسات الحضارية يتراجع، رغم أن ذلك قد لا يكون من المخرجات الموجودة اليوم لدينا حتى من المتعلمين وحاملي الشهادات العليا.
نظرتي الشخصية هي أن من لم يحصل على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها هو من ضمن إحصائية المحرومين من التعليم أي الأميين، وهذه النظرة الشخصية هي نتاج كثير مما شاهدته من فروق بين من يحملون المؤهلات العلمية الأقل وغيرهم.
على أن هناك كثيرا ممن يطالبون أبناءهم وبناتهم بالبقاء في المنزل قبل تحصيل الثانوية العامة، أو يطالبونهم بالحصول على وظيفة والصرف على الأسرة وهو من مكونات العنف ضد الأطفال في رأي محدثكم. أعلم أن هناك كثيرا ممن تضطرهم ظروف الحياة إلى اللجوء إلى توظيف صغار السن، لكن هذه ليست مسؤولية الصغار وهناك من الأنظمة الحامية والجهات الداعمة للمحتاجين ما يمكن أن يستعين به هؤلاء لتلبية احتياجاتهم المعيشية.
المهم أن نتوقف عند هذه الإحصائية ونعود لتفنيدها جغرافيا وحضاريا واقتصاديا لنتعرف على المؤثرات التي أدت إلى استمرار وجود هذه النسبة من غير المتعلمين وأن يقوم كل منا بدوره، وأهم دور هو دور وزارة التعليم التي يجب أن تقدم العلم للمواطن، حيث كان ومهما كان عدد الطلبة في الصف، فنحن شاهدنا القطار الذي يتوقف لنقل طالبة وحيدة إلى مدرستها في اليابان وانبهرنا لذلك الموقف، فما بالنا نحن ونحن أمة "اقرأ".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي