تحول استثماري .. «فيسبوك» و«ألفابت» ترحلان إلى قطاع خدمات الاتصالات

تحول استثماري .. «فيسبوك» و«ألفابت» ترحلان إلى قطاع خدمات الاتصالات

دخل المستثمرون في قطاع التكنولوجيا في مرحلة "إزالة مجموعة الفانج" من القطاع، إشارة إلى عدد قليل من شركات التكنولوجيا الكبرى التي دفعت وول ستريت إلى تسجيل مستويات قياسية في السنوات الأخيرة.
شركة ستاندرد آند بورز داو جونز لتزويد المؤشرات قررت، اعتبارا من اليوم، انتقال "فيسبوك" و"ألفابت" من قطاع تكنولوجيا المعلومات إلى قطاع الاتصالات بعد تغيير اسمه إلى "خدمات الاتصالات"، محدثة بذلك أبرز تحول في نظام التصنيف الذي يستخدمه المستثمرون للمساعدة على التحرك في أكبر سوق للأوراق المالية في العالم.
وبحسب "ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز"، عندما تستقر الأوضاع ستتم إعادة تصنيف أسهم سبع شركات تكنولوجية تمثل نحو خمس قطاع تكنولوجيا المعلومات في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، بحيث تكون ضمن قطاع خدمات الاتصالات.
وستنتمي أسهم نحو 16 شركة تمثل حصتها السوقية مجتمعة حالياً نحو 22 في المائة من القطاع الاستهلاكي التقديري، إلى قطاع خدمات الاتصالات الذي يضم حالياً ثلاث شركات، منها "فيرايزون" و"آيه تي آند تي".
وبالنظر إلى الارتفاع الهائل في الاستثمار السلبي خلال العقد الماضي، فإن التغييرات تشكل تحديًا للمستثمرين الذين يستخدمون نظام القطاع للتعرض لقطاع التكنولوجيا وقطاع الاتصالات ذي الطابع الدفاعي، وكذلك مديرو الصناديق النشطة الذين يستخدمون القطاعات مؤشرات معيارية. ويتوقع بعضهم حدوث تقلبات على المدى القصير في الوقت الذي تجري فيه عمليات لإعادة التوازن إلى المحافظ.
قال روب نيستور، رئيس شركة ديريكسيون، مزوّدة الصناديق المتداولة في البورصة "ما من شك في أننا سنرى أحجامًا مرتفعة في معظم هذه الأسهم". وأضاف "أما إذا كان هذا كافياً للتأثير في الأسعار بشكل كبير، فمن الصعب معرفة ذلك مسبقًا". لكنه قدر بشكل تقريبي أن تضيف إعادة تصنيف القطاع بأكمله نحو 20 مليار دولار إلى حجم التداول.
وتعني التغييرات أن قطاع التكنولوجيا الذي تضخم ووصل إلى نحو ربع القيمة السوقية الإجمالية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 ـ يعود الفضل في ذلك جزئياً إلى الارتفاع الهائل في أسهم مجموعة الفانج "فيسبوك، أبل، أمازون، نتفليكس، وجوجل" ـ سينكمش إلى نحو الخُمس.
ما تبقى في قطاع تكنولوجيا المعلومات سيكون له وزن أكبر قياسا إلى شركات الأجهزة، بما في ذلك "أبل"، وكذلك شركات صناعة الرقاقات الإلكترونية والشركات التقليدية الراسخة مثل مايكروسوفت.
ومع أن عملية الإصلاح ستفرق "فيسبوك" و"أبل" و"أمازون" و"نتفليكس" و"ألفابت" عبر مزيد من القطاعات، يقول محللون "إنها ستعمل من نواح أخرى على زيادة بروز شركات التكنولوجيا العملاقة".
وبحسب محللين في مصرف يو بي إس، رحيل "ألفابت" و"فيسبوك" إلى قطاع خدمات الاتصالات سيعمل على رفع وزن "أبل" ـ التي تبلغ قيمتها تريليون دولار ـ في قطاع تكنولوجيا المعلومات من 17 في المائة إلى 22 في المائة.
وسيرتفع وزن "مايكروسوفت"، إحدى شركات تكنولوجيا المعلومات التي تقترب قيمتها المقدرة من تريليون دولار، إلى 16 في المائة، صعودا من 13 المائة في الوقت الحاضر. بينما يعني خروج "نتفليكس" أن وزن "أمازون"، شركة التجارة الإلكترونية العملاقة، سيصل إلى نحو ثلث القطاع الاستهلاكي التقديري، مقارنة بـ 26 في المائة حاليا. وبحسب نيكولاس كولاس، وهو شريك مؤسس لشركة داتا تريك "ستكون القطاعات الجديدة أكثر تركيزًا، لكن هذه هي طبيعة السوق لأن لديك هذه المجموعة المحدودة من الأسماء الرسملة الممتازة".
إن تجديد ما يسمى حالياً قطاع خدمات الاتصالات سيجبر المستثمرين أيضاً على إعادة التفكير فيما يعتبر من الناحية التاريخية جانبا دفاعيا من السوق يحقق عوائد عالية على الأسهم.
وبالنظر إلى أن "فيسبوك" و"ألفابت" تشكلان 16 في المائة و29 في المائة، على التوالي، من قطاع خدمات الاتصالات الجديد، فإن ذلك التصور سيكون قد عفا عليه الزمن. وبحسب "يو بي إس"، ستنخفض عوائد أرباح أسهم القطاع الذي أعيدت تسميته إلى 1.4 في المائة فقط، مقارنة بـ 5.5 في المائة في قطاع الاتصالات الحالي.
التغييرات المقترحة ستؤثر أيضاً في التقييم. وفقاً لجيريمي زرين، المختص الاستراتيجي في "يو بي إس"، يجري تداول قطاع الاتصالات عند مستوى منخفض يبلغ 10.2 ضعف معدل السعر إلى الأرباح المستقبلية، في حين قدّر معدل السعر إلى الأرباح المستقبلية لخدمات الاتصالات بـ 18.6 ضعف.
وقال بام وو، رئيس الأسهم الأمريكية في "بي إن بي باريبا أسيت مانيجمنت"، "بالحديث مع العملاء، اتضح أن السبب وراء محبتهم له "قطاع الاتصالات" هو الخصائص الدفاعية وعائدات أرباح الأسهم العالية". وأضاف "يوجد عدد ضئيل من القطاعات تتوافر فيه هذه السمات الدفاعية".
ولاحظ بعض المستثمرين أن جمع "فيسبوك" و"ألفابت" مع شركات اتصالات منظمة للغاية يعكس توقعات بأن "فيسبوك" و"ألفابت" ستواجهان قريباً ضوابط تنظيمية مضاعفة أيضاً. وقد تأثرت كل منهما، إلى جانب "تويتر" التي تنضم أيضًا إلى مجموعة الاتصالات، بمخاوف متعلقة بالخصوصية والأمان.
واعتبر كولاس ما يحدث "تجميعا ذكيا لأسماء لديها بعض المخاطر التنظيمية الحقيقية"، فيما أبدى بعض المستثمرين تحفظاتهم حول آفاق النمو في القطاع الجديد. قال ماكس جوهمان، رئيس توزيع الأصول في "باسيفيك لايف فند أدفايزرز"، "لا أريد أن أصف القطاع الجديد بأنه جذاب بصورة خاصة، بالنظر إلى أن نضج الشركات التكنولوجية حتى الآن ظهر بالفعل في أرباحها الأكثر اعتدالاً"، مستشهدا بأرباح الربع الثاني المخيبة للأمال في كل من "نتفليكس" و"فيسبوك" ـ تراجعت أسهم الأخيرة بعد تحذيرات بشأن النمو المستقبلي.
وأضاف "من المرجح أن يؤدي الاندفاع من أجل الاندماج بين شركات وسائل الإعلام الأكثر تقليدية، مثل كومكاست وديزني وآيه تي آند تي، إلى دفع مبالغ زائدة بسبب حروب المزايدة، ورفع مالي أعلى لتمويل العروض المقدمة. أضف إلى ذلك عمليات التقييم الممتدة والمخاطر التنظيمية المتزايدة "..." وبالتالي من الصعب التحمس للقطاع".
ماثيو بارتوليني، من "ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز"، اعتبر "فهم حجم إعادة التوازن الذي يتم إجراؤه أشبه بالمشي على القمر. يمكنك إجراء جميع عمليات الإعداد والتخطيط والمحاكاة والتحليل، لكنك لن تعرف التجربة بالتحديد حتى تكون هناك".

الأكثر قراءة