Author

الطاقة النظيفة

|
انتشرت الدعوة للتحول إلى الطاقة الشمسية، وهذا أمر جميل بحكم ارتفاع تعرفة الطاقة الكهربائية التقليدية، وملاءمة هذا التحول لكثير من الأغراض الشخصية والعملية. توجه عالمي مهم يجب أن نكون في مقدمة المستفيدين منه. دعوة هيئة تنظيم الكهرباء للمواطن -بحكم تخصصها- لاستبدال الكهرباء التقليدية، أكدت ضعف الهيئة واعتمادها على شركة الكهرباء منفذا لكل أعمالها حتى تلك التي تهدف إلى تخليص المواطن من سيطرة شركة الكهرباء. المطالبات السابقة بتخليص السوق من السيطرة التي تمثلها الشركة سواء في إنتاج الطاقة أو توزيعها، لم تلق أذنا صاغية واستمرت الشركة في تحديد كل ما يتعلق بالسوق حسب ما يهمها بغض النظر عن وضع المستهلك، الذي يرى ويسمع ما يدور حول عمل الشركة من ملاحظات، سواء من موظفيها الحاليين أو السابقين ويتابع الملاحظات عليها من كل الكتاب والمتخصصين، لكنه لا يستطيع أن يفعل شيئا بحكم هذه السيطرة، حيث ليس بيده سوى دفع الفاتورة والتأفف من ذلك في مواقع التواصل أو المجالس. أزعم أن عدم القناعة المستمر من قبل المستهلك كان يمكن أن يعطي الهيئة بعض القوة لتقرر تخليص المستهلك من عنصر سيطرة جديد، يمثله إلزام كل من يريد أن يحصل على البديل الشمسي بالعودة لمقاولي شركة الكهرباء، فأين تنتهي صلاحيات الشركة وأين تبدأ صلاحيات الهيئة، وكيف تضمن الهيئة نجاح عملية استبدال وسائط الطاقة الكهربائية وهي تضع الجميع بحكم قرار الجهة الوحيدة المتأثرة سلبا من التحول. هل تستطيع الهيئة أن ترخص لشركات جديدة تقوم بتوصيل الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، وتفوتر هذه العمليات بطريقة تعطي الهيئة الفرصة لتحقيق ولو جزءا من صلاحياتها الرقابية والتنظيمية؟ لست من يستطيع أن يجيب على سؤال كهذا، لكن الفكرة موجودة في كثير من دول العالم التي لا يصل استهلاكها عشرة في المائة من استهلاكنا. يمكن كذلك أن تولد الفكرة بعض التنافس الذي يحد من امتداد شركة الكهرباء ومصروفاتها الخيالية في سبيل توفير الطاقة غير النظيفة التي لها من الآثار البيئية الكثير. وقد يصبح للهيئة بعض من الحصانة التي تحتاج إليها لوضع القوانين والتنظيم الفاعل للسوق بما يحقق فائدة المستهلك الذي هو الهدف الرئيس لإنشاء الهيئة.
إنشرها