من اتفاق الطائف إلى اتفاقية جدة.. المملكة «دار السلام»

من اتفاق الطائف إلى اتفاقية جدة.. المملكة «دار السلام»

أكدت السعودية دورها الريادي في إرساء السلام العالمي بخطوة جديدة للتقريب بين الأشقاء وسد الفجوة بين الفرقاء، وذلك بتوقيع اتفاقية المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا أمس في جدة برعاية خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وحضور الأمين العام للأمم المتحدة.
وبروح اتفاق الطائف عام 1989 الذي نشر السلام في لبنان بعد 15 عاما من الحرب الأهلية، ومساعي وقف الحرب في الصومال عام 1992، وما تلاها من جهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس في اتفاق مكة المكرمة، وبعدها في كل من أفغانستان والعراق واليمن، حلقت حمامة السلام السعودية أمس فوق قصر السلام في جدة لتشهد المصالحة الإثيوبية الإريترية بحضور زعيمي الدولتين اللذين اختارا جدة موقعا لتوقيع اتفاقية السلام النهائية في حقيقة تؤكد الدور الريادي السعودي في نشر السلام والتسامح.
وبذلت الرياض جهودا جبارة لتحقيق المصالحة في القرن الإفريقي استشعارا منها بأهمية هذه الخطوة لخير الشعبين، وبما يظهر الثقل السياسي الكبير للمملكة وأهمية الدور المحوري الذي تلعبه في المنطقة وما تضطلع به من مهام وما تتطلع إليها الشعوب العربية والمسلمة من آمال. وأكد محللون أن الرياض وعلى مدى عقود من سعيها لتحقيق السلام ودعم مبادرات المصالحة، ونزع فتيل المشاحنات، غدت دار سلام عالمية، وأسهمت في وقف الخلافات بين الدول فيما بينها، بل وحتى على مستوى الدولة الواحدة.
وتاريخيا، استضافت المملكة اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية الدموية في لبنان بين الفصائل اللبنانية، كما قادت جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس لتوحيد الشعب الفلسطيني بـ "اتفاق مكة المكرمة". علاوة على تثبيت الهدنة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان واستضافة المؤتمر الدولي لعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في أفغانستان في مكة المكرمة.
وظهرت جهود المملكة في تحقيق المصالحة بين اليمنيين من خلال المبادرة الخليجية التي انقلبت عليها ميليشيا الحوثي، إضافة إلى جهودها لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في العراق ونزع سلاح الميليشيات وعدم المساس بالتوازن الاجتماعي.

الأكثر قراءة