هل يعتمد التحول الرقمي على تطور التقنيات فحسب؟

هل يعتمد التحول الرقمي على تطور التقنيات فحسب؟

يرى كثيرون أن عملية التحول الرقمي في الشركات والمنظمات بجميع أحجامها تعتمد على تبني الكوادر المؤهلة والتقنيات الحديثة، كإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي فحسب، إلا أن هذا الأمر هو خطأ شائع بين عديد من رواد الأعمال حتى بعض خبراء التقنية، وتكمن خطورة هذا المفهوم الخاطئ أنه قد يحيد بالشركات عن الطريق المناسب لتقييم وإطلاق استراتيجيات التطوير المناسبة التي هي بأمس الحاجة إليها. لذلك سلطت شركة إنفور العاملة في مجال تطوير تطبيقات الأعمال السحابية، الضوء على مجموعة من المفاهيم الخاطئة حول التحول الرقمي المنتشرة بين كثير من المؤسسات التي ينبغي تغيرها لعدم وقوعها في فخ التحول الرقمي الخاطئ.

التكنولوجيا الرقمية حكر على الشركات الكبيرة
صحيح أن عديدا من قصص النجاح المذهلة التي أتت من التحول الرقمي سطرتها شركات كبيرة تمتلك ميزانيات ضخمة تناسب هذا التحول، لكنها، مثل جميع الشركات، بدأت بفكرة بسيطة، وتعد اليوم شركات مثل أمازون وأبل وأوبر ونتفليكس من بين تلك الشركات التي غيرت وجه قطاعاتها بشكل كبير وما زالت مستمرة بذلك من خلال ميزانيات ضخمة تدعمها في ذلك.

عملية التحول الرقمي تتعلق بالآلات والروبوتات وإنترنت الأشياء
تعد إنترنت الأشياء إحدى أهم تطبيقات تكنولوجيا الاستشعار وتقنيات الربط والاتصال بين آلة وآلة، فالأجهزة المنزلية التي ترسل رسائل بريد إلكتروني عندما تحتاج إلى صيانة أو تحديث لبعض مكوناتها الداخلية، فلتر جديد أو السيارة، التي تشير إلى موعد صيانتها، هي أمثلة غالبا ما تكون حاضرة بقوة عند مناقشة التوجهات الرقمية، كما أن الروبوتات وتقنيات الاتصال بين آلة وآلة هي أيضا من بين حالات الاستخدام التي يبدو أنها تحظى بأكبر قدر من الاهتمام، ومع أن هذه التطبيقات تعد مهمة للغاية، إلا أنها تشكل البداية فقط.

التقنيات الرقمية لها تأثيرات مدمرة
يمكن لكلمة مدمرة أن تكون مخيفة هنا، كما يمكن أن تستدعي صورا لانعكاسات سلبية، مثل إيقاف العمليات أو التخلي عن العملاء لفترات طويلة والارتباك الذي يمكن أن يتسلل إلى القوة العاملة، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، ففي حين أن عديدا من التقنيات الرقمية مثل تقنيات إنترنت الأشياء IoT تعد ثورية اليوم، إلا أن تنفيذها لا يؤدي بالضرورة إلى توقف عمليات المصانع بشكل مفاجئ، ولا يؤدي ذلك إلى ترك العملاء دون تنفيذ طلباتهم في الوقت الذي يعمل فيه مسؤولو هذه المصانع على إعداد التجهيزات مرة أخرى.
أو تحديد استراتيجية جديدة للعمل.

عمليات التحول الرقمي غير مجدية ومخاطرها كبيرة
عادة ما تتكون عملية تحويل شركة ما رقميا من عديد من الخطوات وعشرات الحلول التكنولوجية المتكاملة، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأدوات المتصلة على شبكة الإنترنت ومنصة سحابية يعمل عليها قسم من الحلول على أقل تقدير، فإنه ينبغي تقييم كل خطوة لمرة واحدة لمعرفة القدرات المثبتة ورائها، والعائد المتوقع على الاستثمار فيها ROI، وذلك لأن بعض التقنيات الجديدة ليس لديها سجل تاريخي بعد، إذ إنها تشهد تغييرات سريعة، ويمكن للشركات المعرضة للمخاطر بشكل كبير أن تتجنب هذه التقنيات التي لا تزال تحت التجريب، وفي الوقت ذاته يمكنها الاستفادة من التطبيقات التي تستقطب عددا معقولا من المستخدمين الأوائل.

إذا لم يكن لدينا خطة رقمية من قبل فقد فات الأوان
هذا غير صحيح، لكن يمكن للضغوطات أن تكون أحد الأسباب وراء القفز إلى تحول رقمي سريع والعمل على اللحاق بموجة التحول، وفي علاقات الأعمال بين الشركات والعلاقات بين الشركات والمستهلكين، يكون لدى المشتري توقعات كبيرة فيما يتعلق بالقيمة وسهولة تنفيذ الأعمال والحصول على تجربة شراء إيجابية، وبالنسبة للعملاء، فإنهم يتوقعون معرفة جميع التفاصيل حول المنتج من حيث مكان التصنيع وكيفية شحنه وتخزينه ومعالجته، ولم يعد ينظر إلى هذه التفاصيل على أنها خيار إضافي إيجابي، بل باتت معرفتها مطلوبة اليوم.

الأكثر قراءة