رسالة إلى مورينيو: العالم تغير ولم تعد رقم 1

رسالة إلى مورينيو: العالم تغير ولم تعد رقم 1

مذكرة إلى جوزيه مورينيو: خبراء المراهنات يتوقعون إقالتك قريبا. بعد موسمين مخيبين للآمال تحت إدارتك، خسر مانشستر يونايتد اثنتين من أول ثلاث مباريات في هذا الموسم. ويبدو أن معظم المعجبين واللاعبين والمسؤولين ووسائل الإعلام مستاؤون منك.
هذه هي المشكلة الآنية. مشكلتك الأوسع هي أن العالم قد تغير. فقد أصبحت أساليبك قديمة. هذا الأمر يحصل مع كثير من الرجال في أواخر منتصف العمر، ونادرا ما ينتهي بشكل جيد. مع ذلك، أنت رجل داهية يمكن أن ينجح في إعادة تجديد نفسه. يجب عليك أن تختار خطوتك المقبلة بعناية. وهذا ما أوصي به:
ابتداء، عليك أن تقبل بأن لا مانشستر يونايتد ولا أي فريق كبير آخر سيمنحك سيطرة كاملة على الأمور المتعلقة بكرة القدم. آخر مدربين كانت لهما "سلطة شاملة" هما أليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد وأرسين فينجر في آرسنال. الآن المدرب شخص متواضع يعمل لفترة مؤقتة؛ يتولى تدريب الفريق الأول لعام تقريباً قبل أن يتم التخلص منه. وأنت، مع موهبتك في إزعاج الناس، لن تستمر طويلا مع أي فريق.
مانشستر يونايتد سيعين قريبا مديرا للكرة، للإشراف على انتقالات اللاعببين، القادمين والمغادرين، والقرارات بعيدة المدى، ما يعني اقتطاع جزء كبير من مهمتك. عندما قلت أخيرا إن "كرة القدم تتغير ويجب أن يُطلق على المديرين مدربين رئيسيين"، كنت تعبر عن استيائك. لكن بدلا من ذلك، عليك أن تتقبل هذا الأمر باعتباره واقعا جديدا.
ثانيا، جدد أساليبك. كرة القدم تتطور دائما. كل مبتكر يُترك في الخلف، بمن فيهم أنت. الاتجاه الأخير هو من أجل "ضغط" هجومي سريع على الفرق المنافسة. وفريقك نادرا ما يضغط، لذلك لا يسجل أهدافا كافية. من خلال إبقاء لاعبي الدفاع في الخلف، أنت لا تستغل القدرات البدنية المذهلة للاعبي كرة القدم الحديثين. فريق ليفربول شق طريقه نحو نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي. ربما تسخر لكونهم أنهوا الموسم متخلفين وراء فريقك بست نقاط. لكن فاتورة أجورهم أقل بكثير من فاتورة أجور لاعبي يونايتد.
ثالثا، لمع صورتك. بالنسبة لشخص في مثل عمرك ربما يكون التجديد التكتيكي فوق قدرتك. لكن يمكنك تحسين علاقاتك العامة. عندما كنت تفوز، كان تفاخرك وسخريتك فيهما غطرسة وعجرفة مثيرة. الآن الحزن سيد الموقف. كن ألطف مع الصحافيين، لأنهم يشكلون صورتك عند الناس. وعلى الأقل تظاهر بالإيمان بمبدأ مانشستر يونايتد، كما صاغه السير أليكس: "لا أحد أكبر من النادي". لطالما كانت معركتك الداخلية بين الميكافيلي والنرجسي، وفي الوقت الحالي النرجسي يفوز.
رابعا، اترك الحديث عن الماضي. حديثك بتبجح يوم الإثنين عن فوزك بألقاب إنجليزية أكثر من جميع مدربي الدوري الإنجليزي الآخرين (الاحترام أيها الرجل، الاحترام، الاحترام) جعلك تبدو قديما.
خامسا، توقف عن الشجار مع نجومك. إذا كان على القائمين على يونايتد الاختيار ما بين لاعبين أثمانهم غالية ومدرب فاشل، فماذا تتوقع هم فاعلون؟ عد إلى إلقاء اللوم في هزائمك على الحكام، وليس على فريقك.
سادسا، قرر ما إذا كان الأمر يستحق الاستمرار. في 2004 كنت المدرب الرائع البالغ من العمر 41 عاما الذي كانت أساليبه سببا في فوز نادي بورتو الصغير بلقب دوري أبطال أوروبا. يبدو أنك – الأمر الذي أغرى اللاعبين والمعجبين والصحافيين – كبرت مع أساليبك. اكتشاف نقاط ضعف منافسيك – الأمر الذي تخصصت فيه منذ زمن – يتم الآن من خلال فرق من محللي البيانات والفيديو. أنت مجرد ضحية أخرى من ضحايا التشغيل الآلي. أنك تخاطر بأن تصبح، مثلما وصفت فينجر ذات مرة، "متخصص في الفشل". لقد تعامل هو مع الفشل، لأنه رسم متعة فكرية من خلال كونه مدربا كانت له سلطة شاملة سعى إلى توظيفها من أجل كرة قدم مثالية. لكن أنت شخص براجماتي فظ: فائز أو لا شيء آخر.
يمكنك أن تنزل إلى فريق أصغر – بورنموث، مثلا، أو البرتغال – حيث يكون نهجك الدفاعي طبيعيا بشكل أكثر، خلافا لما هو الحال في أغلى نادي في العالم. أو يمكنك أن تغير مهنتك: تصبح معلقا غاضبا تطلق على أعدائك تعليقات ساخرة بخمس لغات. هذا ربما يروق للجهات الراعية.
تذكر ما قلته في 2004، عندما احتفل السير أليكس بالمباراة رقم ألف مدربا لمانشستر يونايتد: "ألف مباراة (بالنسبة لي) – كلا. سوف أكون في الجارف (منطقة في أقصى غربي البرتغال) قبل ذلك. في عمر 55، سأكون في الجارف بالتأكيد". عمرك الآن 55.

الأكثر قراءة