لتوسيع أسواقها .. تجارة السيارات المستعملة تراهن على التعلم الآلي

لتوسيع أسواقها .. تجارة السيارات المستعملة تراهن على التعلم الآلي

المعرفة الفائقة هي الورقة الرابحة في سوق السيارات المستعملة – وهي صناعة لا تزال رهينة مندوبي المبيعات ودور المزادات، حيث يخشى المشترون "الاستثمار الرديء" – وهذه المعرفة المتفوقة هي ما يعتقد هاكان كوك، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك لـ "أوتو 1" Auto1 المدعومة من "سوفت بانك"، أنها متوافرة لديه بكثرة.
تمتلك هذه الشركة الناشئة 35 ألف سيارة في ميزانيتها العمومية، ومن المقرر أن تتوسع أعمالها الائتمانية الجديدة "أوتو 1 فينتيك" Auto1 Fintech، التي أنشأتها مع "دويتشه بانك" و"أليانتز" في وقت سابق من هذا العام، من ألمانيا إلى فرنسا وبولندا.
قال كوك لـ "فاينانشيال تايمز"، "بالطبع هناك كثير من المخاطر. فقط المعرفة المتفوقة تسمح لك بالمجازفة القابلة للتحكم".
الشركة الألمانية الناشئة التي جمعت 460 مليون يورو في وقت سابق من هذا العام من صندوق فيجين، التابع لشركة سوفت بانك، في واحدة من أكبر صفقات تمويل التكنولوجيا في أوروبا، تستخدم تكنولوجيا التعلم الآلي لشراء عشرات الآلاف من السيارات كل شهر، ثم تبيعها إلى التجار في أكثر من 30 بلدا. وقسم التكنولوجيا المالية يتيح لها منح القروض والتأمين إلى تجار السيارات.
جورج جاليير، محلل السيارات في "إيفركور"، قال في تعليق على سوق السيارات المستعملة التقليدية "بصراحة لا أعلم كيف يمكن لتاجر في كاليه، مثلا، لديه نوع معين من السيارات التي يعاني من أجل بيعها (...) ربما يعرف أن تاجرا في نابولي لديه أشخاص يأتون طوال الوقت ويسألون عما إذا كانوا يستطيعون شراء هذا النوع من السيارات. هناك مجال لتطبيق التكنولوجيا الجديدة".
تم تأسيس "أوتو 1" قبل ستة أعوام على يد كوك، الموظف السابق في الشركة الناشئة Home24، ورئيسه التنفيذي كريستيان بيرترمان، الذي عمل في السابق في موقع جروبون Groupon للقسائم. وبسبب تعطش هذه الشركة الناشئة للأموال لشراء السيارات، واجهت صعوبات في الأيام الأولى لجمع الديون، ما جعلها تعتمد على التمويل من مستثمري المراحل المبكرة، مثل "دي إن كابيتال" DN Capital و"بيتون كابيتال" Piton Capital.
الآن أصبح التمويل متوافرا لدى الشركة. من خلال ربط المشترين والبائعين باستخدام تكنولوجيا التعلم الآلي، ومناولة شحنات السيارات، جمعت "أوتو 1" بين السمتين المميزتين لشركات التكنولوجيا العصرية: تحليل البيانات والخدمات اللوجستية. ومع ذلك، تختلف هذه الشركة الناشئة في أمر رئيسي واحد عن شركات مثل أمازون، التي يقارن بها كوك أنموذجه، وهو أنها تُدخِل المخاطر مباشرة إلى ميزانيتها العمومية. وهي مجرد واحدة من مجموعة صغيرة من الشركات الناشئة التي تفعل ذلك، وبذلك فهي معرضة لحالات الركود في الطلب على السلع الاستهلاكية.
ومن بين الشركات الأخرى "أوبندور" ـ مقرها الولايات المتحدة ـ التي تشتري وتبيع المنازل. لكن بقية صناعة التكنولوجيا بقيت بعيدة عن هذا الأنموذج لمصلحة نهج المنصات، وربط المستخدمين مع الخدمات دون تحمل المخاطر.
والميزانية العمومية في أنموذج "أوتو 1"، هي "وظيفة فنية"، وفقا لكوك الذي يضيف "يمكننا أن نرى أسعار المقاصة، ويمكننا أن نرى السعر الذي يبيع به الناس لنا، ومقدار السعر الذي يشتري به الناس (...) تأتي الخوارزمية مع أطروحة أسعار وتقول في هذه اللحظة من الوقت هل من المناسب أن تكون هذه السيارة ذات السبع سنوات بلون أخضر، أو ما إذا كان من المهم أن تكون بمقاعد جلدية أم لا. لديك يقين جانب البيع، ويقين جانب الشراء والميزانية العمومية تصبح وظيفة فنية".
ولا تكشف "أوتو 1" عن الحسابات السنوية، لكن استثمار "سوفت بانك" حصة تبلغ 20 في المائة في الشركة تقدر قيمتها بنحو ثلاثة مليارات يورو. وفي الجولات السابقة جمعت الشركة أيضاً أموالا من "جولدمان ساكس" و"جيه بي مورجان". ومنذ عامين استقطبت ماركوس بوسر، الرئيس الأوروبي لقسم التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في "جيه بي مورجان"، للانضمام إليها في منصب كبير الإداريين الماليين.
قدرة "سوفت بانك" على تحمل المخاطر معروفة جيداً، لكن توسع "أوتو 1" تسبب في قلق بعض المراقبين. نظرًا لأن التدريب على تكنولوجيا التعلم الآلي في الشركة الناشئة جرى خلال دورة النمو، قال مستثمر طلب عدم الكشف عن هويته، "إنها قد لا تكون قادرة على تحديد علامات التباطؤ"، مضيفا أن "التكنولوجيا تستخدم السوق لاتخاذ القرارات، لكنها ستجد صعوبة في تغيير السوق بطريقة أساسية".
ولاحظ محللون أن كلا من سوق السيارات المستعملة وسوق تمويل السيارات تتمتع بمرونة نسبية، حتى بعد الأزمة المالية. وألمانيا بحسب فولكر لايجر، وهو كبير مديرين في وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف العالمي، هي أكبر سوق في أوروبا للأوراق المالية المدعومة بأصول السيارات، وأن هناك مكاسب هائلة من بيع السيارات عبر الحدود.
إذا كان التباطؤ في بلد ما قد تسبب في عجز التجار عن سداد قروضهم، يمكن لشركة "أوتو 1" بيع السيارات في أماكن أخرى. وقال لايجر "بطريقة أو بأخرى يجب على المصارف التعامل مع حقيقة أن السيارات تعود إليها عندما يتخلف المقترضون عن السداد. إذا وسعت المنطقة التي يمكنك بيع السيارة فيها، من المحتمل أن تتمكن من بيعها بسعر معقول".
بالنسبة إلى كوك هذا يحول المخاطر إلى ميزة. وبفضل المعرفة الفائقة ببيانات التجارة وأنماط شراء العملاء، ومنصة لبيع السيارات من التجار المعسرين، قال "إن "أوتو 1" يمكن أن تنجو من انهيار الطلب. نحن مقتنعون بأننا يمكن أن نكون الطرف الوحيد الذي يقرض بشكل مربح تجار السيارات في بيئة التباطؤ الاقتصادي".

الأكثر قراءة