الطاقة- النفط

السوق تراقب انعكاسات توقف شحنات النفط السعودية عبر باب المندب

السوق تراقب انعكاسات توقف شحنات النفط السعودية عبر باب المندب

أكد تقرير لوكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية، أن الدوافع الأساسية الجديدة في السوق تدعم اتجاه الأسعار إلى الارتفاع، التي تتمثل في استمرار حالة القلق الواسع بشأن مستوى العرض من إمدادات النفط الخام، معتبرا أن هذا يؤدي إلى التأثير في المعنويات في السوق. ونقل التقرير عن محللين تأكيدهم أن الأطراف المعنية في السوق تراقب عن كثب انعكاسات وقف السعودية تصدير نفطها عبر مضيق باب المندب منذ الأسبوع الماضي، لافتا إلى أن هذا المضيق ممر مائي رئيس لسوق النفط الخام. وأشار التقرير إلى استعادة روسيا لمستوى إنتاجها من النفط الخام بإضافة نحو 250 ألف برميل يوميا في تموز (يوليو) الجاري وذلك كجزء من القرار الأخير الذي اتخذه التحالف الذي تقوده "أوبك" لزيادة الإنتاج وذلك وفقا لما ذكره وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، مشيرا إلى أن بلاده تعيد البراميل إلى السوق بوتيرة أسرع مما كان متوقعا. وذكر التقرير أن نوفاك قال على هامش قمة بريكس في جوهانسبرج قبل أيام قليلة "نتوقع أن نستعيد نحو 200 ألف إلى 250 ألف برميل يوميا من 300 ألف برميل يوميا تم تخفيضها بموجب اتفاق خفض الإنتاج وذلك خلال هذا الشهر". وأشار التقرير إلى تصريح نوفاك بأن السوق قد أخذت بالفعل بعين الاعتبار المخاطر التي تواجه العرض خاصة المرتبطة بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مؤكدا أن ذلك سينعكس بالفعل على أسعار النفط الخام في المرحلة الحالية. ولفت التقرير إلى بيانات أمريكية حديثة تؤكد إمكانية زيادة استهلاك الولايات المتحدة من الوقود بمقدار 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من عام 2020، وهو ما سيؤثر دون شك في مستوى أسعار النفط الخام، لافتا إلى ارتفاع عدد منصات النفط الأمريكية مرة أخرى بنهاية تموز (يوليو) الجاري، كمؤشر على عودة انتعاش الاستثمار. وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل ارتفاع على الرغم من استمرار الصدام التجاري بين الولايات المتحدة والصين الذي يعمق المخاوف على النمو الاقتصادي ومن ثم على مستوى الطلب على النفط الخام. وجاءت الارتفاعات بعد تعليق السعودية الشحنات النفطية عبر باب المندب بسبب اعتداء ميليشيا الحوثي الإرهابية على ناقلات نفطية سعودية، وذلك على الرغم من عودة الحفارات النفطية الأمريكية للتزايد واستمرار نمو الإمدادات من دول "أوبك" وخارجها لتحقيق مستوى الزيادة المتفق عليه وقدره مليون برميل يوميا بحسب قرار وزراء الطاقة في حزيران (يونيو) الماضي. وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليسي إنتلجنس"، إن منتجي النفط الخام يجب أن يعملوا معا للتخفيف من المخاطر التي تتعرض لها تجارة النفط الخام وذلك بعد قرار السعودية تعليق شحناتها في مضيق باب المندب وتهديد إيران بغلق مضيق هرمز ردا على العقوبات الأمريكية التي ستؤدى إلى انهيار مستوى صادراتها النفطية إلى الصفر بحلول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأشار إلى أن المضايق البحرية تعد نقاطا مهمة وساخنة في مسار تجارة النفط العالمية، مشددا على ضرورة العمل على تأمينها بأقصى الطاقات الممكنة وعزلها عن تأثير الصراعات والمخاطر الجيوسياسية لدرء أي أخطار تواجه إمدادات النفط العالمية ومن ثم تؤثر في الاقتصاد العالمي بشكل شامل. من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية"، أندرو موريس مدير شركة بويري للاستشارات الإدارية، أن أسعار النفط الخام مرشحة للصعود بقوة بنهاية العام مع تطبيق العقوبات الأمريكية على طهران، مشيرا إلى أن تهديدات إيران بغلق مضيق هرمز تحمل مخاطر عديدة وتنذر بصدامات أوسع مع الولايات المتحدة. وذكر أن خمس تجارة النفط العالمية تمر عبر مضيق هرمز إلى جانب ثلث إمدادات الغاز المسال عالميا وهذا يعني أن المضيق يتمتع بأهمية كبيرة وذلك على الرغم من أن الإمدادات من السعودية والإمارات لا خوف عليها حيث إن لديها بدائل ممثلة في خطوط الأنابيب ولكن الأمر يؤثر في التجارة النفطية العالمية بشكل عام. من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية"، أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة، إن شراء "أرامكو" حصة محتملة في شركة سابك ستدعم الاقتصاد السعودي بشكل عام وتعزز الموارد وستؤدى إلى طفرة كبيرة في قطاع الطاقة في المملكة من خلال إيجاد كيانات قوية ومتكاملة في قطاع الطاقة. وأوضح أن استمرار الصراع التجاري بين الصين والولايات المتحدة له تداعيات واسعة دون شك على النمو، مشددا على ضرورة احتواء الأمر كما حدث في فترات سابقة. وأشار إلى أن الجميع يدرك حجم التحديات التي تواجه العرض ومن هنا جاء قرار زيادة الإنتاج من دول "أوبك" وحلفائها من خارج المنظمة إلى جانب عودة الحفارات الأمريكية للتزايد لتسريع عجلة الاستثمار وتأمين المعروض النفطي خاصة على المدى الطويل. وفيما يخص الأسعار، فقد زادت أسعار النفط أمس، مع ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بعد خسائر على مدى أربعة أسابيع، لكن المكاسب كانت محدودة بسبب تداعيات التوترات التجارية على الأسواق. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 13 سنتا أو ما يعادل 0.2 في المائة إلى 74.42 دولار للبرميل، بحلول الساعة 06:38 بتوقيت جرينتش، بعد أن انخفضت في معظم جلسة التداول الآسيوية. وزاد خام برنت 1.7 في المائة الأسبوع الماضي ليحقق أول مكسب في أربعة أسابيع. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 31 سنتا أو ما يعادل 0.5 في المائة إلى 69 دولارا للبرميل. وانخفض خام غرب تكساس 1.3 في المائة يوم الجمعة الماضي. ونما الاقتصاد الأمريكي بأسرع وتيرة في نحو أربع سنوات في الربع الثاني، لكن التوترات التجارية تظل محتدمة بين واشنطن وبكين على الرغم من انحسارها بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضافت شركات الطاقة الأمريكية ثلاث منصات حفر نفطية في الأسبوع المنتهي في 27 تموز (يوليو) الجاري، حيث زادت شركات الحفر أنشطتها للمرة الأولى في الأسابيع الثلاثة الأخيرة وفقا لما أظهرته بيانات صادرة يوم الجمعة الماضي. وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 73.69 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، مقابل 73.62 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب تقلبات سعرية سابقة، كما أن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 70.91 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط