لويد بلانكفين .. قائد عبر بـ «جولدمان ساكس» عاصفة 2008

لويد بلانكفين .. قائد عبر بـ «جولدمان ساكس» عاصفة 2008

يقاس أداء معظم الرؤساء التنفيذيين بالكيفية التي تنمو بها شركاتهم وبالعوائد التي يجنيها مستثمروهم. وبكلا المقياسين أداء لويد بلانكفين عادي.
في عام 2006، العام الذي تولى فيه رئاسة مصرف جولدمان ساكس، كانت عوائد المصرف الاستثماري الشهير 38 مليار دولار، مع صافي دخل 9.5 مليار دولار. وهو تقريبا مستوى الإيرادات والربح نفسه الذي يتوقع محللون أن يحققه المصرف هذا العام. وارتفعت الأسهم 50 في المائة على مدار الـ 12 سنة الماضية، وهو مستوى أدنى بكثير من أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
لكن أداء بلانكفين الذي أعلن تنحيه الثلاثاء الماضي سيقاس ليس فقط مقابل السوق، لكن أيضا مقابل قادة "ليمان براذرز" و"بير ستيرنز" و"ميريل لينش" – وهم نظراء ومنافسون لم يكونوا قادرين على توجيه مؤسساتهم نحو بر الأمان خلال الأزمة المالية.
يتمتع "جولدمان" بنقاط قوة فريدة من نوعها مكنته من الحفاظ على مكانته مصرفا مستقلا، لكن رئيسه التنفيذي يتسم بصفتين كانتا سببا في تسهيل ذلك: قدرته على أن يظل هادئا عندما يفزع الآخرون، ومهارته مديرا - سواء إدارة الناس أو المخاطر. غير أن جانبا آخر من إرث بلانكفين سيتم التركيز عليه بحدة أكثر في السنوات المقبلة.
وسيقع على عاتق ديفيد سولومون، رئيس "جولدمان" الذي من المتوقع أن يخلف بلانكفين في وقت لاحق من هذا العام، استكمال إعادة تموضع "جولدمان" استراتيجيا – تحويل تركيزه نحو الأنشطة المصرفية التقليدية، باستخدام التكنولوجيا منصة لذلك. وكان المحور الحاسم الذي سمح لـ "جولدمان ساكس" بالحد من الأضرار الناجمة عن الأزمة المالية، هو الابتعاد التام عن التداول، الذي أسهم في تحقيق أرباح البنك في السنوات التي سبقت الأزمة.
يقول روي سميث، أستاذ العلوم المالية في جامعة نيويورك وشريك "جولدمان" في الثمانينيات "إنه الرئيس التنفيذي لـ "جولدمان" الذي لم يكن متوقعا على الإطلاق".
"جاء كشخص قليل الشأن في شركة تتداول الذهب اشترتها "جولدمان" جيه. آرون وشركاه، التي تم الاستحواذ عليها في عام 1981"، لكن ربما كان على "جولدمان" أن لا يستحوذ عليها. كان يتداول في السلع في الوقت الذي لم يكن يعرف فيه "جولدمان" تهجئة الكلمة – عندما كان مصرفا استثماريًا ودارا للوساطة المالية مع بعض المراجحة والتداول لحساب البنك إلى جانب عمله الرئيسي".
نمت الأعمال التجارية بسرعة، وعندما تولى بلانكفين منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، كانت تمثل أكثر من نصف عائدات الشركة وأرباحها.
لكن بلانكفين لم يكن متداولا متهورا. فقد أمضى حياته المهنية أولا موظف مبيعات ثم مديرا للمخاطر. وكما يتذكر أحد كبار الشركاء في "جولدمان"، "كان يتكئ على الحكمة التقليدية، سواء داخل الشركة أو على نطاق أوسع. خلال الأعوام 2005-2006-2007، عندما كانت الأرقام رائعة وكان كثير من الشعور بأن (الأمر مختلف هذه المرة) يحوم في الأنحاء، كان لويد ينهض ويقول (هناك كثير من الوقت ليكون لدينا أسوأ عام على الإطلاق)".
وخلال الأزمة نفسها، يتذكره زملاؤه باعتباره شخصا هادئا باستمرار، محافظا على حس الفكاهة طوال الوقت.
يقول هانك بولسون، الذي سبق بلانكفين في منصب الرئيس التنفيذي لـ "جولدمان"، قبل أن يتنحى ليصبح وزيرا للخزانة "قاد لويد بنجاح "جولدمان ساكس" خلال عاصفة مالية تأتي مرة واحدة كل 75 عامًا ومعها تبعاتها المريرة، وأعاد وضع الشركة في عالم اليوم".
ويضيف "عقله القوي وروح الدعابة لديه جعلا منه متحدثًا فعالا باسم صناعته وشركته".
في النهاية، ربما كانت الإدارة الحذرة لدى "جولدمان" لمخاطر ميزانيته العمومية هي التي عجلت بنوع من الأزمة الثانية – أزمة السمعة وليس الملاءة المالية، وركزت بشكل شبه حصري على "جولدمان"، بدلاً من التركيز على الصناعة ككل.
أصبح المصرف في وول ستريت رمزًا لخداع الناس من وراء ظهروهم: قلل مراكزه في سوق الإسكان المتداعية حتى بعد أن استمر في ضمان صفقات تأمين الأوراق المالية المعقدة المضمونة بالقروض العقارية. واستدعي بلانكفين إلى مجلس الشيوخ بسبب ادعاءات بأن المصرف "راهن على المكشوف ضد القروض العقارية لضعاف الملاءة" وهوجم في الصحافة.
في الأزمة الثانية، الهدوء في الأسلوب وخفة الروح اللذان أفادا بلانكفين بشكل جيد في البداية، أصبحا عبئا. لكن، بشكل ملحوظ، نجا بلانكفين من الأذى الذي لحق بسمعة المصرف والتحقيقات والغرامات التي أعقبته.
يتذكر شريك، قائلا "كان من الواضح أن هناك بعض التذبذب في عام 2010، في أعقاب تحقيق وزارة العدل وغرامة "550 مليون دولار من لجنة الأوراق المالية والبورصات". على الأرجح كان هناك احتمال في حدود 5 أو 10 في المائة أن يستبدل به مايك إيفانز نائب رئيس مجلس الإدارة". لكنه نجا من ذلك، مرة أخرى، بسبب رباطة جأشه وقدرته على إبقاء الأمور في نصابها.
المهمة لم تصبح أسهل في السنوات التي تلت. لم تتقدم إيرادات "جولدمان" بين عامي 2012 و2015، وبدأت في الانخفاض في عام 2016.
خطوط الأعمال التي خدمت المصرف جيداً من الناحية التاريخية لم تكن مناسبة تماماً لعالم ضاعفت الأجهزة المنظمة فيه المتطلبات الرأسمالية للمصارف، وكانت ضد معظم أشكال التداول التي تمارسها المصارف لحسابها الخاص.
يقول مصرفي منافس في مصرف استثماري آخر "حتى عام 2012، وضع لويد "جولدمان ساكس" فائزا كبيرا من الأزمة. لكنه فشل بعد ذلك في إدراك التغيرات طويلة الأمد في الأسواق. كان إرثه سيكون أقوى لو أنه خرج في عام 2016 (...) قبل التراجع في قسم الدخل الثابت".
ومع أن مصرف جولدمان، وبلانكفين، ربما يكونان قد تأخرا في التغيير، إلا أن المصرف لديه طموحات لا يستهان بها في قطاع التجزئة والخدمات المصرفية الاستهلاكية القائمة على التكنولوجيا. فهو يستهدف إضافة خمسة مليارات دولار من الإيرادات الجديدة بحلول عام 2020، ملياران منها يأتيان من الإقراض.
مصرف التجزئة أحدث تغيرات واسعة في الوضع القائم من خلال كونه افتراضيا بالكامل – ومن خلال دفع أسعار فائدة مرتفعة على ودائع العملاء. يعتمد إرث بلانكفين، إلى جانب ضمان بقاء "جولدمان" على قيد الحياة، على هذه المناورات الجديدة لتحقيق النمو.
إذا حققت آثارها، فقد يتم تذكر بلانكفين على أنه آخر زعيم في "جولدمان" حكم وول ستريت وأول زعيم لمصرف رصين مقدم للخدمات المالية.

السيرة الذاتية:
ولد في نيويورك عام 1954.
حاصل على بكالوريوس في التاريخ من جامعة هارفارد، 1975، وشهادة من كلية الحقوق في جامعة هارفارد، 1978.
1982 – التحق بمصرف جولدمان ساكس من خلال استحواذ المصرف على “جيه آرون”، وهي شركة للتداول في السلع.
1988 – 1994 شريك.
1994 – 1997 الرئيس المشارك لقسم العملات والسلع.
1997 – 2000 الرئيس المشارك لقسم الدخل الثابت.
2002 – 2004 نائب رئيس مجلس الإدارة لقسم الدخل الثابت.
2004 – 2006 الرئيس وكبير الإداريين التشغيليين.
2006 – حتى الآن، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي.
الهوايات – القراءة والتاريخ والسباحة والركض.

الأكثر قراءة