«الصداع النصفي» .. يتسبب في غياب الموظفين 25 مليون يوم في السنة

«الصداع النصفي» .. يتسبب في غياب الموظفين 25 مليون يوم في السنة

يصيب داء الصداع النصفي أو "الشقيقة" واحدة من بين كل خمس سيدات، ويحتل المرتبة الثانية بين الأمراض التي تعوق المريض عن ممارسة حياته الطبيعية، قياسا إلى عدد السنوات المعدلة حسب العجز والإعاقة. ورغم ذلك، فإن هذا المرض لم يستوفِ حقه من البحث والدراسة، وبعض الإخصائيين لا يعترفون بأنه مرض عصبي حقيقي. ويصنف مرض الشقيقة - عادة - ضمن أنواع "الصداع"، لكن الصداع المعتاد يمكن السيطرة عليه بقرص أو قرصين من مسكن يحوي باراسيتامول، في حين أن "الشقيقة" ألم عنيف يمزق الرأس، وأحيانا يكون من الشدة بحيث يوهن المريض ويعيقه عن ممارسة أنشطته المعتادة.
ولم يتوصل الأطباء بعد إلى سبب واضح لـ"الشقيقة"، فقد يكون مرده تغير الهرمونات، أو نشاطا غير طبيعي للدماغ، وبالتالي لا يوجد بعد علاج للقضاء عليه أو الحد من نوبات الصداع النصفي على المدى الطويل. ليس من المستغرب إذن أن تنتهي دراسة شملت 195 دولة عن العبء العالمي للأمراض، إلى أن نوبات الصداع النصفي تحتل المرتبة الثانية بين الأمراض التي تعيق المرضى عن ممارسة أنشطتهم اليومية المعتادة قياسا إلى عدد السنوات المعدلة حسب الإعاقة أو العجز.
وتلقي نوبات الصداع النصفي بظلالها القاتمة على الاقتصاد أيضا، فقد قدرت دراسة بحسب "بي بي سي" إجمالي عدد الأيام التي يغيبها الموظفون في المملكة المتحدة بسبب الصداع النصفي بنحو 25 مليون يوم في السنة. غير أن الصداع النصفي، رغم ما يسببه من عبء اقتصادي وصحي ثقيل، لا يزال واحدا من أقل الأمراض التي تمول علاجاتها في العالم. ويعد هذا الاضطراب أيضا أكثر انتشارا بين النساء؛ إذ يصيب واحدة من بين كل خمس سيدات، بينما يصيب واحدا من بين كل 15 رجلا.
وفي نيسان (أبريل) 2018، أجرت جامعة في أريزونا دراسة على فئران نصفهم من الذكور والنصف الآخر من الإناث، وتوصلت إلى أن انتشار الصداع النصفي بين النساء قد يكون سببه ارتفاع مستويات الإستروجين، وانخفاض نسب نواقل أيونات "شوارد" الصوديوم والبروتونات NHE1، التي تنظم نقل البروتونات وأيونات الصوديوم عبر أغشية الخلايا.
وإذا انخفضت مستويات هذه النواقل، فستزيد إشارات الألم التي يرسلها الجسم إلى الدماغ.
وتقول إميلي جالوواي، إحدى الباحثات في الدراسة: "استنادا إلى نتائج الدراسة، نرى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي؛ بسبب زيادة اضطرابات الهرمونات الأنثوية، وهذه التغيرات تؤثر في نواقل أيونات الصوديوم والبروتونات".

الأكثر قراءة