تغطية إنتاج فنزويلا الخيار الأقوى لوزراء «أوبك+» في اجتماع فيينا

 تغطية إنتاج فنزويلا الخيار الأقوى لوزراء «أوبك+» في اجتماع فيينا

أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن اجتماع الجمعة المقبل في فيينا سيضع نصب عينيه إضفاء الطابع المؤسسي على تعاون المنتجين وتوسيع هذا التعاون أكثر وأكثر من أجل تحقيق استقرار السوق المستدام على المدى القصير.
وقال تقرير للمنظمة الدولية نقلا عن الأمين العام محمد باركيندو إن "أوبك" وشركاءها من خارج المنظمة، سيواصلون العمل معا من أجل المساهمة في استقرار وتوازن سوق النفط العالمية وتحقيق أقصى استفادة لجميع أصحاب المصلحة الرئيسيين بمن في ذلك المستهلكون، وكذلك تمهيد الطريق من أجل مزيد من النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار للصناعة في المستقبل للأجيال الحالية والمقبلة.
من جانبه، توقع تقرير "أويل برايس" الدولي ثلاثة سيناريوهات للاجتماع الوزاري الموسع لدول "أوبك" وخارجها، الذي ينطلق في فيينا يوم الجمعة المقبل، وسيقرر زيادة الإنتاج.
وقال التقرير الدولي إن السيناريو الأول يتمثل في الموافقة على زيادات إنتاجية بنحو 500 ألف إلى 800 ألف برميل يوميا، بينما تدفع روسيا نحو زيادة على نحو أكبر قد يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا، وهو ما يعادل كامل التخفيضات التي أقرها الإعلان المشترك للمنتجين في عام 2016.
وأوضح التقرير أنه إذا توافق المنتجون على زيادة بنحو ما بين 500 ألف و 800 ألف برميل يوميا فسيتمكنون من تعويض معظم الانخفاضات في إنتاج فنزويلا خلال العام الماضي، ولكن لن تؤدي هذه الزيادة بأي حال من الأحوال إلى إغراق السوق خاصةً مع التخلص بالفعل من المخزونات الفائضة، مشيرا إلى أن هذا المستوى من الزيادة قد يوافق التوقعات، ولكن النتيجة يمكن أن تؤدي إلى عدم حدوث تغيير كبير في أسعار النفط.
وأشار التقرير إلى أن السيناريو الثاني يتمثل في توافق السعودية وروسيا على زيادة أكثر حدة بمقدار أكبر من مليون برميل يوميا، خاصة أن عديدا من محللي النفط يتفقون على أن هناك حاجة إلى مزيد من الإنتاج نظرا لانقطاع الإنتاج في فنزويلا وربما من إيران، إضافة إلى نمو قوي في الطلب. 
ولفت التقرير إلى أنه في حالة إقرار زيادة كبيرة نسبيا تعتزم السعودية أن تنفذ الزيادة على مرحلتين لتجنيب السوق التعرض لهزات قوية، وقد تتطلب مثل هذه الخطة الدعوة لعقد اجتماع استثنائي في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل.
وقال التقرير إن السيناريو الثالث الذي يعد الأضعف، وهو صعوبة التوافق بين المنتجين وبقاء السعودية وروسيا في جانب واحد ويقومون بزيادة متواضعة فقط في ظل تحفز من عدد كبير من المنتجين في "أوبك" ضد أي زيادة في الإنتاج، نتيجة أن كثيرا من البلدان ليس لديها القدرة على زيادة الإنتاج في غضون مهلة قصيرة. 
وذكر التقرير أن الإنتاج الفنزويلي بدأ في دوامة الموت منذ الأشهر الستة الماضية، مبينا أنه لا يمكن لإيران تحت العقوبات الأمريكية أن ترفع الصادرات، حيث إنها تكافح من أجل منع الصادرات من التهاوي إلى جانب أنجولا والمكسيك اللتين تعانيان انخفاض الحقول.
وأشار إلى أن الدول القادرة على زيادة الإنتاج هي فقط السعودية وروسيا والكويت والإمارات والعراق، إلا أن العراق أعرب عن معارضته لزيادة الإنتاج.
وفي سياق متصل، توقع مختصون ومحللون نفطيون ميل أسعار النفط الخام إلى مواصلة الانخفاض على أثر إعلان ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي أن مجموعة المنتجين في "أوبك" وخارجها يدرسون خيار زيادة الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يوميا في الربع الثالث.
وقال المختصون إن خام برنت الذي خسر نحو 4 في المائة في نهاية الأسبوع الماضي، قد يواصل مسيرة الانخفاضات، وذلك قبل أيام قليلة من الاجتماع الوزاري المرتقب لدول "أوبك" وخارجها في فيينا يوم الجمعة المقبل، الذي سيتخذ فيه القرار النهائي بشأن زيادة الإنتاج لتعويض الانكماشات الحالية في مستويات العرض بسبب أزمتي فنزويلا وإيران.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، دان بوسكا كبير المحللين في بنك "يوني كريديت"، إن المؤشرات الصادرة عن السعودية وروسيا قبل أيام من الاجتماع الوزاري المرتقب تعد قوية للغاية، خاصة تأكيد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، أن إقرار الزيادة بات حتميا في الاجتماع المقبل كما فاجأ ألكسندر نوفاك الأسواق بالإعلان عن دراسة زيادة محتملة بنحو 1.5 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من العام الجاري.
وأشار إلى أن دولا ستقاوم اقتراح الزيادة، ولكن من الصعب عليها الصمود في وجه التوافق الواسع بين المنتجين الكبيرين السعودية وروسيا، خاصة أنهما شددا على استمرار الشراكة والتعاون المشترك لضبط السوق على المدى الطويل.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية"، ديفيد ليديسما المحلل بشركة "ساوث كورت" لاستشارات الطاقة، أنه إذا جاءت الزيادة بالقدر الذي أعلنت عنه روسيا وهو الاحتمال الأقوى سيؤدي ذلك إلى تراجع الأسعار نتيجة تبديد المخاوف في السوق بشأن العرض، خاصة أن الزيادة تقترب من تعويض الخفض الذي تم التوافق عليه في الإعلان المشترك وهي 1.8 مليون برميل يوميا، وهو ما يمهد لزيادات لاحقة للمنتجين تواكب نمو الطلب وتعوض الانخفاضات الكبيرة غير الطوعية نتيجة المخاطر الجيوسياسية.
وقال إن "أوبك" من خلال خطوة زيادة الإنتاج المرتقبة تكون قد خطت خطوة ناجحة على الطريق من أجل بقاء الأسعار في مستويات متوسطة وملائمة خاصة للمستهلكين.
وأشار إلى أن الهند والصين وهما أكبر مشتريين للنفط الخام بدأوا بالفعل التوسع في تنويع الواردات النفطية بزيادة الاعتماد على النفط الأمريكي للاستفادة من أسعاره المنخفضة، متوقعا أن تهبط الأسعار ليضيق الفارق بين خام برنت والخام الأمريكي وتحتفظ "أوبك" بتفوقها في أسواقها الآسيوية المفضلة.
بدورها، قالت لـ"الاقتصادية"، نينا أنيجبونجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الدولي، إن روسيا رفعت سقف طموحات السوق عندما تحدثت عن دراسة زيادة الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يوميا بعدما كان الحديث في السوق قبل أيام عن زيادات ما بين 500 ألف إلى مليون برميل يوميا، لافتة إلى أن الزيادة المتوقع إقرارها يوم الجمعة المقبل سيكون لها تأثير قوى دون شك على خفض أسعار النفط.
وبينت أن تهاوي الإنتاج الفنزويلي والعقوبات الأمريكية على إيران ستخرج كثيرا من البراميل من السوق، حيث تفاقمت الأزمة مع توقف اثنين من أكبر موانئ النفط في ليبيا بسبب اشتباكات مسلحة، وهو ما زاد حجم الضغوط على المعروض النفطي وهو ما قد يبرر بدوره إعلان روسيا عن دراسة زيادة محتملة أكبر من المتوقع سابقا.
وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، هبطت أسعار النفط بأكثر من دولارين يوم الجمعة بعد أن أشار اثنان من أكبر منتجي الخام في العالم إلى أنهما قد يزيدان الإنتاج في اجتماع "أوبك" الأسبوع المقبل، بينما تتعرض الصادرات الأمريكية لتهديد من رسوم جمركية صينية على النفط الخام والمنتجات المكررة.
والمستثمرون في النفط متوترون قبل اجتماع "أوبك" القادم في فيينا وزادت السعودية وروسيا بالفعل إنتاجهما من الخام بشكل طفيف، وأشارتا إلى أنهما مستعدتان لزيادة الإنتاج في ذلك الاجتماع.
وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق جلسة التداول منخفضة 2.50 دولار، أو 3.29 في المائة، لتبلغ عند التسوية 73.44 دولار للبرميل.
وتراجعت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.83 دولار، أو 2.74 في المائة، لتسجل عند التسوية 65.06 دولار للبرميل. وفي التعاملات اللاحقة على التسوية واصل الخام الأمريكي التراجع ليهبط 2.25 دولار، أو 3.4 في المائة، إلى 64.64 دولار للبرميل.
وأنهى برنت الأسبوع على خسائر تزيد على 4 في المائة بينما تراجع الخام الأمريكي 1.7 في المائة.
وبعد انتهاء جلسة التداول الرسمية في سوق النفط، أعلنت الصين فرض رسوم جمركية انتقامية على منتجات أمريكية بقيمة 50 مليار دولار، ردا على سلسلة رسوم أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في وقت سابق يوم الجمعة الماضي.
وفوجئ بعض المستثمرين بأن قائمة المنتجات الأمريكية المستهدفة التي أعلنتها الصين تشمل النفط الخام ومنتجات أخرى للطاقة ستطبق عليها الرسوم الجمركية في موعد لاحق.
وعلى مدار الأشهر الستة الماضية، صدرت الولايات المتحدة في المتوسط 363 ألف برميل يوميا من النفط الخام إلى الصين، وهي إلى جانب كندا، أكبر مشتر للخام الأمريكي.
في المقابل، ارتفع عدد الحفارات النفطية النشطة في الولايات المتحدة لرابع أسبوع على التوالي، على الرغم من هبوط بنسبة 9 في المائة في أسعار الخام على مدار الأسابيع الأربعة الماضية.
ورغم هذا الانخفاض فإن المنتجين ما زالوا يتوقعون أن أسعار نفطهم في 2018 ستكون أعلى مما كانت في 2017.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة ‬يوم الجمعة الماضي، في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن إجمالي عدد الحفارات النفطية النشطة في أمريكا ارتفع بمقدار حفار واحد في الأسبوع المنتهي في الـ 15 من حزيران (يونيو) ليصل إلى 863 وهو أعلى مستوى منذ آذار (مارس) 2015.‬‬‬
وهذه هي الزيادة الأسبوعية العاشرة في عدد الحفارات النفطية في أمريكا في الـ 11 أسبوعا الماضية.
وإجمالي عدد الحفارات النفطية، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، مرتفع كثيرا عن مستواه قبل عام عندما بلغ 747 حفارا مع قيام شركات الطاقة بزيادة الإنتاج للاستفادة من زيادة في الأسعار.

الأكثر قراءة