Author

في دارة الطيب

|
أراد الزميل منذر الطيب أن أكون ضيفا على لقاء شهري يجمع عددا من المهتمين بالإعلام والتواصل المؤسسي، في ليلة رمضانية. لم يكن عندي أي عذر أسوقه له. فاعتبرتها فرصة سانحة للقاء بالزملاء والأصدقاء. كان الحديث عن دور الصحافة في عصر الاتصال المؤسسي. التواصل المؤسسي الحكومي شهد نقلات حقيقية في السنوات الثلاث الماضية. وكان لا بد من الكلام عن مستقبل الصحافة والتحديات التي تواجه المحتوى الورقي، والأدوار المتوخاة من الصحافة الإلكترونية وتوسيع الاستثمار فيها. وقد استحضرنا خلال اللقاء كتابات إعلاميين في مقدمتهم خالد المالك رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" عن سبل إنقاذ المؤسسات الصحافية بعد انحسار الإعلان وانصراف الجيل الجديد صوب منصات التواصل الاجتماعي باعتبارها جسرا لمحتوى صحافة الديجيتال. كانت صحيفة "الشرق الأوسط" من أوائل الصحف التي أطلقت موقعا إلكترونيا لافتا، وقد قررت الصحيفة حينها أن يكون تصفح الموقع برسوم اشتراك. لكن هذه الفكرة بدت آنذاك سابقة لأوانها. وأظن أن الصحيفة لو استمرت في هذا المسار لكانت قد مهدت وشجعت الصحف الأخرى على هذا الأمر. لقد تأسس المزاج العام للقارئ الإلكتروني المحلي والعربي على الحصول على المعلومة في الصحافة العربية مجانا. وهذا الأمر عززه المردود الإعلاني في المحتوى الورقي، وكان الإعلان الإلكتروني يقدم مردودا محدودا في ظل مزاحمة المواقع العالمية مثل "جوجل" و"يوتيوب" و"تويتر"... إلخ. لقد كان موقع صحيفة الرياض من المواقع المتميزة في صحافتنا المحلية، وجاء موقع صحيفة "الاقتصادية" الإلكتروني ليضع بصمة مهمة في الصحافة المتخصصة. ورغم ظهور مئات الصحف الإلكترونية المستقلة، التي لا تعترف بحقوق الملكية الفكرية للصحافة التقليدية، لكن القارئ لا يكاد يحصي سوى مجموعة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة من الصحف المميزة. من المهم التنويه بتجربة صحف "مال وأرقام وسبق" وهذه مجرد أمثلة. هذا بعض ما تداولناه في تلك الليلة الماتعة فيما يخص الصحافة.
إنشرها