المستثمرون يتزاحمون نحو الملاذات الآمنة التقليدية رغم ارتفاع أسعارها

اتجه كثير من المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، حيث زاد حجم الطلب على الاستثمار في المعادن الثمينة وبجانبها العملات بدافع المحافظة على ثرواتهم ومواجهة الظروف الاقتصادية العابرة للحفاظ على ثرواتهم، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها وعلى رأسها الذهب.
وقال لـ"الاقتصادية" عبدالمنعم عداس المحلل الاقتصادي، إن الطلب على الاستثمار في الملاذات الآمنة التقليدية سجل ارتفاعا عالميا، حيث بلغ ذروته بفعل آلية العرض والطلب، مضيفا أنه حين ترتفع المخاوف يتزاحم المستثمرون للحصول على الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب.
وأضاف، أن الملاذات الآمنة من المعادن الثمينة خصوصا الذهب والعملات كالدولار الأمريكي والين الياباني والفرنك السويسري التي تعد الأكثر طلبا من بين العملات كافة، إضافة إلى اليورو والجنيه الاسترليني، وهناك السندات خاصة الحكومية التي تتمتع بالثقة لدى المتعاملين، باعتبار أن الحكومات تدفع قيمة السند في وقته المحدد.
من جانبه، قال محمد جمال المحلل الاقتصادي، إن الملاذات الآمنة التقليدية تتمثل في المعادن الثمينة خاصة الذهب باعتبار أن قيمتها حقيقية وتتزايد تدريجيا مع ارتفاع التضخم، وقدرتها على الاحتفاظ بقيمتها ومقاومتها لعوامل التغيير، كما تتميز بالارتباط العكسي مع الدولار الأمريكي، فبارتفاع قيمة أحدهما تخفض قيمة الآخر.
وبين أن الأفراد يعدون الذهب ملاذا آمنا لحفظ ثرواتهم في أوقات الأزمات المالية والاقتصادية، ويتخوف الأفراد من العملات التي عادة ما تتأثر بالأزمات المختلفة على عكس الذهب الذي لا يمكن التحكم فيه، ويتأثر بالعرض والطلب، مضيفا أنه في أوقات الأزمات الجيوسياسية ترتفع قوة وسعر الذهب مقارنة بالعملات والسلع الأخرى بسبب ارتفاع الطلب عليه، والذهب على عكس العملات الورقية لا يفقد قيمته، وإن تراجع سعره فإنه يعود مرة أخرى إلى الارتفاع.
بدوره، قال حسام الغامدي المحلل المالي، إن هناك عددا من العوامل تؤثر بشكل مباشر في الملاذات الآمنة ومنها أسعار النفط، وكذلك أسعار الفائدة، والعوامل الجيوسياسية، والحروب، وكذلك قيمة الرسوم الجمركية، وحجم إنتاج المعادن الذي يتفاوت بين فترة وأخرى، وكذلك أسعار الفائدة في المصارف، حيث إن انخفاضها يرفع الإقبال على الاستثمار في الأصول.
وأشار إلى أن عديدا من العملات الرئيسة، تعد ملاذا آمنا فالعملات بحاجة إلى سيولة قوية، وميزانية قوية وأصول، وفائض في الحساب الجاري، ووجود حساب جار دون سيولة لا يجعل العملة آمنة.