محطة براكة .. أول مشروع نووي في الإمارات

تعد الطاقة النووية خيارا استراتيجيا لدولة الإمارات العربية في ظل تركيز العالم على التحرك نحو الطاقة النظيفة والمتجددة. وفي نيسان (أبريل) 2008 أعلنت حكومة الإمارات العربية اهتمامها بتقييم إدخال الطاقة النووية كمصدر إضافي لتلبية متطلبات الطاقة المتزايدة في البلاد. وتعد محطة براكة للطاقة النووية، أول محطة للطاقة النووية في الإمارات العربية. وقد بدأ بناؤها في عام 2012 ومن المقرر أن تبدأ مفاعلات المحطة النووية الأربعة من طراز APR-1400 في العمل تباعا بين عامي 2018 و2020.
وقد فاز تحالف كوري جنوبي بعقد تبلغ قيمته 20 مليار دولار "12.5 مليار جنيه استرليني" لبناء أربع محطات للطاقة النووية في دولة الإمارات العربية.
وتسعى الإمارات العربية إلى تشغيل محطات تعمل بالطاقة النووية لتلبية الطلب على الكهرباء. حيث يتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء من 15 جيجاواط إلى أكثر من 40 جيجاواط في عام 2020.
وفي كانون الأول (ديسمبر) 2009 وقعت الولايات المتحدة والإمارات اتفاقية للتعاون النووي السلمي. كما وقعت الإمارات العربية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية NPT إلى جانب البروتوكول الإضافي.
ووفقا لتقارير مختلفة، فقد أعلنت الإمارات أنها ستقوم "بالتأكيد" بتشغيل أول مفاعلات المحطة النووية الأربع في عام 2018. ويتصور أن يتم ربط المفاعلات بالشبكة المحلية وبشبكة دول مجلس التعاون الخليجي كذلك. ويقع المفاعل الأول ــ المكتمل بنسبة 96 في المائة ــ في محطة البراكة في منطقة الظفرة، التي تعد أكبر مشروع نووي منفرد في العالم. وتبلغ القدرة الإنتاجية الإجمالية للمفاعلات الأربعة 5600 ميجاواط من الكهرباء.
وستسهم هذه المحطة في تحقيق الهدف الإجمالي لدولة الإمارات العربية بإنتاج 50 في المائة من الكهرباء من الطاقة الشمسية والنووية بحلول2050. وقد اكتمل المفاعل الأول بنسبة 96 في المائة، بينما اكتمل المفاعل الثاني بنسبة 86 في المائة، واكتمل المفاعل الثالث بنسبة 76 في المائة، واكتمل المفاعل الرابع بنسبة 54 في المائة. وشاركت نحو 1400 شركة في المشروع النووي بمساهمات بلغت نحو ثلاثة مليارات دولار. وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 20 مليار دولار "73.4 مليار درهم".
ومن الأهمية بمكان أيضا إدراك دور الطاقة النووية عندما يتعلق الأمر بالمساهمة في التنمية المستدامة والطاقة النظيفة ورفاهية الأجيال القادمة. إن دور الطاقة النووية اليوم مهم، حيث توفر ما يقرب من 11 في المائة من الكهرباء في العالم، وهناك ما يقرب من 449 مفاعلا حول العالم، وتخطط أكثر من 30 دولة لتوسيع برامجها النووية.
واكتمل تقريبا بناء أول محطة للطاقة النووية في البراكة وفقا لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية ENEC. وبفضل "رؤية 2050"، أصبحت الإمارات العربية أول دولة في المنطقة، وربما أول دولة في العالم لديها استراتيجية طاقة نظيفة مخططة بوضوح للمستقبل. وتعتزم الإمارات العربية تنقيح استراتيجيتها النووية كل خمس سنوات. ونستطيع القول، إن الإمارات العربية بالفعل قد سجلت علامة فارقة في طموحها الخاص بالطاقة النظيفة، والمتمثل في توليد 50 في المائة من احتياجاتها من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2050.
واكتمل الآن البناء الذي بدأ في عام 2012 بأكثر من 84 في المائة في جميع الوحدات الأربع. وبمجرد بدء تشغيل المفاعلات الأربعة في عام 2020 ستوفر المحطة ما يصل إلى ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء، وتجنب ما يصل إلى 21 مليون طن من انبعاثات الكربون سنويا.
ووفقا للتقارير، سيتم الحصول على الوقود النووي اللازم للمفاعلات من شركات في كوريا الجنوبية وكذلك في روسيا وفرنسا والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، لكن التصنيع سيتم في كوريا.
وفي عام 2011، ذكرت وكالة بلومبيرج أنه في أعقاب اتفاقيات مالية تفصيلية حددت تكلفة البناء بمبلغ 30 مليار دولار: عشرة مليارات دولار رأسمال، وعشرة مليارات دولار ديون لوكالات ائتمان صادرات، وعشرة مليارات دولار ديون مصرفية وسندات سيادية. ويشير تقرير لاحق صادر عن بلومبيرج إلى أن التكلفة تبلغ 25 مليار دولار.
وتدرس دولة الإمارات سيناريوهات مختلفة للتعامل مع النفايات النووية المتولدة من المحطة. يتمثل أحد هذه السيناريوهات في تطوير مواقع تخزين خاصة في الإمارات، وهناك سيناريو آخر هو إرسال النفايات إلى الخارج لإعادة معالجتها مع إعادة كميات محدودة إلى دولة الإمارات العربية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي