رغم الخلافات التجارية .. إنتاج الصلب العالمي يزيد 4 % في مارس

رغم الخلافات التجارية .. إنتاج الصلب العالمي يزيد 4 % في مارس

على وقع خلافات تجارية حادة تصل إلى مستوى الحرب التجارية بشأن تأثير تعريفات على الصلب والألمنيوم على القطاع العالمي، أظهرت بيانات رابطة الصلب العالمية أمس أن إنتاج الصلب الخام العالمي زاد 4 في المائة إلى 148 مليون طن في آذار (مارس) مقارنة بالفترة ذاتها قبل عام.
وبحسب "رويترز"، ارتفع إنتاج الصلب الخام في الصين، أكبر منتج ومستهلك عالمي للمعدن، إلى 74 مليون طن بزيادة 4.5 في المائة على أساس سنوي.
ويسعى الاتحاد الأوروبي للانضمام للمشاورات التي طلبتها الصين والولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة أخيرا على منتجات الصلب والألومنيوم، حسبما أفادت منظمة التجارة العالمية.
وأخبر الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة والصين وهيئة تسوية النزاعات في منظمة التجارة العالمية رغبته في الانضمام للمشاورات، حيث إن لديه مصالح تجارية مهمة متعلقة بهذا الأمر.
ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم 8 آذار (مارس) قرارات لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على الصلب المستورد ونسبة 10 في المائة على الألومنيوم المستورد، على الرغم من معارضة المجموعات التجارية وشركاء التجارة في العالم.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه على الرغم من أن الاتحاد معفي من الرسوم الجمركية بشكل مؤقت "فإنه إذا لم يستمر هذا الاستثناء، سوف تتضرر صادرات الاتحاد الأوروبي بشكل كبير بسبب الإجراءات الأمريكية".
وفي عام 2017، بلغت قيمة الصادرات من الاتحاد الذي يضم 28 دولة إلى الولايات المتحدة 5.99 مليار دولار من منتجات الصلب، و1.25 مليار دولار من منتجات الألومنيوم، ما جعله أكبر مصدر للصلب إلى الولايات المتحدة وخامس مصدر للألومنيوم.
وتوقع بيتر ألتماير وزير الاقتصاد الألماني أن يتوصل الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل لموقف مشترك بشأن سبل التعامل المستقبلي في النزاع التجاري مع الولايات المتحدة.
وقال ألتماير في برلين: "نحن نتصرف بشكل سليم لتجنب أي تصعيد"، موضحا أن الاتحاد الأوروبي حاليا بصدد تنسيق موقفه، "ولدينا مسؤولية تحتم علينا تجنب تنافس غير منضبط حول الجمارك".
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى التوصل لموقف مشترك في المفاوضات مع الولايات المتحدة، وأشار ألتماير إلى أن هناك في فرنسا "جدلا متباينا" بشأن عروض التفاوض التي ينبغي تقديمها للولايات المتحدة.
واستثنت الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي على نحو مؤقت من قيود جمركية على واردات الصلب والألومنيوم حتى أول أيار (مايو) المقبل، ومن المقرر أن تلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب غدا الجمعة في واشنطن، ومن المنتظر أن تدور المحادثات حول تجنب تصعيد النزاع التجاري.
ويرى ألتماير أنه من المهم أن يكون هناك إعفاء دائم من القيود الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألومنيوم، مؤكدا أن حكومته تعارض الحمائية، معتبرا أن منظمة التجارة العالمية صارت اليوم أهم من ذي قبل، في الوقت الذي ما زال يكرر فيه ترمب انتقاده بشكل دوري لمنظمة التجارة العالمية.
إلى ذلك، واصل معدن الألمنيوم هبوطه أمس لليوم الخامس على التوالي، مع تراجع المخاوف بشأن العقوبات الأمريكية على أحد أكبر منتجي المعدن في العالم.
وهبط سعر العقود الآجلة لمعدن الألمنيوم بنحو 3.6 في المائة إلى 2212.04 دولار للطن، وبلغت خسائر معدن الألمنيوم على مدار يومين حتى الثلاثاء 10 في المائة مسجلا بذلك أكبر خسائر منذ عام 1988. وقررت الحكومة الأمريكية بداية الشهر الجاري تطبيق عقوبات على رجال أعمال روس من ضمنهم رئيس شركة "روسال" الروسية لإنتاج الألمونيوم، واستفاد المعدن بعد إعلان العقوبات وحقق مكاسب في الأسابيع الماضي.
وكان وزير الخزانة الأمريكية قد صرح خلال الأسبوع الجاري بأن الحكومة الأمريكية لا تستهدف من العقوبات المقررة على شركة "روسال" الروسية العمال الكادحين الذين يعتمدون على الشركة، مشيرا إلى أنه في حالة بيع أوليجارش أوليج رئيس "روسال" للشركة فإن ذلك قد يوفر إعفاء من العقوبات.
وتوقع سيفن ريتشارد براندتسايج الرئيس التنفيذي لشركة "نورسك هايدرو" النرويجية للألومنيوم نمو الطلب العالمي على المعدن بمعدل يراوح بين 4 و5 في المائة خلال العام الجاري.

الأكثر قراءة