FINANCIAL TIMES

عثرة نجاح زوكربيرج و«فيسبوك» مزدوجة .. باهظة التكلفة

عثرة نجاح زوكربيرج و«فيسبوك» مزدوجة .. باهظة التكلفة

عثرة نجاح زوكربيرج و«فيسبوك» مزدوجة .. باهظة التكلفة

دائما ما كان مارك زوكربيرج يظهر إحساسا حادا بمصيره. لقد قال في عام 2012 مع الاكتتاب العام الأولي لشركة فيسبوك: "نعتقد أن القادة سيظهرون في كل البلدان من المؤيدين لشبكة الإنترنت، ويحاربون من أجل حقوق شعوبهم" في التواصل.
ستشتمل هذه الحقوق على "الحق في مشاركة ما يريدون، والحق في الوصول إلى كل المعلومات التي يريد الناس مشاركتها معهم".
لقد كان ذلك ضمن التنبؤ بأن الحكومات المستنيرة المدعومة من قبل فئات سكانية مسلحة بأدوات شبكات التواصل الاجتماعي من شركته، ستحظى بمستقبل متصل بالإنترنت، ومن شأن فيسبوك أن تلعب فيه دورا رئيسيا.
كان ذلك مجرد نوع من أنواع الخيال الذي يعبر عما يدور في داخله هو، والذي ينغمس فيه شاب يبلغ من العمر 27 عاما يعتزم إجراء اكتتاب عام أولي بقيمة 100 مليار دولار. خلال هذا الأسبوع، وبعد أن أصبح زوكربيرج أكثر نضجا - يبلغ من العمر 33 عاما الآن، ومتزوج ولديه طفلان وعاد للتو من "جولة استماع" شملت 30 ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية - واجه 98 ممثلا منتخبا من الشعب الأمريكي في واشنطن العاصمة. إلا أنهم لم يكونوا الجيش الصديق لشركة فيسبوك الذي كان يحلم به. بدلا من الوقوف للدفاع عن حق المشاركة، كان يبدو عليهم أن ما يحركهم هو الشعور بالخوف: من أن هذه الشركة التي أنشأها زوكربيرج ربما أصبحت تشكل تهديدا لخصوصية 2.1 مليار شخص من مستخدميها وربما للديمقراطية في حد ذاتها.
اصطدم زوكربيرج وجها لوجه بسلسلة من الأزمات الناجمة عن نجاح اختراعه الذي لا يمكن تخيله. وقد بدأ ذلك مع مقاومته للاعتراف بخطأ وباء الأخبار المزيفة الذي ضرب شبكة التواصل الاجتماعي خلال فترة الانتخابات في عام 2016، متبوعا بعدم رغبته في مواجهة دور شركة فيسبوك في التدخل الروسي.
والآن جاءت فضيحة شركة كامبردج أناليتيكا - وهي أزمة أخرى كان متباطئا فوق الحد في التصدي لها. وقد أثارت تساؤلات أساسية حول ما إذا كان بالإمكان الوثوق في موقع فيسبوك، فيما يتعلق ببيانات المستخدمين لديه.
في محاولة للتخفيف من اللسعة السياسية، عمل زوكربيرج، على الظهور على نحو متعمد بمظهر الاحترام الكبير لمن هم أمامه، مرتديا بدلة وربطة عنق تقليدية، ورضخ لعشر ساعات من الاستجواب العلني من قبل المشرعين في الكونجرس.
على أن مثوله بوجه شاحب أمام الكونجرس أخفق في حل مسألة ما إذا كان قد فعل ما يكفي لإنهاء الأمر والبدء من جديد - ليس بالنسبة لشركته فحسب، بل لمسار حياته الخاصة أيضا.
الثروة الضخمة الناجمة عن نجاح شركة فيسبوك أدت إلى إثارة شكوك بأن مثالية زوكربيرج غرقت في مستنقع المصلحة الذاتية.
في الواقع، لم يتمكن الشخص الذي لم يكمل دراسته الجامعية في هارفارد من الفصل بين الأمرين قط. في الوقت الذي أعلن فيه عن مهمته المتمثلة في "جعل العالم أكثر اتصالا"، أوضح منذ البداية أن الأرباح ستلعب دورا مهما: من حيث كونها إثباتا لمدى النجاح الذي أحرزته شركته في تحقيق هدفها الأعلى، وكحافز لتوسيع نطاق الرؤية لديه.
الهدف المزدوج المتمثل في تحسين العالم وتحقيق أكبر قدر ممكن من المال أدى إلى توليد "تناقض جوهري" منذ البداية، بحسب ما يقول ديفيد كيركباتريك، مؤلف كتاب: (مفعول فيسبوك): "كان المال كثيرا جدا حيث أدى حقا إلى تشويش الجميع في "فيسبوك"، فيما يتعلق بالمسؤوليات الواقعة على عاتقهم".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES