default Author

الوفيات .. وإحصائيات الأمراض المزمنة والمعدية

|

تختلف أنماط وحالات الإصابة بالأمراض الخطيرة ما بين البلدان الغنية والفقيرة، ولا تزال آخذة في التغير. ففي البلدان المنخفضة الدخل، تعزى أسباب الوفاة في أكثر من نصف وفيات السكان إلى الأمراض المعدية، وأوضاع تتعلق بالأمومة والأجنة، وأمراض التغذية. بينما في البلدان المتوسطة والمرتفعة الدخل تتسبب الأمراض غير المعدية في أكثر من ثلثي الوفيات. ولكن بفضل تحسن الرعاية الصحية والطب الموجه في البلدان الفقيرة، فقد بدأت حالات الإصابة بأمراض مثل: الملاريا والإيدز في الانخفاض، في حين أن عدد الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية والسكتة الدماغية آخذة في الزيادة.
يشمل هذا الهدف خفض نسبة الوفيات والمضاعفات الناجمة عن الأمراض غير المعدية والإصابات، على سبيل المثال عن طريق تقليل عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث الطرق حول العالم بمقدار النصف بحلول عام 2020.
فقد تسببت الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق في وفاة 27 شخصا من بين كل 100 ألف شخص في البلدان المنخفضة الدخل عام 2013، أي ثلاثة أضعاف الوفيات المماثلة في البلدان المرتفعة الدخل، وأعداد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق مرتفعة كذلك في البلدان المتوسطة الدخل.
ركزت الأهداف الإنمائية للألفية على تحسين الظروف الصحية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وشملت العمل على خفض نسبة وفيات الأمومة، ووفيات الأطفال، ودحر الأمراض المعدية، وتحسين الصحة الجنسية والتناسلية.
أما أهداف التنمية المستدامة، فلها نطاق أوسع حيث تشمل جميع الأعمار، وجميع البلدان، وعددا أكبر من المشكلات الصحية. وتم استحداث غايات جديدة تتعلق بالأمراض غير المعدية، والصحة العقلية، وإدمان المواد المخدرة، والإصابات، والتغطية الصحية الشاملة، والتلوث.
ويشمل الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة عدة غايات، منها القضاء على الوفيات التي يمكن منعها بين الأطفال، وخفض نسبة وفيات الأمومة، والقضاء على الأوبئة، وضمان التغطية الصحية الشاملة.
انخفضت نسبة وفيات الأمومة حول العالم بمقدار كبير بين عامي 1990 و2015 من 385 حالة وفاة إلى 216 حالة وفاة من بين كل 100 ألف ولادة حية. على الرغم من أن نسبة الانخفاض في وفيات الأمومة وهي 44 في المائة هي نسبة كبيرة، فإن إحدى غايات الأهداف الإنمائية للألفية الرامية لتخفيض نسبة وفيات الأمومة إلى الربع لم تتحقق.
يجب أن يتسارع معدل الانخفاض بشكل كبير بحيث يبلغ نسبة أقل من 70 من كل 100 ألف ولادة حية بحلول عام 2030. 
توفير القابلات الماهرات للأمهات عند الولادة، وتسهيل الحصول على العلاج في المستشفيات من العوامل الأساسية لعلاج الحالات الطارئة التي تهدد حياة الأمهات مثل: النزيف الحاد واضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
في جميع أنحاء العالم، ازدادت نسبة حالات الولادة التي تتم تحت إشراف عاملين مهرة في مجال الصحة من 60 في المائة في عام 2000 إلى 70 في المائة في عام 2012.
صحيح أن هناك تحسنا ملحوظا بين جميع فئات الدخل، ولكن أقل من نصف حالات الولادة في البلدان المنخفضة الدخل تتم تحت إشراف عاملين مهرة في مجال الصحة، مقارنة بنسبة 58 في المائة في بلدان الشريحة الدنيا من فئة الدخل المتوسط، وما يقرب من 100 في المائة في بلدان الشريحة العليا من فئة الدخل المتوسط. تتعلق الغاية السابعة من الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة بضمان حصول الأفراد حول العالم على خدمات الرعاية الصحية في مجال الأمراض الجنسية والتناسلية. 
وتعد نسبة النساء في سن الإنجاب اللاتي تمت تلبية احتياجاتهن لتنظيم الأسرة عن طريق الحصول على وسائل منع الحمل الحديثة من مؤشرات قياس التقدم في هذا المجال.
يعد معدل خصوبة المراهقات (الفئة العمرية من 15-19) من مؤشرات قياس التقدم الأخرى، وذلك لأن احتمال تكرر مرات الحمل بين النساء اللاتي يلدن في سن مبكرة كبير وبالتالي يكن أكثر عرضة للوفاة أو المضاعفات الخطيرة الناجمة عن الحمل.
على الرغم من انخفاض معدلات خصوبة المراهقات حول العالم، فإنها لا تزال مرتفعة في البلدان المنخفضة الدخل، حيث يبلغ عدد حالات الولادة بين المراهقات من الفئة العمرية (15- 19) 98 حالة ولادة من بين كل ألف امرأة.
حدث انخفاض كبير في معدل وفيات الأطفال دون الخامسة في السنوات الـ 25 الماضية:
ففي عام 2015، انخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة إلى أقل من نصف المعدل عام 1990، أي أقل بقليل من المستوى المحدد في غاية هدف الألفية الإنمائي وهو تخفيض النسبة إلى الثلث.
أما الغاية الثانية ضمن الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة فهي القضاء على الوفيات التي يمكن تجنبها بين حديثي الولادة والأطفال دون الخامسة، وتخفيض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة في جميع البلدان إلى أقل من 25 حالة وفاة من بين كل ألف مولود. 
وكي تتحقق هذه الغاية، يجب أن يتسارع معدل التقدم، خاصة في عديد من البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. 
كانت إحدى الغايات ضمن الأهداف الإنمائية للألفية هو وقف انتشار داء السل والعمل على انحساره بحلول عام 2015.
وتم تحقيق هذه الغاية على مستوى العالم: فقد انخفض معدل الإصابة بداء السل من 161 حالة من بين كل 100 ألف شخص في عام 1990 إلى 133 حالة في عام 2014. أما الغاية الثالثة ضمن الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة فهي القضاء على داء السل وغيره من الأوبئة المعدية، وتلك التي تنتشر عن طريق المياه وذلك بحلول عام 2030. 
فتحديد معدلات وفيات الأمومة يتطلب معلومات منضبطة عن سبب الوفاة، وتحديد معدلات وفيات الأطفال يعتمد على تقديرات دقيقة لعدد المواليد وعدد وفيات الأطفال. يتطلب تحديد معدل خصوبة المراهقات تقديرات موثوقة لعدد الولادات بالنسبة لعمر الأم ونسبة المراهقات من السكان. ويرجع وجود ثغرات في بيانات عديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لضعف مصادر البيانات الرئيسة لديها مثل: التسجيل المدني وأنظمة الإحصاءات الحيوية.

إنشرها