تاريخ الاتصال

تاريخ الاتصال

يحيل مفهوم الاتصال على دلالات عديدة، وهو ليس بالأمر الجديد. إلا أن تكاثر التكنولوجيات الحديثة واتساع دائرة الممارسات الإعلامية واكتسابها شرعية لم يعد يجادل فيها كثير، قد ألحق بالمفهوم أبعاداً جديدة أضيفت إلى ما هو موجود من رؤى، حيث جعلت من الاتصال قيمة محورية لمجتمعاتنا، خاصة ونحن في بداية الألفية الثالثة. ويعد الاتصال من العلوم القليلة التي تتكثف وتتقاطع فيها مجموعة من العلوم، إذ يعد علماً، ملتقى لكثير من التخصصات العلمية. فقد أثارت سيرورات الاتصال اهتمام كثير من العلوم المتنوعة، بدءا بالفلسفة، والتاريخ، والجغرافيا وعلم النفس، والسوسيولوجيا والإثنولوجيا، والاقتصاد، ومروراً بالعلوم السياسية وعلم الأحياء، وصولاً إلى السيبرنيطيقا (علم التوجيه والتحكم الآلي) والعلوم الإدراكية. وقد شكل هذا الحضور للتخصصات الأخرى، داخل الاتصال، وهو يؤسس لحقله المعرفي الخاص داخل فضاء العلوم الاجتماعية، أحد المداخل الأساسية للتساؤل عن شرعية العلمية، كعلم قائم بذاته، وهو ما جعله يبحث عن نماذج تضفي عليه الطابع العلمي، حيث تبنى رؤى علوم الطبيعة، وقام بتكييفها مع خصوصية الأكاديمية.

الأكثر قراءة