أهمية المتحدث

يختلف الناس في تعاملهم مع المعلومات التي تردهم وكيفية نشرها وإطلاع الآخرين عليها. وقد قيل سابقا "آفة الأخبار ناقلوها" وهو مثل صحيح يوضح أهمية التعامل مع الإعلام ووسائل التعامل مع الجمهور. هذه الاحترافية التي ما زال كثير من مسؤولينا يعانون محدوديتها كوسيلة لإيصال الرأي أو إيضاح المعلومة. من نافلة القول أن نتحدث عن حالات كثيرة أدت في التاريخ إلى نكبات أصلها عدم إيصال المعلومة بالطريقة الصحيحة، وكذلك ما تم تفاديه من مصائب وحروب ــ حتى ــ بإيصال المعلومة بأسلوب مختلف. هذه العقدة التي نحتاج إلى التعامل معها عندما يكون لدينا ما نقوله للناس سلبيا كان أو إيجابيا. حظيت المملكة بحصتها من النوعين، واضطر كثير من المؤسسات لإلغاء تصريحات أو بيانات نشرت بنية حسنة ولكن بطريقة خاطئة. هنا تبرز أهمية الحصول على الكم الكافي من العلم المفيد في مجال مهارات وقواعد الاتصال والتعامل خصوصا لمن يمثلون الجهات التي تؤثر في حياة الناس ومستقبلهم وأسرهم. هذا الإجراء جزء من تركيبة المسؤول العام في أغلب دول العالم، ومعلوم أن هناك دورات متخصصة يحصل عليها المرشحون للمناصب العامة تهدف إلى إعدادهم فكريا وسلوكيا وعلميا للمنصب العام الذي يضع على كواهلهم كثيرا من الضغط النفسي والمادي والاجتماعي إذ يواجهون الأضواء التي تبهر الأغلبية وتمنع عنهم الرؤية الواضحة. على أن وجود أجهزة الإعلام المتخصصة ضمن تكوين كل منظومة خاصة أو عامة ضرورة تزداد أهميتها مع الوقت وانتشار وسائل التواصل التي يمكن أن تصنع أو تنهي أي مسؤول مهما كان حجمه ومقدار علمه وتخصصه. لهذا فضل كثير من المسؤولين في السابق واللاحق الابتعاد عن الأضواء وإعطاء الفرصة لمن يمثلونهم للتعامل مع هذه الآلة الخطيرة. أقول هذا وأنا أشاهد تصريح الصديق والإعلامي الزميل طلعت حافظ وهو يمثل صوت البنوك السعودية بعد الأنباء المخيفة التي تناقلتها وسائل الإعلام عن حجم مديونيات البنوك للهيئة العامة للزكاة والدخل. حيث تمكن من إزاحة كم كبير من الخوف بهدوئه وإيضاحه وشرحه المفيد عن حال البنوك مع الهيئة، وعلم البنوك بحجم المبالغ التي تطالب بها الهيئة، وكون ذلك مجال نقاش بين البنوك والهيئة، وأنه لا يؤثر في الموقف المالي للبنوك السعودية وملاءتها المالية. جاء هذا بعد أن انتشرت شائعات مدمرة عن وضع البنوك وحاول "البعض" نشر الخوف بين الناس لإغلاق حساباتهم في بعض البنوك، ليكون معيدا للثقة ومفندا للدعايات المغرضة.