النفط يستقر بفعل نمو الطلب وجهود «أوبك» في ضبط المعروض

النفط يستقر بفعل نمو الطلب
وجهود «أوبك» في ضبط المعروض

أكد تقرير "وورلد أويل" الدولي أن الابتكارات التكنولوجية الواسعة التي حققها المنتجون الأمريكيون ليست قاصرة عليهم وأنه يمكن أن تتكرر في مناطق العالم الأخرى المتعطشة لمزيد من موارد الطاقة معتبرا أن هذه التكنولوجيا ستقود إلى زيادة أمن الطاقة وتحسين نوعية الحياة في العديد من دول العالم الأخرى.
ونقل التقرير الدولي عن ريك بيري وزير الطاقة الأمريكي قوله في مؤتمر سيراويك في مدينة هيوستن الأمريكية أن تطوير الولايات المتحدة لتكنولوجيا التكسير الهيدروليكي أتاح موجة جديدة من وفرة النفط والغاز في الولايات المتحدة مشيرا إلى أنه يجب على البلاد التركيز على زيادة الصادرات إلى أقصى حد للطاقة إضافة إلى رفع تقنياتها.
ونوه التقرير إلى تأكيد وزير الطاقة الأمريكي على أهمية زيادة الصادرات الأمريكية إلى جانب تعزيز الاستثمار في صناعة الهيدروكربونات معتبرا أن ذلك يمثل بداية واقعية جديدة للطاقة لافتا إلى إدراك الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن صناعة النفط والغاز تشكل نعمة للاقتصاد الأمريكي.
وذكر التقرير الدولي أن الموارد الضخمة من الطاقة في الولايات المتحدة نجح الإنتاج الصخري غير التقليدي في أن يحولها إلى دفعة قوية للنمو في اقتصاد الولايات المتحدة لافتا إلى أن تبني هذه الواقعية الجديدة في مجال الطاقة ستنقل الجميع سواء منتجين أو مستهلكين نحو تحقيق أمن أكبر للطاقة ومستقبل أكثر إشراقا وأكثر ازدهارا.
وأشار التقرير إلى أن النمو في إمدادات موارد النفط والغاز لا يزال مطلوبا للتغلب على فقر الطاقة العالمي وهو أمر من المفيد لكل دول العالم أن تتبناه وتطوره من خلال روح الخيال والابتكار التي سوف تصب في صالح الاقتصاد العالمي بشكل عام.
ولفت التقرير إلى تأكيد الوزير الأمريكي أن المخاوف بشأن تغير المناخ مشروعة مقترحا أن يقبل العالم بالتركيز على زيادة إنتاج الغاز الطبيعي كجسر طويل الأمد بين الطاقة الهيدروكربونية التقليدية والطاقة المتجددة.
وأفاد التقرير أن الوزير بيري أكد أنه لا وجه للمفاضلة بين تنمية الاقتصاد والاهتمام بالبيئة ويجب تعزيزهما معا بشكل متواز مشيرا إلى أنه بين عامي 2005 و2017 وبينما كان نشاط النفط الصخري الزيتي غير التقليدي ينمو على نحو واسع تم النجاح أيضا في تخفيض انبعاثات الكربون من الولايات المتحدة بنسبة 14 في المائة.
وبحسب التقرير فإن وزارة الطاقة الأمريكية تعمل على جعل مصادر الطاقة المتجددة أكثر قوة والوقود الأحفوري أكثر نظافة عبر عمليات أكثر كفاءة مثل التقاط واحتجاز الكربون مشيرا إلى أهمية إنشاء تحالف عالمي للدول التي تركز على تقليل الانبعاثات المرتبطة بالوقود الأحفوري.
إلى ذلك، أوضح لـ "الاقتصادية"، روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن الزيادات في الإنتاج الأمريكي ما زالت قوية وسريعة وتحد من تأثيرات جهود خفض الإنتاج مشيرا إلى توقع وكالة الطاقة الدولية أن تزيد الطاقة التصديرية الامريكية بنحو 5 ملايين برميل يوميا بحلول 2023.
وأضاف شتيهرير أن الولايات المتحدة تتجه بقوة نحو تصدر قائمة مصدري الخام في العالم، نتيجة أن إنتاجها من النفط الخفيف لا يلائم السوق المحلية حيث إن معظم مصافي ساحل الخليج الأمريكي تتعامل مع النفطين المتوسط والثقيل ولذا فإن أغلب النمو في الإنتاج سيوجه للتصدير في السنوات المقبلة لحين زيادة الاستثمار في البنية الأساسية في القطاع النفطي لتستوعب مزيدا من النفط الخفيف.
من جانبه، يقول لـ "الاقتصادية"، رينهولد جوتير مدير قطاع النفط والغاز في شركة "سيمنس" العالمية، إن نمو الطلب بوتيرة سريعة هو ما جعل المنتجين التقليديين مطمئنين إلى القدرة على استيعاب الزيادات الحالية في الإنتاج الأمريكي وهو ما عبرت عنه منظمة أوبك في أكثر من محفل دولي أخيرا.
وأشار جوتير إلى أن مؤسسات مالية عديدة تراهن على قفزات جديدة في معدل نمو الطلب اعتبارا من بداية الربع الثاني لافتا إلى تأكيد بنك جولدمان ساكس أن نمو الطلب قد يتجاوز 1.8 مليون برميل يوميا في العام الحالي.
من ناحيته، يرى أندريه يانييف المحلل البلغاري، أن زيادات الصادرات الأمريكية من النفط الخام سوف تشعل المنافسة مع إمدادات روسيا خاصة إلى السوق الأوروبي مشيرا إلى أن المنتجين الأمريكيين سيقومون بتخفيضات سعرية واسعة للتمكن من البقاء في المنافسة مع المنتجين الروس خاصة فيما يتعلق بامدادات الغاز.
وأضاف لـ "الاقتصادية، أن روسيا تتمسك بشراكة طويلة الأمد مع منظمة "أوبك" كما أنها تراهن على استعادة السوق كامل توازنها قبل منتصف العام ما قد يفرض توافق المنتجين على إعادة النظر في التخفيضات القائمة حاليا.
إلى ذلك، استقرت أسعار النفط أمس بدعم من قوة الطلب بعد أن انخفضت في الجلسة السابقة تحت ضغط ارتفاع إنتاج الخام الأمريكي إلى مستوى قياسي وزيادة المخزونات.
وبحسب "رويترز"، بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 64.36 دولار للبرميل مرتفعا سنتين أو ما يعادل 0.03 في المائة مقارنة بالإغلاق السابق، وجاءت الزيادة الطفيفة بعد انخفاض الخام ما يزيد على 2 في المائة في اليوم السابق.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 61.16 دولار للبرميل بارتفاع سنت واحد أو ما يعادل 0.02 في المائة، وانخفض خام غرب تكساس أيضا بأكثر من 2 في المائة في الجلسة السابقة.
ويأتي تماسك الأسعار بعد زيادة مخزون النفط الخام الأمريكي بوتيرة لم تكن كبيرة كالمتوقع خلال الفترة الحالية التي تتسم بفتور الطلب في نهاية الشتاء لعوامل موسمية، حيث تغلق الكثير من المصافي النفطية لإجراء أعمال صيانة.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام ارتفعت الأسبوع الماضي 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثاني من آذار (مارس)، في حين كان من المتوقع أن تسجل زيادة قدرها 2.7 مليون برميل.

الأكثر قراءة