التعامل مع تغير المناخ
العبء الأكبر لتغير المناخ يقع على البلدان الفقيرة، لكن ظروفها أسوأ من أن تتحمله.
ترتفع درجة حرارة سطح الأرض ولن ينجو أي بلد من العواقب. وسيتعرض كثير من البلدان للأثر المباشر لتغير المناخ مثل الكوارث الطبيعية الأكثر تواترا (وضررا) وارتفاع مستوى سطح البحر وفقدان التنوع البيولوجي. ولكن ستكون البلدان منخفضة الدخل الأكثر معاناة من هذا التهديد العالمي، على الرغم من أنها أسهمت إساهما صغيرا في هذه المشكلة. وفي هذه البلدان، من المرجح أن يكون الفقراء الأشد تأثرا.
ويمكن أن تساعد السياسات المحلية في تعويض أثر صدمات الطقس. فالاستراتيجيات الرامية إلى مساعدة البلدان على التكيف ـــ مثل مشاريع البنية التحتية القادرة على الصمود أمام تغير المناخ، وتطبيق التكنولوجيات المناسبة، وآليات تحويل المخاطر وتقاسمها من خلال الأسواق المالية ـــ يمكن أن تساعد في الحد من الأضرار الاقتصادية التي تتسبب فيها صدمات الطقس أو تغير المناخ.
بيد أن تنفيذ هذه السياسات صعب في البلدان منخفضة الدخل، التي تحتاج إلى حجم كبير من الإنفاق بالفعل ولديها نطاق محدود لإيجاد الموارد اللازمة لمكافحة تغير المناخ. ولا يمكن أن تعزل السياسات المحلية بمفردها الاقتصادات منخفضة الدخل من آثارها السلبية؛ فتغير المناخ مشكلة عالمية ولن يعالج بفعالية إلا عن طريق العمل الجماعي.
ويستلزم تخفيف أثر تغير المناخ تحولا جذريا في نظام الطاقة العالمي، بما في ذلك استخدام أدوات المالية العامة لتنعكس التكاليف البيئية بشكل أفضل في أسعار الطاقة وتشجيع التكنولوجيات النظيفة.
ما العواقب الاقتصادية؟
1 - زادت درجات الحرارة العالمية بمقدار درجة مئوية واحدة تقريبا مقارنة بمتوسط الفترة 1880 ـــ 1910. وقد بدأت الزيادة الفعلية في السبعينيات عقب زيادة كبيرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
2 - يتوقع توافق الآراء بين العلماء أنه دون مزيد من العمل للتصدي لتغير المناخ، يمكن أن يزيد متوسط درجات الحرارة بمقدار أربع درجات مئوية أو أكثر بنهاية هذا القرن.
3 - يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انخفاض كبير في النمو الاقتصادي في البلدان الأكثر دفئا: يتحقق أقصى نصيب للفرد من الناتج عند درجة حرارة قدرها 13 درجة مئوية ينخفض انخفاضا كبيرا عند درجات الحرارة الأعلى.
4 - سيكون نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي لأي بلد منخفض الدخل في العادة أقل بنسبة 9 في المائة عام 2100 في حالة عدم بذل جهود لتخفيف الأثر.
5 - يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انخفاض نصيب الفرد من الناتج في البلدان الأكثر دفئا، وتقع معظم البلدان منخفضة الدخل في أكثر المناطق الجغرافية سخونة على الكوكب، وتتفاعل الآثار السلبية من خلال قنوات عديدة، منها انخفاض الإنتاج الزراعي، وضعف إنتاجية العمال في القطاعات الأكثر تعرضا للطقس، وانخفاض الاستثمار، وضعف الصحة البشرية. ويمكن أن يستجيب السكان لتغير الظروف المناخية عن طريق الهجرة.
من الذي يتسبب في الاحترار؟
تفسر العوالم الطبيعية بعض الاحترار العالمي على مدى القرن الماضي، ولكن وفقا للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، ترجع معظم الزيادة في درجات الحرارة منذ الخمسينيات إلى النشاط البشري.
كيف يمكن أن تتعامل البلدان الفقيرة مع تغير المناخ؟
تتطلب مواجهة آثار تغير المناخ أن تتبع البلدان تدابير التخفيف (أن تنعكس التكاليف البيئية في أسعار الطاقة – مثلا عن طريق: فرض ضرائب على الكربون، إلغاء دعم الطاقة، تشجيع التكنولوجيات النظيفة)، لمعالجة الأسباب الجذرية، وتدابير التكيف: لخفض المخاطر الناشئة عن عواقبه (تعزيز إمدادات المياه، دعم الحماية من الفيضانات، تعزيز المناطق الساحلية، تعزيز البنية التحتية).