فللدرعية "دلالة عميقة ورمزية كبيرة وحضور وتأثير بالغ في وجدان وضمير وعقل الإنسان محليا وعربيا؛ لذلك كان الوفاء والاحتفاء، ورواية قصتها على مر الأجيال". بحسب افتتاحية المجلة العربية لعددها الخاص بقلم محمد السيف رئيس تحريرها الكاتب المتخصص في سبر سير أعلام الوطن ومكامن عزته.
كما لم يغفل الملف في إطار البحث الجاد والاحتفاء الرصين تلويحة مهمة للدكتور فهد السماري الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس هيئة تطوير الدرعية. بعنوان الدرعية البوابة السعودية الأولى. استعرض فيها السماري برشاقته السردية والأدبية المعهودة تاريخ الدرعية وحاضرها المعزز لذاكرة وطنية مشتركة دون أن يفوت الحديث عن مستقبلها المأمول برعاية هيئة التطوير الوليدة جنبا إلى جنب مع الرؤى الطموحة الشاملة التي تشهدها البلاد.
ولأن الصمود هو العنوان الأبرز لفصل مهم من فصول هذه المدينة المقاومة فقد تطرق ملف المجلة لأحداث "لم يذكرها التاريخ" في هذه الحادثة الشهيرة لمنعة قلاع الدرعية وحصونها في وجه الغازي ابراهيم باشا لفترة ستة شهور طويلة بعمر الشجاعة والذود عن حياض الوطن خصوصا مع إدراك الفارق النوعي لعدد وعتاد الجيش الغازي المدجج بخبير فرنسي وطبابة ألمانية فضلا عن الإمداد المتواصل من المدن والقرى المحيطة بمعسكره.
روايات تاريخية سياسية مشوقة وموثقة يحملها ملف المجلة العربية جنبا إلى جنب مع قراءات شعرية وجمالية معمارية إضافة إلى مخطوطات جغرافية وتاريخية قيمة، تحتفي جميعها بتاريخ وطني بالغ الدلالة والرمزية ليس محليا فحسب بل دوليا خصوصا بعد تسجيل حي طريف منبع الإرادة والإدارة السعودية ضمن قائمة التراث العالمي بتفاصيله السابقة لزمانه، والمدهشة بمعمار مثلثاته المتناغمة ونوافذه التواقة دوما للمجد والسؤدد.
أضف تعليق