القوى الكبرى تخطب ود الرئيس الجديد

القوى الكبرى تخطب ود الرئيس الجديد

الانفتاح البسيط في أوزبكستان يخضع لمراقبة وثيقة في موسكو وبكين – وواشنطن، أيضاً.
تنظر الصين وروسيا إلى أوزبكستان على أنها عازل أمني حيوي، ومدخل مهم للتأثير في آسيا الوسطى التي كانت خاضعة للنفوذ السوفيتي.
بالنسبة لموسكو، لا تزال أوزبكستان واقعة تماما ضمن دائرة نفوذها. في الوقت نفسه، تريد بكين إحياء مسارات طريق الحرير القديم عبر أوزبكستان، كجزء من مبادرة الحزام والطريق.
على الرغم من أنه تم إغلاق قاعدة جوية أمريكية في أوزبكستان كانت تساند العمليات في أفغانستان بعد مذبحة أنديجان في عام 2005، إلا أن واشنطن تسعى لمواصلة التعاون مع طشقند حول الأمن ومكافحة الإرهاب.
كانت روسيا هي الأسرع في خطب ود الرئيس الجديد، مباشرة بعد وفاة الرئيس إسلام كريموف، وهو ما اعتبره مسؤول غربي: “دبلوماسية الغمر” – عبر عدة زيارات من قبل كبار المسؤولين بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين.
وفي نيسان (أبريل) الماضي عاد شوكت ميرزيوييف، رئيس أوزبكستان من روسيا بصفقات تبلغ قيمتها بحسب التقارير 15 مليار دولار.
ربما تكون هناك عوامل احتكاك في المرحلة المقبلة. تريد روسيا من جمهوريات آسيا الوسطى أن تكون أدواتها لإعادة التكامل في الفضاء السوفيتي السابق – الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري. انسحب كريموف من المنظمة في عام 2012 ويبدو أن ميرزيوييف غير مرتاح للموضوع، أيضاً.
بعد محاولات الاستثمار وتعزيز العلاقات مع أوزبكستان على مدى سنوات، افتتح الرئيس الصيني تشي جين بينج وكريموف خطا للسكة الحديدية يربط بين منطقة وادي فرغانة الآهلة بالسكان في أوزبكستان مع طشقند.
وقد أنعش ميرزيوييف خططا لسكة حديدية من تشجيانج في الصين إلى فرغانة، واستطاع تأمين صفقات بلغت 20 مليار دولار خلال جولة في أيار (مايو) الماضي، في الصين.
يقول دبلوماسيون إن الشركاء الأمريكيين والغربيين يركزون في الوقت الحاضر على تعزيز الإصلاحات التي ينفذها ميرزيوييف.
طشقند، بدورها، تراعي تطوير علاقات على جميع الجبهات الثلاث. يقول كوميلجون كريموف، رئيس جامعة وستمنستر الدولية في طشقند: “بالنسبة إلى أوزبكستان، فإن المصالح الاقتصادية لها الأولوية. نحن لسنا بصدد الانخراط، على الأرجح، في كثير من تعقيدات الجغرافيا السياسية”.

الأكثر قراءة