شروق شمس النمو غربي إنجلترا قبل الشرق
لطالما كان في إنجلترا فجوة بين الشمال والجنوب. الآن يبدو أن هناك فجوة بين الغرب والشرق أيضاً.
عبر وسط إنجلترا ومنطقة الشمال، بلغ نمو الغرب ضعف النمو في الشرق منذ الأزمة المالية لعام 2008، ويُظهر تحليل أحدث البيانات الإقليمية التي نشرها مكتب الإحصاءات الوطنية، أن كلا جانبي البلاد سجل نموا بسرعة مماثلة في العقد السابق على الأزمة.
بين عامي 2009 و2016، ارتفعت حصة الفرد من الناتج الاقتصادي من حيث القيمة الحقيقية بنسبة 9.2 في المائة مجتمعة في ميدلاندز الغربية والشمال الغربي، مقابل نسبة 4.6 في المائة فقط في ميدلاندز الشرقية، ويوركشاير والشمال الشرقي.
نتيجة لذلك، الفجوة التي كانت بنحو ألف جنيه في حصة الفرد من الناتج بين الشرق والغرب في نهاية التسعينيات، وصلت إلى ألفي جنيه في عام 2016.
يبدو أن تسارع الغرب مقارنة بالشرق ليس مدفوعاً بمستويات التوظيف الأعلى فحسب - عدد الناس العاملين زاد على كلا الجانبين بنسبة 8 في المائة من عام 2009 حتى عام 2017 - لأن الموظفين في الغرب يعملون عدد ساعات أطول وإنتاجيتهم تنمو بسرعة أكبر.
كان إجمالي عدد ساعات العمل في الغرب 10 في المائة أعلى في عام 2016 مما كان عليه في عام 2009، مقارنة بنمو بنسبة 7 في المائة في الشرق.
الناتج في الساعة كان أيضاً بنسبة 10 في المائة أعلى في الغرب في عام 2016 مما كان عليه في عام 2009، في حين أن الناتج في الساعة نما بنسبة 7 في المائة في الشرق خلال الفترة نفسها.
جيم أونيل، وزير المالية السابق وخبير الاقتصاد في بنك جولدمان ساكس، قال إن منطقة الشمال الغربي كانت منطقة بارزة في المملكة المتحدة لبعض الوقت.
وأشار إلى دراسات حديثة لمؤشر مديري الشراء، الذي يتتبع أوامر العمل وهو من معالم المؤشرات الموثوقة. أي شيء أعلى من 50 يُشير إلى النمو، وفي كانون الأول (ديسمبر) من عام 2017، كان الرقم في منطقة الشمال الغربي 60.7، أعلى نسبة منذ 40 شهراً، مقارنة بـ 54.9 للمملكة ككل.
يقول اللورد أونيل: "منطقة الشمال الغربي على نحو متزايد هي المكان الأقوى في بريطانيا"، مُضيفاً أن سوق العقارات في المنطقة لا تزال مزدهرة، لكنها تنخفض الآن في لندن.
وأضاف أن هناك مناطق مشرقة مثل لِيستر وليدز في الشرق أيضاً، حيث قال: "ينبغي أن نكون حذرين من التعميم".
وعلى أساس مجموعة قياسات أخرى، يبدو من المرجح أن تنمو هذه الفجوة أكثر.
باستخدام أرقام الإنفاق على مشاريع البنية التحتية التي يجري التحضير لها منذ الآن، تحسب وكالة آي بي بي آر نورث، وهي مؤسسة فكرية أن منطقة الشمال الغربي وميدلاندز الغربية سستستفيد من الإنفاق العام، والإنفاق المشترك بين القطاعين العام والخاص بنحو 2700 جنيه للفرد على البنية التحتية للنقل في الأعوام المقبلة، معظمها سيُنفق بحلول عام 2021. في المقابل، من المقرر إنفاق 950 جنيها للفرد في منطقة الشمال الشرقي، ويوركشاير وهامبر، وميدلاندز الشرقية.
لدى الحكومة اثنان من البرامج الرائدة - القوة الشمالية ومحرك ميدلاندز - لمحاولة تحسين الأداء الاقتصادي خارج لندن والجنوب، لكن كثيرا من المشاريع الثقافية والنقل المعنية تركّزت على مانشستر وبرمنجهام.
مطار مانشستر وحده ينقل 28 مليون راكب سنوياً، أكثر من كل المطارات الموجودة في الشرق مجتمعة.
HS2 وصلت السكة الحديدة عالية السرعة من لندن إلى كرو عبر برمنجهام، المُقرر بناؤها بحلول عام 2027، من المتوقع أن تُعزز اقتصاد الغرب أكثر.
الوصلة الثانية عبر ميدلاندز الشرقية وشيفيلد وليدز ستستغرق ستة أعوام أخرى، إذا وافق البرلمان على المسار.
هناك أيضاً فجوة مهارات طفيفة، حيث يوجد 33 في المائة من البالغين العاملين ذوي المهارات العالية في الغرب، و31 في المائة في الشرق. أشار المراقبون إلى أن المناطق الغربية استفادت من اهتمام الحكومة بتحويل السلطة لانتزاع الأموال الجديدة، والسلطة والاهتمام من وايتهول، في حين أن الاقتتال الداخلي السياسي منع المناطق الشرقية من عقد صفقات مماثلة. مناطق ميدلاندز الغربية ومانشستر الكبرى وميرسيسايد، التي تُغطي أكثر من سبعة ملايين شخص، اختارت رؤساء بلديات منتخبين في أيار (مايو) الماضي، حيث تمكنت من الوصول إلى ثلاثة مليارات جنيه من التمويل الحكومي على مدى 30 عاماً. في المقابل، تيز فالي وشمال تاين اختارتا رؤساء بلديات في الشرق، بينما انهارت صفقة منطقة مدينة شيفيلد في عام 2015، لأن المجالس في يوركشاير تضغط من أجل اتفاق واحد على مستوى المقاطعة مع الحكومة.