FINANCIAL TIMES

تجربة تحكي تفاصيل مبررة لإطلاق الصحيفة الرصاصة

تجربة تحكي تفاصيل مبررة لإطلاق الصحيفة الرصاصة

الصحيفة الرصاصة، نظام قوائم من شركة جوجل. بالنسبة للقراء الذين لم يسمعوا بنظام الإنتاجية ذلك، فإن بحثا سريعا على تطبيق إنستجرام سيكشف صفحات مذكرات تفصيلية أنشأها أكثر من أربعة ملايين شخص غريب: رسوم توضيحية معقدة، ومخططات معقدة، وحدود مرسومة بصورة محبوبة، بألوان مائية.
بعض الصفحات تحتوي على مربعات صغيرة يتتبع فيها الناس عدد المرات التي يمارسون فيها الرياضية، والتهدئة والتأمل.
"مستخدمو الصحيفة الرصاصة، أي نظام القوائم" المحددة ذاتيا تناقش الأقلام والدفاتر المثالية، ومزايا شيء يسمى "شريطا واشيا".
نظام القوائم لا يدور حول الجماليات فحسب: إنه أيضا عن جعلك أكثر إنتاجية. وفي حالتي، نجح الأمر. دخلت مجتمع نظام القوائم في الأول من كانون الثاني (يناير) الماضي متشككة. بعد مرور شهر، أصبحت مدمنة.
الموقع الإلكتروني، الذي بني لإدخال فضول نظام القوائم إلى العملية، يصف نظام القوائم بأنه "نظام تماثلي للعصر الرقمي". هناك شهادة رائعة من ريبيكا إل: "لقد غير حياتي بشكل أساسي". كل ما تحتاج إليه هو دفتر وقلم.
في البداية، شعرت بالاستغراب. الدفاتر لا تغير حياتك.
النظام... يجمع المهام والملاحظات التي نحتفظ بها عبر التطبيقات والدفاتر في مكان واحد.
في الأيام المظلمة التي سبقت العام الجديد، كنت أتجول في أنحاء الإنترنت بحثا عن مدير مهام من شأنه تركيز ذهني.
جربت كل أنواع التطبيقات في عام 2017: أسانا، تودويست، تريلو. كانت لدي خمسة دفاتر ملطخة ببقع القهوة مليئة بالكتابات الخالية من السياق.
قمت بتخزين مطاعم كنت قد نسيت أنني أردت زيارتها في فورسكوير؛ كتب كنت قد نسيت أنني أريد قراءتها في جودريدز؛ وأفكار كنت قد نسيت أنني سجلتها في تطبيق نوتس.
كان هناك شيء محزن حول العودة إلى هذه القوائم المهجورة. كانت قابعة هناك، تحكم علي، ليست ذات صلة تماما ومتوقفة. بشكل يثير القلق، تطبيق تريلو عرض مهامي بأنها "قديمة" إذا لم أعمل على تحديثها - لذلك زوايا كل منها أصبحت صفراء وتموجت لتبدو كأنها ورقة قديمة. شيء ما بحاجة إلى التغيير.
عثرت في طريقي على فكرة نظام القوائم في موضوع في فيسبوك عن الإنتاجية. "نظام القوائم يساعدني كثيرا" كتب أحد الغرباء، حيث أجاب آخر: "+ لنظام القوائم! إنها الطريقة الوحيدة التي أتمكن فيها من إنجاز الأمور".
شاهدت الفيديو التعليمي، الذي قدم مجموعة مكثفة لكن مرنة من القواعد لملء دفتر فارغ لمساعدة الناس على تنظيم مهامهم. الفيديو رواه رايدر كارول، مصمم منتجات قائم في بروكلين ابتكر النظام.
الفيديو والموارد مجانية في الأغلب. يجني كارول المال من خلال مبيعات نظام القوائم، الذي صممه بالشراكة مع شركة صناعة الدفاتر ليتشتروم 1917، وتطبيق هاتف خلوي - لكن هذه اختيارية.
النظام (كارول يدعوه "ممارسة") يجمع المهام والملاحظات التي نحتفظ بها عبر التطبيقات والدفاتر في مكان واحد.
استغرقني الأمر أسبوعا لأبدأ. كان هناك الكثير من القواعد. كنت أبحث عن شيء سريع وبسيط، لكن الفضول غلبني.
اللائحة تبدأ بـ "فهرس"، الذي يعمل كجدول من المحتويات للمساعدة في تتبع مكان كل شيء.
بعد ذلك يوجد "سجل المستقبل"، الذي يظهر ستة أشهر من حياتي عبر صفحة واحدة (استخدمها لتذكر أعياد الميلاد المقبلة، والمناسبات والمشاريع المستقبلية)، و"سجل شهري" لتتبع التقدم الشهري بتفاصيل أكثر. أرقام الصفحات لكل منها تدخل في الفهرس.
وحيث إن الصفحة التالية دائما فارغة، فإن الملاحظات اليومية يمكن أن تأخذ مساحة قليلة أو مقدار ما تحتاج إليه - على عكس المخطط، المرسوم بدقة. بإمكانك إنشاء صفحات "مجموعات" إضافية لمشاريع محددة. إحدى مجموعاتي هي قائمة طويلة من المطاعم في لندن لتجربتها.
مجموعة أخرى هي قائمة من الكتب، والملفات السمعية الرقمية والأفلام التي أحببتها، التي تساعد عندما يطلب شخص ما الحصول على توصية. ليس عليك القلق بشأن ضياع هذه الصفحات. تتبع رقم الصفحة في الفهرس وواصل طريقك.
كل ملاحظة لديها رمز يحدد أي نوع من الإجراء هي: نقطة، على سبيل المثال، هي مهمة بحاجة إلى الإنجاز. شريطة هي ملاحظة. دائرة هي مناسبة.
يمكن جعلها شخصية لتفضيلاتك: على سبيل المثال، استخدم المربع للمهام بدلا من النقطة (أحب اندفاع الدوبامين من تعبئة أحد المربعات). لدي سجلات أسبوعية فضلا عن سجلات شهرية.
قال مايكل سميث، المحاسب من شركة كاديلاك الذي التقيت به على الإنترنت، في مجموعة لنظام القوائم على موقع فيسبوك: "الرموز التي تحدد نوع الملاحظة كانت جذابة بالنسبة لي. فهي تساعدني على رؤية ما هو مهم بسرعة".
هنا يأتي الجزء الذي يرفع الإنتاجية فعلا: في بداية كل أسبوع، أنظر عبر مهام الأسبوع السابق واستعرض تلك التي لم أنجزها. إما أنني أحول تلك المهمة إلى الأسبوع المقبل (مع سهم)، أو أشطبها. لا مزيد من تفويت المواضيع.
إعادة كتابة قائمتي الأسبوعية لا تستغرق الكثير من الوقت، ويدفعني لاستعراض مهامي والنظر فعلا ما إذا كنت لا أزال مهتمة بها. إذا واصلت كتابة المهمة أسبوعا بعد أسبوع، هل هي بحاجة فعلا إلى الإنجاز؟ لا مزيد من تدوير قائمة المهام. بحسب تعبير سميث، "نظام رايدر يساعد في التخلص من متلازمة ’اكتبها وانساها‘. من لا يرغب في جعل قائمة مهامه أقصر؟ إذا لم تكن مهمة، فأنا لا أريد القيام بها".
هناك أمر أخير: قد تشعر بالإغراء لاستخدام الألوان. لسبب ما، هذا النظام أخرج الطفلة التي بداخلي البالغة من العمر 13 عاما. لا أستطيع أن أعد أن هذا لن يحدث لك.
بعد أسبوعين من تجربة نظام القوائم اتصلت برايدر كارول، الذي ضحك عندما سألته ما إذا كان الجميع قد وجد صعوبة في البدء.
قال: "إنه يطلب من الناس التفكير في كيفية قضاء وقتهم وطاقتهم على أساس يومي. وهذا يمكن أن يكون تحولا كبيرا للناس الذين يعيشون في عالم تفاعلي يتطلع باستمرار لصرف انتباهك.
"من السهل مجرد التفاعل. نظام القوائم موجود لإخبارك: ’بإمكانك التوقف والتفكير بما ستفعله تاليا. وقد تتعلم شيء عن نفسك عندما تفعل‘".
بعد مضي شهر، وأنا أشعر بالدهشة بالطريقة التي جعلني فيها هذا النظام أنجز مهامي. ما زلت أستخدم رزنامة جوجل، لكنني توقفت عن استخدام تطبيقات التنظيم الأخرى.
مادية دفتري تمنعني من التشتت عندما أكون أخطط يومي. من الرائع وجود سجل واحد لأين وكيف أقضي وقتي. والأهم من ذلك، أنا أكثر إنتاجية بكثير. لم يعد صندوق بريدي الإلكتروني يملي علي أولوياتي في اليوم.
نظام القوائم الخاص بي أصبح بمنزلة مزحة بين زملائي وأصدقائي. أصبحت أتوقع النظرة. حيث تمتد عبر وجوههم وهم يتساءلون ما إذا كنت قد انضممت إلى طائفة مثل ماري كودو. غير أنهم يستعيدون وعيهم، ولو أن ذلك يجري ببطء.
أخشى أنني أصبحت أومن بهذا النظام. آمل فقط أنني لن أخسر شيئا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES