FINANCIAL TIMES

أنا ونفسي وذاتي وإشكالات استخدام الضمائر الإنجليزية

أنا ونفسي وذاتي وإشكالات استخدام الضمائر الإنجليزية

تصل دعوة لتناول طعام الإفطار على المائدة المستديرة في مصرف استثماري.
قالت الرسالة الإلكترونية: "نرجو ألا تترددوا في إعلام ذاتي (أو نفسي) أو إعلام زميلي، إذا كنتم ترغبون في الحضور".
وجاء في رسالة أخرى من مسؤول صحافي يحاول أن يثير اهتمامي في إجراء مقابلة: "يسعدني أن أعد مكالمة هاتفية بين نفسك وبين مات".
إذا شعرت بالانزعاج من استخدام عبارة "إعلام نفسي" أو"بين نفسك" في الموقع الذي كان من الأنسب فيه أن تستخدم "إعلامي" أو "بينك"، فإنك لست الوحيد الذي يشعر بذلك.
قالت صحيفة "مونتريال جازيت" عن قرائها: "في هذا الشتاء الذي يتسم بمشاعر الانزعاج لدينا، فإن سوء استخدام الضمائر هو ما يقع على رأس القائمة الطويلة من الأمور المزعجة".
اشتكى القراء من أن الناس يقولون "أخبر جون ونفسي".
شخص آخر شعر بالانزعاج الشديد بسبب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن "رئيس المكسيك ونفسي، اتفقنا على إلغاء اجتماعنا المقرر".
صحيفة The Statesman الهندية أعطت قراءها درسا حول الاستخدام الصحيح لكلمة "نفسي"، وصحيفة نيويورك تايمز لامت نفسها علنا في عام 2015 على استخدام عبارات مثل "الفنانين الذين هم مثل نفسه" بدلا من أن تقول "الفنانين الذين هم مثله".
وقالت الصحيفة: "يكتشف القراء المنتبهون غياب الأسلوب المصقول، عندما نسيء استخدام هذه الأمور".
هذه ليست حالة من انهيار المعايير في الفترة الأخيرة. يقول كتاب فولر تحت عنوان: "قاموس اللغة الإنجليزية في العصر الحديث" إن الاعتراضات على استخدام كلمة "نفسي" تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر.
يفسر فولر ذلك بأن الاستخدامات "الطبيعية وغير المثيرة للجدل" لكلمة "نفسي" هي إما للتأكيد ("أنا نفسي لم أستطع أن أنظر إليه على أنه عامل)، أو باعتبارها ضميرا يعود على المتحدث ("تمكنت من ضبط نفسي").
لماذا يستخدم الناس "نفسي" أو "نفسك" بدلا من "لي" أو"لك"؟ البعض يعزو ذلك إلى التنطع، أو إلى رغبة في الظهور بمظهر الشخص الأكثر أهمية.
في كلمة ألقاها نيك كليج، حين كان نائبا لرئيس وزراء بريطانيا في عام 2012، بشأن تعهد أخفق هو ورئيس الوزراء في الوفاء به – ألا وهو إصلاح مجلس اللوردات: "نشرت الحكومة مشروع قانون وورقة بحث حكومية، مع التزام واضح من نفسي ومن رئيس الوزراء بعقد الانتخابات الأولى لمجلس اللوردات في عام 2015".
يبدو أن البعض يرى أن "لك" و"لي" هي تعبيرات صارخة ويحاولون التخفيف منها. وهم يعتقدون أن العبارة التالية: "لنرتب مكالمة بين نفسي ونفسك وبين بيليندا" تبدو أكثر ودا من "بيني وبينك وبين بيليندا".
يبدو أن آخرين يحاولون تجنب الخلط المحتمل بين "أنت" و"أنا"، فهم ليسوا على يقين مما إذا كانوا يرغبون بالقول "أشكرك على المعلومات التي أرسلتها إلى زميلي ولي" أو "إلى زميلي وأنا"، وبالتالي فهم يحاولون التزام السلامة (بظنهم) من خلال القول "إلى زميلي ونفسي".
هناك وجهة نظر أخرى: وهي أنه لا بأس بقول النسبة لشخص مثل نفسي" أو"سوف أناقش الموضوع مع ساندرا ونفسك، حين نلتقي معا في المرة المقبلة".
المدافعون عن استخدام "نفسي" و"نفسك" بصورة لا تشير إلى المتكلم، يجادلون بأن كثيرا من الكتاب المحترمين يستخدمون الضمائر على هذا النحو.
وما يؤكد ذلك هو أن فولر يلاحظ أن فاي ويلدون كتبت في إحدى قصصها القصيرة: "ليس الأمر أن بيتر ونفسي، تم إبرازنا على وجه الخصوص".
يجادل المدافعون أن النحو السليم هو ما يقوله أو يكتبه الناس، وليس ما تقول كتب النحو والأسلوب الإلزامية إنه يجدر بنا أن نقول أو نكتب. إذا قال عدد كاف من الناس إن "الفريق ونفسي ألقوا نظرة جيدة على الموضوع" فهذا يجعل العبارة صحيحة.
هذا صحيح. اللغات تتغير لكونها حية تسعى، على أن كثيرين ما زالوا يتمسكون بالطرق القديمة، فهم يفضلون استخدام "نفسي" و"نفسك" فقط كضمائر تعود على صاحبها، أو من أجل التأكيد، ويشعرون بكره غريزي شديد لأي شيء آخر.
إذا كنت تزعج الناس باستخدام "نفسي" أو"نفسك"، يجدر بك أن تسأل نفسك (هنا الضمير يعود عليك) ما إذا كان الأمر يستحق ذلك.
وكما قال إرنست جوورز في كتابه الحكيم: "الكلمات العادية التامة"، يجدر بك أن تحاول التأثير على قرائك، بالطريقة التي ترغب أن تؤثر بها فيهم.
في البداية ظهر كتابه بعنوان: "الكلمات التامة" قبل 70 سنة. وحذر من استخدام الجمل التي من قبيل: "سوف يتم التفتيش من قبل جونز ونفسي".
ربيكا جوورز، ابنة حفيدته، التي أنتجت نسخة منقحة من الكتاب في عام 2014، تبقي على التحذير نفسه في الكتاب.
إذا أردت أن يحضر الناس إفطارا على مائدتك المستديرة، حاول أن تقول: "أرجو ألا تتردد في أن تطلعني أو تطلع زميلي إن كنت ترغب في الحضور"، بدلا من أن تقول "تطلع نفسي وزميلي".
إن ذلك ليس ما يهمني بشكل أو بآخر، ذلك أنني أتجنب موائد الإفطار المستديرة، بغض النظر عن الضمير المستخدم، وهكذا نجحت مرارا وتكرارا، في تفادي السقوط في ذلك المنزلق، على الدوام.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES