FINANCIAL TIMES

ولو بعد 2000 عام .. الأصفر اللماع وحده ترياق التضخم

ولو بعد 2000 عام .. الأصفر اللماع وحده ترياق التضخم

على مدى العام الماضي أو نحو ذلك، لم يحدث أي تخفيض شامل في القدرة الإنتاجية المحلية اليابانية - باستثناء بعض القطاعات التي عفا عليها الزمن تماما وبعض القطاعات التي لا أمل فيها لليابان، في استعادة ميزتها التنافسية بتاتا، مثل الفحم أو المنسوجات.
ستعتقد أن هذه من أكثر الجمل المملة على الإطلاق التي عرضت عليك من قبل كاتبة هذا العمود، لكن أرجو أن تتحلى بالصبر.
في الواقع، هذه واحدة من أفضل القرائن التي ستجدها بشأن ما يمكن أن يحدث في المرحلة التالية في الاقتصاد العالمي. لسنوات عديدة، يعاني العالم مشكلة القدرة المفرطة ومشكلة انكماش التضخم. ينتج كثير من المصانع كثيرا من الأشياء، ما يؤدي إلى خفض أسعار تلك الأشياء، بشكل كبير جدا نتيجة لذلك.
ترى نتائج هذا كله من حولك في نمو الأجور المنخفضة والتسهيل الكمي الذي لا نهاية له. هناك افتراض عام بأن هذا لم يتغير وليس في سبيله إلى أن يتغير، لذلك ليس هناك خطر من ارتفاع التضخم من رماده البارد بشكل واضح، بغض النظر عن كيفية تساهل السياسة النقدية وإلى متى.
قد يكون هذا الافتراض خاطئا تماما. انظروا إلى كيف انتهى العالم مع قدرة كبيرة فوق الحد في المقام الأول. كان الأمر كله "كما هو كل شيء" يتعلق بالصين.
انضمام هذا الاقتصاد الضخم إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001، وأولويات قادتها على مدى العقدين الماضيين "النمو، ثم النمو، ثم النمو" والجرعة الضخمة بشكل خاص من التحفيز المدسوس في الاقتصاد في عام 2009، التي أضافت قدرة ضخمة ورخيصة في النظام العالمي، وغيّرت كل شيء للجميع.
من الذي يرغب في اقتناء أشياء باهظة الثمن مصنوعة في ولاية ميتشجان أو محافظة أيتشي في اليابان، عندما يمكنه اقتناء أشياء رخيصة مصنوعة في الصين بدلا من ذلك؟ هذا كلام صحيح.
الصين تتغير. على مدى سنوات، تم تحفيز مسؤولي الحزب لإجبار النمو من مناطقهم، بغض النظر عن التأثيرات في الأسعار أو الاقتصاد الكلي العالمي، أو حتى التلوث.
في مؤتمر الحزب في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حول تشي جين بينج التركيز.
بدلا من التركيز على النمو، تحدث زعيم الصين عن "ثلاث معارك صعبة": ضد منع المخاطر الكبرى "المالية أساسا - الهدف الجديد هو: "مزيد من تخفيض الرفع المالي"؛ الفقر "يتخيل تشي "مجتمعا مزدهرا باعتدال" من جميع النواحي". والتلوث "هو يريد أن يرى السماء الزرقاء، مرة أخرى".
وكانت النتيجة لحظة جميلة. يقول المحللون في شركة جافيكال "إنه بمجرد توجه الوفود إلى ديارهم تضاعفت أسعار الغاز الطبيعي "الوقود النظيف"؛ وتوقف إنتاج الصلب؛ وانخفض إنتاج قطاع الأسمنت فعليا حتى مع ارتفاع الطلب عليه، وبالتالي ارتفعت الأسعار.
ولا يبدو أن الصين تضيف قدرة جديدة إلى الاقتصاد العالمي بالطريقة التي كانت عليها، وهذا يعني أيضا أنها لم تعد تصدر الانكماش إلى بقية العالم.
يمكن القول إن هذه دينامية بدأت تظهر في كل مكان آخر. الركود يختفي. لا توجد طاقة احتياطية متبقية في اليابان "أو أنك سترى تخفيضات جديدة لها".
سجل الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة ارتفاعا قياسيا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، على الرغم من أن الولايات المتحدة مشغولة جدا بعمليات إعادة الشراء والهندسة المالية خلال العقد الماضي لبناء قدرات جديدة. الإنتاج الصناعي في المملكة المتحدة هو في أعلى مستوياته منذ عشرة أعوام.
كل هذا يمكن أن يقودنا إلى عدة استنتاجات مثيرة للاهتمام. الأول، الذي أبرزته وكالة جافيكال، هو أنه شرح للطريقة التي تعرقلت بها أسواق الأسهم في البلدان بالمساحة الإنتاجية الزائدة عن الحد في الماضي. لننظر إلى الصين واليابان وكوريا – إنها أسواق قد ترغب في التمسك بها قليلا.
والاستنتاج الثاني، هل تعلم أن الطفرة في الولايات المتحدة قد لا تكون تماما بسبب سياسات دونالد ترمب؟ يمكن أن تسمع طنين المصانع لأنه تجري مهاجمة القيود على القدرات العالمية، بدلا من كونه أفضل مدير اقتصادي على الإطلاق.
والاستنتاج الثالث هو أن التضخم الحقيقي الذي يعتبره زعماؤنا العظام "البنوك المركزية" مستحيلا، مهما كان مقدار الأموال التي تطبعها، ليس مستحيلا على الإطلاق.
من المبكر أن نكون متأكدين فوق الحد بشأن هذا. يمكن أن تكون هناك قدرة أكبر مما هو واضح على الفور، ولا يزال الاقتصاد العالمي هشا نسبيا.
ومع ذلك، فإن سوق العمل الضيقة بشكل حاد في اليابان ومعدلات البطالة المنخفضة تاريخيا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تدعم الفكرة القائلة "إن الطاقة الفائضة هي قصة تعود إلى الماضي".
ومن الصعب أن ندعي أن تضخما قليلا لا يزحف مرة أخرى إلى الأرقام في كل مكان: مؤشر أسعار التجزئة في المملكة المتحدة هو الآن عند 4.1 في المائة والذي يفترض أنه السبب في أن مارك كارني حريص جدا في الواقع، على أن ندرك أن لديه "أخطاء معروفة" في عمليته الحسابية.
لا شيء من هذا يعد يقينا – بل على العكس من ذلك، لكن إذا كان التضخم في سبيله إلى العودة ربما، أو حتى إذا كان هناك ما يكفي من البيانات لتزويد الأسواق بالخوف من التضخم الفائق، فستحتاج إلى أن تكون على استعداد. البنوك المركزية ربما لن تكون مستعدة لهذا الأمر. كيف يمكنك التحوط بنفسك؟ إجابتي المعتادة على ذلك هي الذهب، لكن هناك مجموعة من الناس تقول لي إن لديهم إجابة أفضل لي. دعونا نسميهم المدافعين عن العملات الرقمية. هم يقولون إن عملة بيتكوين لا يمكن أن تفقد قوتها الشرائية نتيجة للتضخم "بفضل العرض المحدود على ما يبدو".
وهي لا تعتمد على الحكومات في قيمتها. إنها قابلة للتحويل، وسائلة وخاصة - الدفاع المثالي ضد التحيز التضخمي ينشأ بشكل لا نهائي من قبل البنوك المركزية المعتوهة "على الرغم من أن أعصابهم ستتشنج في نهاية هذا الأسبوع، مع غرق أسعار العملة المشفرة".
وكما قال لي أحد المدافعين عن العملات الرقمية على منصة تويتر الأسبوع الماضي، "إنها طريقة أفضل من الذهب كتحوط ضد الحكومات والتضخم: "الذهب، هو موضة قديمة". إذا كنت أستطيع أن أستخرج التغريدة، فسأحيل هذا الشخص الهازئ إلى كارني (محافظ بنك إنجلترا "المركزي").
في حين إنه لا يحب تدابير التضخم التي تقول له ما لا يريد أن يسمع، إلا أنه حقا، حقا لا يحب الطبيعة المغْفلة لـ "بيتكوين".
وكما يقول "لا يستطيع أي شخص أن يكون مغْفلا في التعاملات في الحساب المصرفي، فلماذا تريد أن تكون مغْفلا عند إجراء التعاملات على العملة المشفرة"؟
هذا سؤال مهم بالتأكيد. أذكر هذا لأبرهن على فكرتي بأن العملات المشفرة هي فقط قابلة للتحويل، وسائلة وخاصة طالما كانت الأجهزة المنظمة تسمح لها أن تكون كذلك. يمكنك أن تقول الشيء نفسه عن الذهب، بطبيعة الحال. امتلاك العملة الذهبية، باستثناء كمية صغيرة، كان مؤقتا وضعاً غير قانوني في الولايات المتحدة في عام 1933.
لدى الذهب عدد قليل من الأمور لمصلحته من النوع الذي لا نجده في العملات المشفرة.
مجموعة الدول الـ 20 لا تضيع كثيرا من الوقت في هذه الأيام في التحدث عن كيفية تنظيم مقتنيات الناس من الذهب "كارني يقول إن تنظيم العملات المشفرة هو في أعلى القائمة". الذهب مقبول عالميا كمخزن عالمي وطويل الأجل للقيمة، ولا يطلب كلمة مرور عندما تريد استخراجه من تحت السرير.
ثم إنه جميل، ومفيد، وفي الواقع يصعب تزويره، ومن السهل تغييره إلى جزء من العملة، والمهم أن لديه تاريخا طويلا.
أونصة الذهب، مع تغيرات من حين إلى آخر، ظلت متمسكة بقوتها الشرائية على مدى آلاف السنين.
سأستغرب إذا كان هناك من يقول الشيء نفسه عن الذهب في عام 4018. أنا أقتني الذهب كتحوط ضد الصدمات بشكل خاص ضد التضخم، والسبب في ذلك تماما هو أن الذهب هو الذهب.

*الكاتبة رئيسة تحرير موقع: MoneyWeek

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES