تحت شعار الموت للديكتاتور .. التظاهرات تتجدد والملالي يرتجفون

تحت شعار الموت للديكتاتور .. التظاهرات تتجدد والملالي يرتجفون

اندلعت "الموجة الثانية" من تظاهرات الإيرانيين الغاضبة في أكثر من 100 مدينة في أنحاء مختلفة من البلاد، حيث تشهد العاصمة طهران منذ البارحة الأولى عمليات كر وفر بين الشرطة والمواطنين المطالبين بإسقاط نظام الملالي، في محاولة من رجال الأمن إلى السيطرة على التظاهرات الغاضبة، التي رفعت شعارات منددة بسياسات النظام الفاسد وسط ترقب رجال الحكم.
وارتفعت شعارات "الموت للدكتاتور" مدوية في مختلف المدن، بعد اعتقال السلطات أكثر من خمسة آلاف شخص منذ اندلاع التظاهرات الغاضبة ضد سياسات النظام الإيراني الداخلية والخارجية التي أفقرت الشعب ودفعته إلى حالة اقتصادية متردية، عبر دعم ميليشياته في سورية واليمن ولبنان، اشتعلت على إثرها الأزمات في المنطقة.
ودعا نشطاء إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاستمرار في الاحتجاجات حتى 11 فبراير الجاري وهو اليوم الذي يحتفل فيه النظام بانتصار ثورته قبل نحو 39 عاماً، وفقا لـ "العربية".
وفي مقطع نشره نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب، يهتف المحتجون بشعار "الموت للديكتاتور" الذي بات يعني المرشد خامنئي، حيث يرون أن بلادهم لن تتخلص من معاناتها إلا بسقوطه وتنحيه عن السلطة.
وأكد نشطاء إيرانيون أن مظاهرات الجمعة اندلعت في شارع وليعصر وسط العاصمة طهران، حسب مقطع الفيديو المنشور مساء الجمعة، فيما كانت المظاهرات تنطلق في مناطق متفرقة من العاصمة طهران ومدينة الأهواز جنوب غرب إيران وأصفهان وتبريز وسنندج وكرمانشاه منذ الخميس، أطلق عليها نشطاء "الموجة الثانية" للاحتجاجات تحت شعار موحد "الموت للديكتاتور".
إلى ذلك أعلن علي رضا رحيمي النائب في لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أن الأمن قام باعتقال نحو خمسة آلاف من المتظاهرين أثناء "الموجة الأولى" من الاحتجاجات، مشيراً إلى أن الأمن أفرج عن عدد منهم فيما ظل آلاف داخل السجون.
وقال رحيمي وهو عضو في لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني على هامش زيارته وعدد من النواب إلى سجن "إيفين" في العاصمة طهران للتحقيق في مقتل عدد من المحتجين تحت التعذيب أمس الأول، "إن بعض المعتقلين تم إطلاق سراحهم وما تبقى منهم محتجزون على قيد التحقيق في العاصمة طهران ومحافظات أصفهان وهمدان وفارس والأهواز".
ونقلت وكالة "ايلنا" عن النائب رحيمي قوله "إن رئيس دائرة السجون في طهران أكد أن مجمل عدد معتقلي الأحداث الأخيرة بلغ 4972 شخصا، بنسبة 73 في المائة من الرجال و27 في المائة من النساء.
وأضاف أن "أكثر من ثلثي المعتقلين كانوا من الشباب، حيث إن 50 في المائة منهم تراوح أعمارهم بين 19 و25 عاما و27 في المائة بين 25 و32 عاما".
وكان تقرير أمني قدمته وزارة الداخلية الإيرانية لرئيس الجمهورية حسن روحاني، عن الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، قد أكد أن الإحصائيات تشير إلى أن المظاهرات خرجت بدوافع سياسية واقتصادية وبحضور مكثف للشباب والطلاب. هذا بينما تحذر منظمات حقوقية من إعدامات قد تنفذها السلطات الإيرانية في حق عدد كبير من المعتقلين بسبب الاحتجاجات الأخيرة بعد اتهامهم بـ "محاربة الله والفساد على الأرض" من قبل محاكم الثورة الإيرانية سيئة الصيت.
وأكدت تلك المنظمات أن عدد المعتقلين الذين ماتوا تحت التعذيب بلغ عشرة أشخاص، كما قتل 25 شخصا من المتظاهرين برصاص الأمن.
واستمرت الاحتجاجات ليلا خلال اليومين الماضيين في العاصمة طهران ومدن أخرى تلبية لدعوات أطلقها ناشطون تحت عنوان "الموجة الثانية" للاحتجاجات.
وكانت قد نددت مفوضة حقوق الإنسان في الحكومة الألمانية، بالإعدامات التي تنفذها إيران ضد مواطنين، واصفة ذلك بأنه انتهاك غير مقبول تماماً للقانون الدولي.
وانتقدت باربيل كوفلر ما تردد عن إعدام طهران المواطن علي كاظمي "22 عاما" يوم الاثنين، وقالت "إنه لم يتم حتى إخطار محامي الرجل بموعد الإعدام".
وحثت كوفلر طهران على عدم المضي قدما في تنفيذ أحكام الإعدام، وسط شكوك كبيرة في تطبيق الإجراءات القانونية على نحو ملائم في محاكمة المتهمين.
وقالت في بيان "يجب التوقف عن انتهاج سياسة الإعدام"، حيث إنها تنتهك بشكل مباشر مواثيق الأمم المتحدة بشأن حقوق الأطفال والمعاهدات الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية التي وقعت عليها إيران.

الأكثر قراءة