وقدم المحاضر شروحات علمية عن مفاهيم الحضارة الإسلامية والبيئة العمرانية وتحليل بعض مبادئ التخطيط والتطوير الحضري الإسلامي الذي تبناها رسول الله صلى الله عليه وسلم - إبان الهجرة النبوية المباركة إلى المدينة المنورة، وجهوده -صلى الله عليه وسلم- وصحابته -رضي الله عنهم- في تخطيط وعمارة المدينة المنورة بدءا من تحويل اسمها من يثرب إلى المدينة الذي يُشتق من المفهوم الواسع لـ "التمّدن" وصولا لتحقيق التنمية المتكاملة من خلال التعاملات الإنسانية بين سكانها وبناء مسجد قباء والمسجد النبوي الشريف لإيجاد مساحات عامة لتأدية العبادات وأن تكون كذلك أماكن للاجتماع والتواصل.
وأشار الدكتور عمر إلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- كان يُعزز في تعاملاته كافة تحقيق المفاهيم الإنسانية التي تدور حولها بناء الحضارات التي منها كونت الحضارة الإسلامية من المدينة المنورة لتصل إلى العالم، حيث يشمل النظام الأخلاقي للبناء والعمارة، مُشيرا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء هجرته إلى المدينة أسس مسجد قباء على التقوى وهي السمة الواردة في الكتاب العزيز التي قد يفتقدها بعض المعماريين،
مشددا على أهمية ترجمة مفاهيم الأنسنة بمعناها الفلسفي في تأسيس المباني الجديدة لتحقيق عمارة الأرض التي هي في الأصل رسالة الإنسان على مد العصور.
كما تحدث المحاضر عن الدلالات السامية في طريقة اختيار موقع المسجد النبوي الشريف وما ورد في كُتب السيرة من التآخي والترابط الذي أوجده الرسول بين الأنصار و المهاجرين، مُشددا على أهمية تحقيق مقاصد الشريعة من خلال محاور التنمية المستدامة التي تُعد أحد المرتكزات الرئيسة في مفهوم الأنسنة وعمارة الأرض.
أضف تعليق