الناس

معالم النبوة تجسد عمق تاريخ المدينة المنورة

معالم النبوة تجسد عمق تاريخ 
المدينة المنورة

تزخر المدينة المنورة ومحيطها بعديد من المواقع الدينية والمعالم التاريخية التي تعدّ محط أنظار زائري مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وفي مقدمتها مسجده الشريف الذي يكتظ طوال العام بالمصلين والزائرين من مختلف الدول والأقطار، ولا سيما في مواسم العمرة والحج، في ظل منظومة متكاملة من الخدمات تقدمها مختلف الجهات ذات العلاقة.
ولا يزال كثير من المواقع الدينية والمعالم التاريخية الأثرية شاخصا للعيان ويحظى باهتمام وعناية بالغة، حيث شهد بعضه أعمال ترميم وتدعيم لأبنيته للحفاظ على طابعه العمراني، بوصفه إرثا إنسانيا وحضاريا تميّزت به طيبة الطيبة، ويجسّد حقبة زمنية متفرّدة ترسم في ذاكرتنا الفترة التي عاشها نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته - رضوان الله عليهم أجمعين - في هذه الأرض المباركة، وما تلاها من أزمنة متتابعة، فيما يبذل منسوبو الجهات المعنية جهوداً للاستفادة من المواقع التي يرتادها الزائرون لتوعيتهم بتفاصيل مهمة في حياة الرسول - عليه الصلاة والسلام - وتقديم الصورة الحقيقية لنبي الرحمة، وإبراز عظمته، والتوثيق العلمي لسيرته العطرة.
ويعدّ مسجد قباء أحد أبرز المواقع الدينية الأكثر ازدحاما بالزائرين والمصلين بعد المسجد النبوي الشريف، إذ يحرص غالبية الزائرين على الصلاة فيه والوقوف عنده في رحلتهم الإيمانية، ويقع جامع قباء في منطقة قباء، وهي منازل بني عمرو بن عوف من الأوس، وهو أول مسجد أسسه النبي - صلى الله عليه وسلم - عند قدومه مهاجراً إلى المدينة المنورة.
وتمثّل سقيفة بني ساعدة أحد الآثار الخالدة التي شهدت جانباً من التاريخ الإسلامي خلال عهد النبوة، والسقيفة هي بناء مسقوف بجذوع الأشجار وجريد النخل، ومغلق من ثلاث جهات.
ويقول الباحث في مجال التاريخ والآثار الدكتور تنيضب الفايدي، "إن السقيفة ما زال جزء منها موجوداً وتقع غرب المسجد النبوي"، مضيفاً أن "عديدا من الآثار تم تحديد مواقعها لكن بعضها اندثر أو بقي جزء منه كآبار المياه التي نضب بعضها وأصبحت أثراً.
ومن الآثار التاريخية في المدينة المنورة "طريق الظبي" ويسمى "طريق الجصة" فقد سلكها النبي - صلى الله عليه وسلم - عند دخوله المدينة المنورة مهاجراً، حيث تمر هذه الطريق شرقي جبل عير إلى أن تصل إلى منطقة العصبة ومنها إلى قباء، ومنها كذلك "السوق النبوية" وتقع في الجهة الغربية من المسجد النبوي الشريف، وقد جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - مكانها سوقاً لأهل المدينة، وتمتد من مسجد المصلى جنوباً إلى قلعة باب الشامي شمالاً، وتقع السوق في وقتنا الحاضر محاذية للمسجد النبوي، واشتهرت بـ "سوق المناخة"، لأنها كانت مناخاً للجِمال، كما تعدّ "ثنية الوداع" أحد المواقع التي ارتبطت بالمدينة المنورة وتاريخها منذ الهجرة النبوية، والثنية هي الطريق في الجبل، وتقع شمال المسجد النبوي الشريف، شرقي جبل سلع، وكانت موضع وداع المسافرين.
وإلى الناحية الجنوبية من مسجد قباء يقع أثر "دار كلثوم بن الهدم" -رضي الله عنه - وهو زعيم بني عمرو بن عوف، وقد نزل في داره النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما قدم مهاجراً من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، كما يعدّ مسجد وحصن بني واقف أحد المعالم التاريخية ويقع في منازل بني واقف من الأوس، وقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسجدهم وكانت حوله بعض الحصون والآطام.
وتعدّ الآبار أحد المعالم التاريخية والأثرية التي تزخر بها طيبة الطيبة، ويعود بعضها إلى عهد النبوة، فما زالت تحافظ على بنائها القديم وشهدت أعمال ترميم وتحسين، ففي الجهة الغربية من مسجد قباء تقع "بئر الخاتم" وتعرف ببئر "أريس" واشتهرت ببئر الخاتم، وقد ورد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس على حافتها، ومن ضمنها "بئر الفقير" وهي بئر سلمان الفارسي - رضي الله عنه - وتقع ضمن مزرعة الفقير التاريخية، وكذلك "بئر غرس" وتقع على وادي بطحان في منطقة العالية في المدينة المنورة، وهي إحدى الآبار التي كان يستسقى منها للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الناس