والعامل الآخر البربر الذين دخلوا الأندلس في بداية الفتح ثم بعد أن تولوا الحكم في عهد المرابطين والموحدين حيث كان لهم أسلوبهم وأزيائهم الخاصة الذي تأثر بها الأندلسيون وكذلك تقليد الملوك والأمراء الأندلسيين لأزياء القشتاليين وحتى جندهم وذلك لقرب مملكة قشتالة. ويمكن اعتبار الخامات الموجودة في الأندلس والتي فرضت نفسها بقوة كالحرير لكثرته وانتشاره والصوف حتى كثرت الأردية الحريرية والصوف لذلك نرى ازدهار صناعة المنسوجات بشكل واضح في فترة الخلافة الأموية بالأندلس وإنشاء دور الطراز كما مارست المرأة الأندلسية العديد من المهن منها مهنة الغزل والنسيج وهذا كان له أثره الإيجابي في تطور الأزياء في الأندلس والتفنن بها وبزخرفتها".
ويتوقف بحثها عند عام 625هـ، ولكن بعد هذا العام بـ400 سنة تقريبا يكتب المؤرخ شهاب الدين المقري (ت 1041هـ) في كتابه "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" نصا مهما عن تغير ملابس بعض أهل الأندلس وترك بعضهم للعمائم فيقول، وهو شاهد عيان: "وأما زي أهل الأندلس فالغالب عليهم ترك العمائم، ولا سيما في شرق الأندلس، فإن أهل غربها لا تكاد ترى فيهم قاضيا ولا فقيها مشارا إليه إلا وهو بعمامة، وقد تسامحوا بشرقها في ذلك، ولقد رأيت عزيز بن خطاب أكبر عالم بمرسية، حضرة السلطان في ذلك الأوان، وإليه الإشارة، وقد خطب له بالملك في تلك الجهة، وهو حاسر الرأس، وشيبه قد غلب على سواد شعره.
وأما الأجناد وسائر الناس فقليل منهم تراه بعمة في شرق منها أو في غرب، وابن هود الذي ملك الأندلس في عصرنا رأيته في جميع أحواله ببلاد الأندلس وهو دون عمامة، وكذلك ابن الأحمر الذي معظم الأندلس الآن في يده، وكثيرا ما يتزيا سلاطينهم وأجنادهم بزي النصارى المجاورين لهم، فسلاحهم كسلاحهم، وأقبيتهم من الإشكرلاط وغيره كأقبيتهم، وكذلك أعلامهم وسروجهم".
أضف تعليق