أخبار اقتصادية- عالمية

فضائح الفساد تضرب جنوب إفريقيا وشركات خاصة متهمة باستغلال النفوذ

فضائح الفساد تضرب جنوب إفريقيا وشركات خاصة متهمة باستغلال النفوذ

قال رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما أمس "إن لجنة قضائية تعكف على إجراء تحقيقات في ادعاءات بأن شركات خاصة تمارس نفوذا غير مبرر على حكومته".
وبحسب "رويترز"، فقد ذكرت المحكمة العليا في جنوب إفريقيا الأربعاء الماضي أنه يجب على زوما إجراء تحقيق قضائي خلال 30 يوما في استغلال نفوذ الدولة، مؤيدة بذلك نتائج توصل إليها تقرير للجنة لمراقبة الفساد.
وركز التقرير على ادعاءات بأن أصدقاء لزوما وهم رجال الأعمال الإخوة أجاي، وأتول، وراجيش جوبتا، قد استغلوا نفوذهم لتعيين وزراء، ونفى زوما والإخوة جوبتا كل الاتهامات المتعلقة بارتكاب أخطاء.
وعلى ما يبدو، فإن جاكوب زوما "75 عاما" الذي وصل إلى رئاسة المؤتمر الوطني الإفريقي سيغادر هذا المنصب الذي شغله عشرة أعوام حاملا آمال المعوزين، مثقلا بالشبهات في إطار فضائح فساد.
وألقي زوما الذي سيبقى رئيسا حتى الانتخابات العامة منتصف 2019، أمس خطابه الأخير بصفته رئيسا للحزب أمام أنصاره الذين يجتمعون من السبت حتى الأربعاء لانتخاب خلفه.
وبسخرية خاطبه أوسكار فان هيردين المعلق السياسي بالقول، "مؤتمر وطني إفريقي مدمر، اقتصاد مدمر، الفساد واختلاس الدولة مزمنان، أخشى أن يكون ذلك إرثك الوحيد الدائم".
ويواجه أنصار زوما المتحمسون الأوفياء صعوبة في الدفاع عن هذه الحصيلة المحزنة، لكنه يعرب على ما يبدو عن سخريته منها، ففي البرلمان، واجه أخطر التساؤلات المتعلقة بالقضايا التي تتهدده، ورد على خصومه بواحدة من ضحكاته التي باتت شهيرة، وتفسر في بعض الأحيان على أنها ازدراء.
ومنذ فترة طويلة، يبدو زوما الذي سمي "الرئيس تيفلون" بسبب الاتهامات الكثيرة الموجهة إليه، شخصا محصنا، ووصوله إلى رئاسة المؤتمر الوطني الإفريقي، مثال على ذلك.
فقد استطاع أواخر 2007 أن يطيح بـ "ثابو مبيكي" من رئاسة الحزب، وعزله من منصب نائب الرئيس في جنوب إفريقيا قبل سنتين من الوقت المحدد، موجها إليه تهما بالفساد، وبعد بضعة أشهر، قضى على منافسه الذي اضطر إلى التنحي عن منصبه رئيسا للدولة.
وقبيل الانتخابات العامة في 2009، تراجع القضاء في الوقت المناسب جدا، كما يقول منافسوه بغضب، عن ملاحقة زوما، فيما كان متهما بالحصول على رشا لدى إبرام عقد تسلح مع شركات منها شركة "تاليس" الفرنسية.
وفي سياق فوز المؤتمر الوطني الإفريقي، أصبح رئيسا للبلاد، وقبل ثلاث سنوات من ذلك تمت تبرئته في ختام محاكمة مدوية بتهمة الاغتصاب، وتمكن زوما الذي يقيم علاقات متشابكة والمخطط البارع من مواجهة الصعوبات والمشكلات طوال فترة حكمه، حتى في 2016 التي كانت مع ذلك "سنته الرهيبة".
فقد أدين الرئيس في البداية بانتهاك الدستور لأنه حمل دافع الضرائب على دفع تكاليف أعمال تجديد في مقر إقامته الخاص، واضطر إلى تسديد ما يناهز نصف مليون يورو.
ثم حصل المؤتمر الوطني الإفريقي في الانتخابات البلدية، على أسوأ نتيجة وطنية منذ وصول الديمقراطية إلى البلاد في 1994، وشكك تقرير رسمي في علاقاته المثيرة للجدل مع عائلة جوبتا الثرية لرجال الأعمال الهندية الأصل، كما يهدد القضاء اليوم بإحياء ملاحقاته في قضية "تاليس".
ويخفي زوما الذي يفتخر بانتمائه إلى الزولو وإتقانه الرقص والغناء، وراء ابتسامته الطبيعية، قدرة كبيرة على الصبر، رسختها معتقلات التمييز العنصري، فقد أمضى في شبابه عشر سنوات في سجن روبن آيلاند، قبالة سواحل الكاب "جنوب غرب"، مع نيلسون مانديلا، وفيه اكتشف شغفه بالشطرنج.
لكن هذه الصعوبات لم تستمر طويلا، فقد تولى السلطة معتمدا على الجناح اليساري للمؤتمر الوطني الإفريقي والنقابات، وجسد آنذاك آمال المعوزين المعدمين بتحسن أحوالهم.
وبعد عشر سنوات، لم تتعد وعوده الإصلاحية "الجذرية" المرحلة الخطابية، وأكثر من أي وقت مضى، تبدو البلاد والحزب غارقين في الأزمة، ويقول "قدامى" الحزب "إن زوما هو الذي يتحمل مسؤولية الخطأ"، وعشية تنحيه عن قيادة الحزب، كان حكمهم صارما "سمح بسقوط المؤتمر الوطني الإفريقي وشعبنا وبلادنا".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية